يصل الى الخرطوم غداً نائب وزيرة الخارجية الاميركية روبرت زوليك على رأس وفد عالي المستوى في اطار المساعي الاميركية لحل ازمة دارفور. وسيلتقي الرئيس عمر البشير ونائبيه سلفاكير ميارديت وعلي عثمان محمد طه وبعض رجال الدين. ويزور زوليك الذي يضم وفده مساعدة وزيرة الخارجية للشؤون الإفريقية جينداي فريزر وروجر ونتر ومستشار الرئيس الاميكي مايكل فيرسون كلاً من دارفور وجوبا. الى ذلك، رأى رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ان تنفيذ اتفاق السلام يسير ببطء"لكنه يتحرك في الاتجاه الصحيح"، وأعلن عن تشكيل وفد مشترك من حكومة الوحدة الوطنية لمفاوضات أبوجا المقبلة، داعياً الحركات المسلحة في دارفور إلى المشاركة في الجولة بوفد ورؤية واحدة. وأكد سلفاكير الذي انهى امس زيارة الى الولاياتالمتحدة في مؤتمر صحافي مشترك مع زوليك أنه لم يبحث مع المسؤولين في الإدارة الاميركية مسألة رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان أو رفع اسمه من قائمة الإرهاب، وقال إنه ذهب إلى واشنطن بوصفه رئيساً لحكومة الجنوب ولاطلاع المسؤولين هناك على سير إنفاذ اتفاق السلام بعد رحيل الدكتور جون قرنق. وقال سلفاكير ان طرفي الاتفاق، حزب"المؤتمر الوطني"برئاسة الرئيس عمر البشير و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي يتزعمها، ملتزمان تنفيذ الاتفاق الذي رأى انه يتحرك ببطء ولكن في الاتجاه الصحيح، مشيراً إلى تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وقبلها البرلمان ومجلس الولايات ومجلس تشريعي جنوب السودان وحكومة الجنوب وبعض المفوضيات. وأكد استعداد حكومة الوحدة الوطنية لمضاعفة الجهد لتنفيذ"الجدول الزمني"للاتفاق الذي تعطل بوفاة قرنق، وأعلن عن وصول الحركة الشعبية والحكومة لاتفاق على مبادئ لحل مشكلة دارفور، تشكل بموجبها حكومة الوحدة الوطنية وفداً مشتركاً لجولة أبوجا المقبلة، وأعرب عن اعتقاده بأن الموقف الأن اصبح واضحاً للمساهمة المؤثرة في حل أزمة الإقليم. وقال إن على الحركات المسلحة ان تأتى إلى أبوجا بوفد واحد ورؤية واحدة"وعندئذ سيكون لنا ما نقدمه لهم لحل أزمة دارفور". الى ذلك، انتقدت الخارجية السودانية امس دعوة السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة جون بولتون مجلس الامن الى فرض عقوبات على السودان بزعم استمرار تدهور الاوضاع الامنية في دارفور، واعتبرتها اتهامات باطلة لتبرير الاستمرار في فرض العقوبات على الخرطوم. وكان السفير الأميركي لدى الأممالمتحدة قال اول من امس ان الأمن يتدهور في منطقة دارفور رغم وجود جنود حفظ السلام التابعين للاتحاد الإفريقي، وانه ينبغي للأمم المتحدة ان تدرس من جديد فرض عقوبات على المسؤولين السودانيين. وأضاف"احد الأشياء التي يجب ان ندرسها بجدية شديدة هي فرض عقوبات أقوى على حكومة الخرطوم التي هي مصدر العنف في دارفور.. عقوبات ليست على البلاد ككل لكن على القيادة". وقال بولتون ان"الوضع في دارفور مبعث قلق بالغ للرئيس الأميركي جورج بوش ووزيرة الخارجية اللذين من يتوقع أن يقررا قريباً إجراءات جديدة للمساعدة في تحسين الوضع الأمني". لكن وكيل الخارجية السودانية الدكتور مطرف صديق، رفض هذه الدعاوى ووصفها بانها تصريحات متطرفة ومحاولة من واشنطن لتبرير فرض استمرار العقوبات على الشعب السوداني. واعتبر تصريحات بولتون اتهامات باطلة لا تستند الى حقائق، واكد ان الاوضاع الامنية في الاقليم تشهد تطورا نحو الاحسن. واضاف ان التدهور الذي حصل بحسب تقارير الاتحاد الافريقي سببه الرئيسي اعتداءات تنفذها الحركات المسلحة، وان الحكومة ليست لها اي يد في ما يحدث من اعمال نهب وسلب. وتابع"كان من الاجدر بالولاياتالمتحدة ان تمارس الضغط على المتمردين الذين لا يزالون يخرقون الاتفاقات الامنية"، واكد"التزام الحكومة الحل السلمي وتحسين الاوضاع في دارفور".