بكين، سنغافورة - أ ف ب، أ ب – تصاعد التوتر بين بكينوواشنطن بعد اعلان الاخيرة عزمها على بيع اسلحة الى تايوان التي يعتبرها الصينيون اقليماً منشقاً. وبعدما هددت بفرض عقوبات على الشركات الاميركية التي تتورط في صفقات الاسلحة الى تايوان، وسعت بكين اطار التصعيد ليشمل تحذيرها الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلثاء من مغبة لقائه الزعيم الروحي للتيبت الدالاي لاما. ويضاف الى ذلك، التوتر الناجم من اعلان عملاق الانترنت الاميركي «غوغل» انسحابه من السوق الصينية، الى جانب خلافات حول التجارة والعملة. في غضون ذلك، قال بروس ليمكين نائب مساعد سكرتير القوات الجوية الاميركية المكلف المسائل الدولية للصحافيين على هامش معرض سنغافورة للطيران: «أعتقد ان من المؤسف ان يكون رد فعل الصين على هذا النحو» حيال صفقة الاسلحة الاميركية الى تايوان. ورداً على سؤال حول هل ستتراجع واشنطن عن الصفقة بعد رد فعل بكين الحاد، قال المسؤول في وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون): «هذا قرار سياسي قائم على مبدأ وعلى التزام ينص عليه قانون العلاقات مع تايوان». وأكدت بكين ان لقاء بين اوباما والدالاي لاما «يقوض بشكل خطير» العلاقات بين البلدين، مشيرة الى عدم احراز اي تقدم في جولة المحادثات بين المسؤولين الصينيين ومبعوثي الزعيم الروحي للبوذيين بسبب «خلافات شديدة» حول مستقبل اقليم التيبت الواقع في الهيمالايا. ومن المقرر ان يزور الدالاي لاما الذي تتهمه بكين بالسعي الى فصل التيبت عن الصين، الولاياتالمتحدة هذا الشهر، اذ سيتوقف في واشنطن. ولم يتم الاعلان عن لقاء بينه وبين الرئيس الاميركي. وقال تشو وايكوم المسؤول في دائرة العمل في الحزب الشيوعي الصيني: «اذا اختار الرئيس الاميركي في الظروف الراهنة ان يلتقي الدالاي لاما فسيهدد ذلك بالتأكيد الثقة والتعاون بين الصين والولاياتالمتحدة». واضاف ان «العلاقات بين الحكومة (الصينية) والدالاي لاما تندرج في اطار الشؤون الداخلية الصينية حصراً، ونعارض أي محاولة اجنبية للتذرع بالدالاي لاما من اجل التدخل في شؤون الصين الداخلية». وواجه اوباما انتقادات داخل بلاده لتجنبه لقاء الدالاي لاما قبيل اول زيارة قام بها الرئيس الاميركي للصين في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي. في الوقت ذاته، رفضت الحكومة التيبتية في المنفى تحذير بكينلواشنطن، وقال الناطق باسم الحكومة التيبتية في المنفى التي تتخذ مقراً لها في دارامسالا شمال الهند: «نعتبر ان دور الولاياتالمتحدة يقضي بتسهيل قيام حوار عادل ونزيه بين موفدي الدالاي لاما والحكومة الصينية». واضاف الناطق ثوبتن سامبهيل ان «لا ضرر اطلاقاً من عقد لقاء» بين اوباما والدالاي لاما. وأشار الى ان «الولاياتالمتحدة تدعم سياسة (الدالاي لاما) الداعية الى تسوية مسألة التيبت في اطار الدستور الصيني، ولا مبرر بالتالي للحجج الصينية بأن مثل هذا اللقاء سيقوض العلاقات بين الصين والولاياتالمتحدة». وانتقد تشو الدالاي لاما ووصفه بأنه «انفصالي» و»مثير للمشاكل» يسعى الى تحريض العالم على كراهية الصين بسبب سيطرتها على التيبت. ويرفض الدالاي لاما مثل هذه التهم ويقول انه يسعى فقط الى الحصول على حكم ذاتي اوسع للتيبت في ظل السيادة الصينية. وحذر من ان ثقافة التيبت مهددة بالانقراض. واشار تشو الى ان المحادثات التي تجرى بين الصين ومبعوثي الدالاي لاما، ضمن الجولة التاسعة منذ بدء الحوار بينهما في عام 2002، لم تحقق أي تقدم. واضاف: «كما كانت الحال في الجولات السابقة من المفاوضات، فإن مواقف الجانبين منقسمة بشكل كبير». وقال ان التيبتيين تمسكوا بمذكرة قدموها خلال الجولة الاخيرة في تشرين الثاني 2008 تؤكد بأن مطالبهم بالحكم الذاتي تتفق مع الدستور الصيني، واصفاً تلك المذكرة بأنها مؤامرة «للاستقلال». وأكد ان المحادثات لا يمكنها ان تتقدم اذا واصل الدالاي لاما «تكريس نفسه للدعاية المعادية للصين والتخريب على الساحة الدولية». وكان الدالاي لاما (75 سنة) فر من التيبت بعد تمرد فاشل ضد الصين في عام 1959، أي بعد تسع سنوات من دخول القوات الصينية الى المنطقة للسيطرة عليها. ومنذ المحادثات التي اجريت عام 2008، شنت الصين حملة قمع قاسية في التيبت عقب موجة من الاضطرابات المعادية للصين اندلعت في آذار (مارس) من ذلك العام وألقت بكين مسؤوليتها على الدالاي لاما. وتردد ان السلطات اعدمت الكثيرين لدورهم في اعمال العنف التي جرت في حينه. وفي كانون الثاني (يناير) الماضي، عينت الصين العسكري المخضرم بادما تشولينغ حاكماً جديداً للتيبت. وقال تشو ان اجراء دورة جديدة من المحادثات «يتوقف على الدالاي لاما».