أشارت صحيفة الحزب الشيوعي الصيني،"الشعب"بابتداء احتفالات ذكرى تأسيس منطقة التيبت واعلانها سلطة ذاتية وملحقة ببيجينغ والحكومة الشيوعية المركزية. وفي افتتاحيتها، في الأول من أيلول سبتمبر، أشادت الصحيفة بالتقدم الذي أحرزه التيبت في المضمار الاقتصادي، ونوهت بسيره الحثيث نحو الاستقرار. وبينما ترفع بيجينع رايات النصر والعيد، يتفاقم قمع هوية أهل التيبت الثقافية، ويخطو استئصالها خطوات الى أمام. ويجمع النظام الشيوعي بين إعمار الاقتصاد والبنى التحتية، وبين انحطاط التنمية البشرية الى أسفل الدرجات. وعائد أهل التيبت من النمو المحلي ضئيل. فيبلغ متوسط دخل الفرد السنوي منهم 100 دولار، بينما يبلغ متوسط دخل الفرد من قوم الهان في التيبت 850 دولاراً. والفرق هذا هو السبب في البغاء الذي يعمّ بلاد التيبت، وينتشر في أرجائها. فتقصد آلاف النساء، من أنحاء الصين، التيبت، ويحولن بعض الأحياء مباغي على رؤوس الأشهاد. وثمة نحو ألف مبغى في لاسا، العاصمة، وحدها، بحسب منظمة"التيبت الحر". وانتشار المباغي يعود الى عاملين: باحة السياحة في البلاد، ومرابطة عدد كبير من العسكريين الصينيين في الموقع الاستراتيجي المهم. وفي السنوات الأولى من الضم القسري، استمالت وعود ماوتسي تونغ الاجتماعية شطراً من السكان. ولكن المجتمع التيبيت، وهو يستمد لحمته من شعائره الدينية، لم يلبث أن لفظ الاشتراكية المفروضة من طريق السلاح والقوة. واتخذت المقاومة، منذ 1957، شكل حرب عصابات جنينية. وفي 1959، قمع الاحتلال الصيني انتفاضة أهل التيبت في دم 10 آلاف قتيل منهم. فاختار الدالاي لاما، زعيم التيبت الروحي، المنفى بالهند. واليوم، تهدد سياسة التصيين الثقافة والهوية القوميتين والوطنيتين. وتخطو اتصالات بيجينع بالدالاي لاما، مقدمة للمفاوضة، خطواً بطيئاً. ولكن نزع أمة تدعو ثقافتها الى التسامح ورفض العنف والروحانية، أمر على العالم ألا يرضخ له. عن آتي بورييه، راديو فرانس انترناسيونال، 9/9/2005