يغادر اليوم رئيس حكومة «حماس» المقالة اسماعيل هنية والوفد المرافق له القاهرة بعد زيارة استغرقت أربعة أيام عقد خلالها لقاء مع الرئيس محمد مرسي هو الأول بين رئيس مصري ورئيس حكومة فلسطينية تمكن خلاله من إنجاز العديد من القضايا، خصوصاً في ما يتعلق بحرية الحركة والعبور لأهالي قطاع غزة عبر معبر رفح الذي تقرر زيادة طاقة العمل به إلى 12 ساعة يومياً، باستثناء يوم الجمعة العطلة الرسمية، وكذلك إلغاء إجراء الترحيل الذي لن يتم العمل به، والسماح بدخول الفلسطينيين إلى مصر سواء من خلال معبر رفح أو من خلال المطار والإقامة لمدة 72 ساعة، إضافة إلى معالجة بعض القضايا الأخرى التي تتعلق بأزمة الكهرباء وملف المصالحة. وأوضح مكتب هنية في بيان تلقت وكالة «فرانس برس» نسخة منه، انه جرى خلال اللقاء «بحث معمق في شأن الاوضاع المعيشية للمواطنين الفلسطينيين، خصوصاً في قطاع غزة، وسبل التخفيف من معاناتهم نتيجة الحصار الصهيوني، ووعد مرسي بأنه ستكون هناك تسهيلات حقيقية للمواطنين في غزة سيلمسها المواطن الفلسطيني ... وأكد استمرار مصر في دورها التاريخي احتضان القضية الفلسطينية ودعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني». وأضاف البيان ان هنية اكد لمرسي حرص حكومته على «الامن المصري، وأعرب عن استعداد الحكومة التعاون في المجالات المختلفة مع مصر الشقيقة والمساهمة في حل اي اشكالات مشتركة». وشدد على ان «سيناء ستبقى ارضاً مصرية أصيلة للمصريين وليس لتوطين أبناء الشعب الفلسطيني»، مضيفاً ان «لا احد يعمل على خلق كيان منفصل في غزة». وأكد ان «أساس معاناة شعبنا الفلسطيني هي الاحتلال، والشعب الفلسطيني مصمم على انهائه واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين». ونقلت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية عن الناطق باسم الرئاسة المصرية ياسر علي قوله ان هذا اللقاء، الاول بين الرئيس المصري ورئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، يأتي «استكمالاً للمشاورات التي بدأها (مرسي) مع الرئيس محمود عباس ومع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الأسبوع الماضي»، والتي تهدف الى «وضع حلول تتعلق برفع الحصار ومعاناة أبناء غزة في إطار التوجيهات بضبط معبر رفح بما يسهل حركة دخول الفلسطينيين وخروجهم وفقاً للقانون وللقواعد التي تتعلق بالتأشيرات لتخفيف معاناة الفلسطينيين، خصوصاً في شهر رمضان». وأوضح ان «اللقاء تناول المستجدات في جهود المصالحة الفلسطينية وكفالة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمها إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف». وقال مسؤول فلسطيني في حكومة «حماس» يرافق هنية ل «الحياة» إن أجواء المحادثات بين هنية ومرسي كانت إيجابية للغاية، موضحاً أنه عقب مأدبة الإفطار التي أقامها الرئيس المصري لضيفه الفلسطيني بحضور الوفد المرافق ورئيس الاستخبارات المصرية مراد موافي، عقدت جلسة محادثات ثنائية اكد خلالها «مرسي لهنية دعمه الحقوق الفلسطينية المشروعة للشعب الفلسطيني حتى يتمكن من إقامة دولته الفلسطينية»، كما شدَّد على أن مصر ستستمر في مساعيها التي تقوم بها بين حركتي «فتح» و «حماس» من أجل إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وقال: «إن القيادة المصرية أكدت ضرورة تخفيف الحصار عن قطاع غزة وأنها ستعمل من أجل تحقيق ذلك». وكشف أنه تم الاتفاق على توريد قطاع غزة مزيداً من الكهرباء بواسطة محطة الوحش الموجودة شمال سيناء في الشيخ زويد وبأسعار مماثلة للأسعار التي يتم توريدها للأردن. وأضاف أن هنية استقبل نجلي الرئيس مرسي في مقر إقامته أول من أمس وتناولا معه وجبة السحور، معتبراً أن ذلك يدلل على حجم الحفاوة التي استقبل بها هنية. في السياق ذاته، التقى هنية الأمين العام لحركة «الجهاد» الإسلامي رمضان شلح ونائبه زياد النخالة، وأجريا محادثات تناولت الشأن الفلسطيني الداخلي والسياسي وملف المصالحة والأوضاع الإقليمية.