تواجه افريقيا حالياً إمكان تولي إحدى أسوأ حكوماتها سمعة رئاسة الهيئة التي تهدف الى ضمان شيوع السلام والديموقراطية في انحاء القارة، كما لو أن القارة لا تواجه ما يكفي من تشويه في الصورة. وبعدما حقق السودان بالفعل نصراً ديبلوماسياً باستضافة قمة الاتحاد الافريقي المقبلة المقررة في 23 و24 كانون الثاني يناير الجاري ستكسب الخرطوم وضعاً أفضل إذا تولت أيضا الرئاسة الدورية المقبلة للاتحاد الذي يضم في عضويته 53 دولة وفقا لما يمليه النظام الأساسي. ويمكن لحكومة الرئيس عمر البشير ان تستغل ذلك لتغيير الصورة السيئة المنتشرة عنها في الخارج بسبب الصراعات داخل وخارج الحدود السودانية خاصة بسبب الحرب في منطقة دارفور في غرب البلاد. لكن امكان تولي السودان رئاسة الاتحاد الافريقي يثير مخاوف منتقدين كثيرين يعتبرون هذا البلد أحد أسوأ السفراء المحتملين لافريقيا كما يخشون أن يؤدي ذلك الى تجاهل عملية السلام في دارفور. ويأمل المنتقدون بأن تتمكن القوى الديبلوماسية الكبرى في القارة مثل جنوب افريقيا ونيجيريا من العثور على مرشح أكثر ملاءمة. وقال ديفيد موزيرسكي الخبير في شؤون السودان والذي يقيم في نيروبي:"اذا تولى السودان رئاسة الاتحاد الافريقي فذلك يعني انه يحصل على صدقية... ولكن للإضرار بالاتحاد". وأضاف:"كانت حكومة السودان أحد أسوأ مدبري انتهاكات حقوق الانسان في قارة افريقيا على مدى العامين الماضيين". وتعد دولة تشاد المجاورة التي تتهم السودان بدعم المتمردين الذين يسعون لاطاحة الرئيس ادريس ديبي، الدولة الوحيدة التي تشن حملة صريحة مضادة للخرطوم. وقال ديبي"ان جاراً عدوانياً مثل السودان غير قادر على استضافة القمة المقبلة للاتحاد الافريقي... ناهيك عن ان يكون الرئيس المقبل"للاتحاد الافريقي. ويريد ديبي ان يظل الرئيس الحالي للاتحاد الرئيس النيجيري اولوسيغون اوباسانجو في منصبه. وقال وزير الاتصالات التشادي هورماجي موسى دوجمور ل"رويترز"ان ديبي يعتزم مقاطعة القمة على رغم ان مبعوثاً من بلاده سيحضر"اذا لم نتمكن من الغاء القمة"و"الا فسنقطع العلاقات". وهدد المتمردون الذين يقاتلون حكومة الخرطوم في دارفور بالانسحاب من محادثات السلام التي يرعاها الاتحاد الافريقي في العاصمة النيجيرية ابوجا إذا تولى البشير رئاسة الاتحاد وهو ما زاد من حدة الجدل المثار.