تسبب مبلغ « 35 مليون دولار « احتجزته الجامعة العربية طوال أربع سنوات، لصالح إعمار قطاع غزة في أزمة بين قيادتي حركتي فتح وحماس، بعد أن أبلغ أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة، صرف كامل المبلغ للرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل ثلاثة أشهر فقط. مصادر فلسطينية رفيعة المستوى كشفت ل»الشرق» أن هنية طلب من العربي خلال لقائهما في القاهرة استرداد الأموال باعتبارها من حق سكان غزة المحاصرين، بعد أن كانت السلطات المصرية صادرتها منه بعد عودته من جوله خارجية، بحجة الحصار المفروض على قطاع غزة، ليفاجئ « هنية « بأن الأموال ذهبت إلى خزانة السلطة الفلسطينية في رام الله، دون أن يكون لديه أي علم بذلك.وشن يوسف رزقه المستشار السياسي لهنية هجوما حادا على عباس وحركة فتح في أعقاب هذه الكشف، معتبرا أن هذه الأموال هي من حق قطاع غزة، ويجب أن تنفق بالتنسيق الكامل مع الحكومة في غزة، لا أن تذهب إلى خزينة السلطة الوطنية دون أن يعرف إلى أين ستذهب؟.رد حركة فتح جاء على لسان عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح كشف عن وجود اتفاق مسبق بين حركتي فتح وحماس خلال المفاوضات التي جرت بينهما في القاهرة على تحويل هذه الأموال إلى خزانة السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن المبلغ هو 32 مليون دولار وليس 35 مليون.وأضاف الأحمد في بيان وصل ل»الشرق» نسخة منه «وفق الاتفاق بين حماس وفتح تم تحويل المبلغ إلى خزينة السلطة لأن المبلغ الذي كان بحوزة هنية عندما كان رئيسًا للوزراء هو للسلطة الفلسطينية وليس لحماس، وقادة حماس يعرفون ذلك جيدا».وأشار الأحمد في البيان إلى أن حركة فتح أبلغت حركة حماس رسميا خلال الاجتماع الأخير الذي عقد في القاهرة بتاريخ 20-12 أن المبلغ وصل للسلطة وفق الاتفاق المشار إليه بين السلطة وحماس والجامعة العربية».وقال «أنا شخصيا أكدت لبعض قادة حماس الذين أثاروا الموضوع يوم 20-12 وأمام مسؤول الملف الفلسطيني في المخابرات العامة المصرية اللواء نادر الأعسر أن السلطة استلمت المبلغ».