عشية الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة والذي يبدأ في الساعة الثامنة صباح غد، 15 آب أغسطس 2005، انتشرت قوات أمنية فلسطينية في محيط المستوطنات اليهودية المنوي اخلاؤها. واكد مصدر امني فلسطيني ل"الحياة"ان تلك القوات انتشرت في مناطق التماس في اطار عملية التنسيق الفلسطيني - الاسرائيلي لضمان انسحاب هادئ ومنظم. راجع ص 5 واجمعت وسائل الاعلام الاسرائيلية على وصف عملية الانسحاب من القطاع وفقاً لخطة"فك الارتباط"التي وضعها رئيس الوزراء ارييل شارون، بأنها"أكبر عملية عسكرية اسرائيلية منذ اجتياح لبنان عام 1982". وطبقاً للخطة فإن رجال الشرطة سيطرقون صباح الاثنين أبواب منازل المستوطنين، لإبلاغهم رسمياً بوجوب إخلائها طوعاً في غضون 48 ساعة. وارتأت القيادة العسكرية أن تطلق على عملية الاخلاء الطوعي اسم"يد للأخوة"في إشارة الى تعليماتها لأفرادها بالتعامل بالحسنى وبلطف مع المستوطنين. وقال المعلق العسكري في"يديعوت أحرونوت"اليكس فيشمان أنه في الساعات ال 48 الاولى"لن يتم التعامل بالعصا مع المستوطنين، بل بالجزرة". وصباح الثلثاء تبدأ عملية"الجدار المانع"حين يتحرك لواء عسكري اسرائيلي يضم آلافاً من الجنود الى عمق أراضي القطاع خلف المستوطنات، بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، لإقامة خط دفاعي متواصل حول ثلاث كتل استيطانية هي"غوش قطيف"و"نتساريم"و"التكتل الاستيطاني الشمالي"، على أن تنشر قوات من ثلاث كتائب عسكرية وأخرى مدرعة وقوات من المشاة، تستعين بمروحيات لمنع إطلاق نيران فلسطينية على قوات الإخلاء والمستوطنين. وسيبقى ذلك الجدار ستة أسابيع، الى حين الانتهاء كلياً من إفراغ المنازل من محتوياتها. وستشكل قوات فلسطينية"خطاً دفاعياً"آخر على بعد مئتي متر من القوات الاسرائيلية، مهمتها الرد على نيران فلسطينية قبل تدخل القوات الاسرائيلية. كما ستكلف قوات اسرائيلية وفلسطينية مشتركة، ابتداء من اليوم، إقامة"جدران مانعة"حول المستوطنات التي ستخلى. وفي السابع عشر من الشهر الجاري تبدأ القوات الاسرائيلية التحرك، في مجموعتين باتجاه"غوش قطيف"وشمال القطاع لإجلاء المستوطنين. ويبدو ان"المستوطنات السهلة"في"غوش قطيف"وشمال القطاع هي التي ستخلى في البداية، وأن الأسبوع الثاني من عملية الانسحاب سيكرّس للمستوطنات"الصعبة"، بالتالي فإن إخلاء"نتساريم"و"نفيه دكاليم"سينفذ بين 21 و25 الشهر الجاري. ووفقاً لحسابات الجيش فإن عملية الاجلاء ستستغرق ثلاثة أسابيع، يتم بعدها التوجه الى شمال الضفة الغربية لإخلاء أربع مستوطنات. لكن الانسحاب التام لقوات الاحتلال من القطاع سيستغرق حتى مطلع تشرين الأول أكتوبر، اذ سيبقى بعضها في الشريط الحدودي بين القطاع ومصر ممر صلاح الدين الذي يسميه الاسرائيليون"فيلادلفي" حتى تشرين الثاني نوفمبر، موعد وصول قوات من حرس الحدود المصري للانتشار على طوله.