فيما تستعد طرابلس لاستضافة قمة مصغرة اليوم برئاسة الرئيس النيجيري أولوسيغون أوباسانجو، رئيس الدورة الحالية للاتحاد الافريقي، لتسريع مفاوضات أبوجا بين الحكومة السودانية ومتمردي دارفور واحتواء التوتر بين الخرطوم ونجامينا، أعلنت مصادر مطلعة في الحكومة التشادية أن زعماء تجمع غرب إفريقيا - الذي يبلغ عدد أعضائه ست دول - من المنتظر أن يجتمعوا اليوم ايضاً في نجامينا لمناقشة التوترات المتزايدة في العلاقات بين السودان وتشاد، في خطوة بدا انها"معركة ديبلوماسية"بين الجارين بعد توتر الأوضاع على حدودهما. ودعا الرئيس التشادي إدريس ديبي إلى عقد قمّة استثنائية لأعضاء تجمع وسط افريقيا بعد اجتماع عقده مع رئيس جمهورية افريقيا الوسطى فرانسوا بوزيز. ويضم هذا التجمع الى تشاد وجمهورية افريقيا الوسطى، كلاً من الكاميرون وغينيا الاستوائية والغابون والكونغو. وتتهم نجامينا الخرطوم بإيواء ومساعدة المتمردين التشاديين الذين هاجموا في 18 كانون الأول ديسمبر الماضي منطقة أدري التشادية على الحدود بين البلدين. وأكدت رئاسة الاتحاد الأفريقي أمس أن القمة المصغرة الاستثنائية للاتحاد في العاصمة الليبية اليوم ستجري في موعدها بعد الإعلان الاثنين عن إرجائها. وقالت وزارة الخارجية الليبية إن الرئيس أوباسانجو أكد موعد القمة المصغرة في ليبيا لبحث النزاع في دارفور والنزاع المتصاعد بين الخرطوم ونجامينا. وينتظر ان يشارك في القمة الرئيس عمر البشير وقادة حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة المتمردتين في دارفور. ولم تحدد وزارة الخارجية الليبية هل ستشارك في قمة طرابلس اليوم تشاد ومصر واريتريا -وهي الدول الثلاث التي اعتذرت عن حضور القمة وطلبت تأجيلها. وقالت مصادر رئاسية في الخرطوم ل"الحياة"ان الحكومة السودانية لم تتلق اخطاراً رسمياً من طرابلس بانعقاد القمة في موعدها او ارجائها. وتأتي هذه القمة التي من المتوقع أن يشارك فيها قادة كل من ليبيا والسودان ونيجيريا وجمهورية أفريقيا الوسطى والغابون، قبل نحو ثلاثة أسابيع من القمة السنوية للاتحاد الأفريقي في الخرطوم والتي يشارك فيها ممثلو دول الاتحاد ال53. ويأمل الرئيس البشير أن يتم اختياره خلال القمة الأفريقية الدورية المقبلة رئيساً للاتحاد. لكن الرئيس التشادي ديبي دعا القمة الأفريقية إلى رفض طلب البشير، متهماً النظام السوداني بإيواء ودعم المتمردين التشاديين في شرق البلاد. واكدت الحكومة التشادية مساء الاثنين في بيان ان السودان يواصل"تجنيد مرتزقة لمهاجمة تشاد"و"اشعال المنطقة". وأعلن أ ف ب الناطق باسم الحكومة حورماجي موسى دومغور في هذا البيان"ان حكومة عمر حسن البشير، وفي منطقها لاشعال المنطقة انطلاقاً من تشاد، تواصل تجنيد المرتزقة واعادة تنظيم المغامرين الذين هزمتهم القوات المسلحة الوطنية التشادية عبر وضعها في تصرفهم وسائل مالية ومادية مناسبة ليهاجموا بلادنا". وأضاف البيان:"وعلى رغم الرغبة التي عبّرت عنها تشاد مراراً في اقامة علاقات مميزة من الاخوة وحسن الجوار مع جمهورية السودان الشقيقة، يمعن نظام الخرطوم في منطق تدمير تشاد". واعلنت تشاد الاسبوع الماضي"انها في حال حرب"مع السودان اثر الهجوم الذي استهدف في 18 كانون الاول مدينة ادري الحدودية والذي نفذته مجموعات متمردة تشادية.