قللت الحكومة السودانية أمس من توصية الخبراء الذين تعاقدت معهم الأممالمتحدة بفرض عقوبات على كبار المسؤولين السودانيين لارتكابهم"أعمالاً وحشية"في دارفور، واعتبرتها ضغوطاً مرفوضة لحملها على القبول بنشر قوات دولية في الإقليم، مشددة على أنها لن تتحرك عن موقفها"قيد أنملة". ونفت أن تكون رفضت منح المبعوث الرئاسي الاميركي إلى السودان اندرو ناتسيوس تأشيرة دخول إلى البلاد. وأُعلن في القاهرة أن الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى سيلتقي الرئيس عمر البشير في الخرطوم اليوم. وسمح مجلس الأمن ليل الجمعة - السبت لخبراء الأممالمتحدة الذين أوصوا بفرض عقوبات على كبار المسؤولين السودانيين، بمواصلة مراقبة"الجرائم الوحشية وانتهاكات حظر السلاح في دارفور"حتى 29 أيلول سبتمبر 2007، ولم تُنشر لائحة المرشحين للعقوبات، لكنها قُدمت في تقرير سري لأعضاء المجلس الشهر الماضي. واعتبر التقرير أن"جميع الأطراف في دارفور خرقت حظر الأسلحة، مع قيام الحكومة بتزويد الميليشيات أسلحة وتصعيد المتمردين للقتال". وكشف السفير القطري لدى الأممالمتحدة ناصر عبدالعزيز الناصر أن الاتهامات شملت أشخاصاً"على أعلى المستويات"، مشيراً إلى أن الرئيس البشير قد يكون ضمن اللائحة. وشدد نظيره البريطاني اميري جونز باري على أن العقوبات يجب ان لا تكون لها الأولوية على السلام والاستقرار في الاقليم الذي ينعدم فيه القانون. لكن السفير الاميركي لدى المنظمة الدولية جون بولتون قال إن العقوبات قد تساعد في الحصول على موافقة السودان على نشر قوة الأممالمتحدة في دارفور. وأشار بولتون إلى أن"إحدى وجهات النظر تقول إن التفكير في العقوبات قد يكون له تأثير ايجابي في ما يخص التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السودانية". وأضاف:"لم نتردد أبداً في السعي إلى فرض عقوبات عند توافر الأدلة ضد أي شخص ارتكب المخالفات التي تدرسها لجنة الخبراء". غير أن مسؤولاً رئاسياً سودانياً استخف بتوصية لجنة الخبراء الذين تعاقدت معهم الأممالمتحدة، مشدداً على أن الخرطوم لن تتحرك عن موقفها"قيد أنملة". وقال المسؤول في لقاء مع مجموعة محدودة من الصحافيين حضرته"الحياة"أمس إن تحرك لجنة الخبراء في هذا الوقت يأتي في إطار حملة من الضغوط تقف وراءها الولاياتالمتحدة في"مؤامرة مكشوفة"، لافتاً إلى أن ورود اسم الرئيس البشير ضمن لائحة العقوبات"يستهدف إثناءه عن موقفه الرافض لنشر القوات الدولية". وانتقد المسؤول السوداني"الانتقائية وازدواجية المعايير"التي يتعامل بها مجلس الأمن مع الخرطوم، موضحاً أن"الاتحاد الافريقي أوصى المجلس بفرض عقوبات على قيادات المتمردين الذين يناهضون اتفاق السلام في دارفور ويهددون الأمن والاستقرار في الإقليم، لكن المجلس لم يتحرك لفعل شيء. بل إن واشنطن تغازلهم". إلى ذلك، أكد مسؤول الشؤون الأوروبية في الخارجية السودانية السفير عبدالباسط السنوسي أن المبعوث الرئاسي الأميركي الخاص إلى السودان لم يتقدم بطلب إلى السلطات السودانية لمنحه تأشيرة دخول إلى البلاد، رداً على أنباء عن رفض الخرطوم منح ناتسيوس تأشيرة دخول. وأضاف السنوسي أن السلطات"ستنظر في طلب ناتسيوس حين يقدمه ... ولكن حتى الآن لم يصلنا طلب منه". واستغرب السنوسي"ادعاء واشنطن"ان الحكومة السودانية رفضت منح المبعوث الرئاسي تأشيرة دخول، مشيراً إلى أن المسؤول الأميركي قد يكون تقدم بطلب خلال اليومين السابقين إلى السفارة السودانية في واشنطن ولكن لم يصل حتى الآن إلى الخرطوم. وكانت الولاياتالمتحدة قالت إن السودان يقيّد حركة المبعوثين الأميركيين في الخرطوم، ويمنع زياراتهم إلى إقليم دارفور. ومن المقرر أن يكون وفد من الاتحاد الأوروبي وصل أمس الى الخرطوم للقاء كبار المسؤولين في محاولة جديدة لإقناعهم بقبول نشر قوة للأمم المتحدة في دارفور.