بدأ الجيش الاسرائيلي امس اكبر عملية عسكرية له منذ احتلال الضفة الغربيةوالقدس والقطاع العام 1967، اذ شرع في دق ابواب منازل المستوطنين اليهود في مستوطنات قطاع غزة وتسليمهم اخطارات لاخلائها طوعاً خلال 48 ساعة، قبل أن يرغمهم على الرحيل قسراً اعتباراً من صباح غد الأربعاء. في هذه الأثناء، شهدت مستوطنة"نفيه دكاليم"احدى مستوطنات مجمع"غوش قطيف"الاستيطاني في مدينة خان يونس جنوب القطاع مواجهات بين معارضي الانسحاب وقوات من الشرطة الاسرائيلية كانت وصلت الى المستوطنة خلال الساعات الأخيرة. وأشارت الاذاعة الاسرائيلية الى ان الشرطة اعتقلت مستوطناً بعد أن ثقب اطارات احدى سياراتها، فيما أشعل مستوطنون معارضون لخطة الانسحاب النار في عدد من منازل المستوطنة لمنع الشرطة والجيش من تسليم الاخطارات. وأضافت الاذاعة ان قوات الجيش والشرطة أجرت مفاوضات مع المستوطنين لاقناعهم بالمغادرة طوعاً. ومع ان مصادر اسرائيلية توقعت ان تلقى قوات الجيش والشرطة معارضة شديدة للاخلاء في مستوطنات"نفيه دكاليم"و"كفار داروم"و"شيرات هايام"في القطاع، الا ان زعيم معارضي خطة الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة في حزب ليكود أقر أمس بفشل معركة التصدي للانسحاب من هذه المنطقة كما أفادت الاذاعة الاسرائيلية. وأقيل شارون لاندو 62 سنة من مهماته في تشرين الاول اكتوبر 2004 بعد ان صوت ضد خطة الانسحاب من قطاع غزة. وأشارت مصادر اسرائيلية الى ان 50 عائلة من مستوطنة"نفيه دكاليم"وافقت على اخلاء منازلها طوعاً، فيما واصل مستوطنون معارضون للخطة حرق منازل واثاث وممتلكات في عدد من المستوطنات الجاثمة فوق أراضي المواطنين غرب مدينة رفح جنوب القطاع. وقالت مصادر محلية في رفح ان قوات الامن الفلسطينية انتشرت منذ مساء اول من امس حول مستوطنة"موراغ"الجاثمة فوق اراضي المواطنين شمال المدينة، التي يعتقد انها أصبحت خالية من المستوطنين، خصوصاً وانها مشمولة في المرحلة الاولى من الخطة بالاضافة الى"كفار داروم"و"نتساريم". ونفت وزارة الداخلية والامن الوطني الفلسطينية ان تكون وحدات من الهندسة وخبراء المتفجرات قد دخلوا الى مستوطنة"نتساريم"ليل الأحد - الاثنين بالتنسيق مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، علماً أن مصادر أمنية أكدت ذلك. لكن الوزارة أكدت ان قوات معززة من الأمن الوطني والشرطة أعلنت انتشارها حول المستوطنات ومحاور التماس ليل الأحد - الاثنين استعداداً لبدء تنفيذ خطة الانسحاب، اذ أغلقت قوات الاحتلال منذ منتصف الليل معبر"كسوفيم"الواقع على الخط الاخضر وسط القطاع ويستخدمه المستوطنون في الدخول الى القطاع والخروج منه لتمنع بذلك وصول اليهود والاسرائيليين الى القطاع، وحظرت اعتباراً من اليوم على أي اسرائيلي الدخول اليه. كما أغلقت الطريق التي تربط بلدة"سديروت"اليهودية داخل الخط الاخضر بالقطاع لمنع وصول المتطرفين اليهود الى القطاع. وطالما تعرضت تلك البلدة للقصف بالصواريخ الفلسطينية. ونشرت الشرطة حواجز على الطريق التي تربط مدينة"اشكلون"المجدل/ عسقلان بمعبر"ايرز"شمال القطاع ودققت في هويات الاسرائيليين المتوجهين الى معبر"ايرز"لمعرفة ان كانوا من سكان المنطقة ام لا. ويشارك نحو 32 ألف جندي وعشرة آلاف شرطي اسرائيلي في عملية الاخلاء التي قد تنتهي بحلول نهاية الشهر الجاري، ما لم يعترضها أي معوقات حسب مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين. وعند منتصف ليل الاحد - الاثنين بدأت حركة"حماس"احتفالاتها بالانسحاب الاسرائيلي من القطاع بالصلاة شكراً لله في مساجد القطاع. وألقى بعض قادة وكوادر الحركة خطباً وكلمات، فيما سيرت"حركة الجهاد الاسلامي"مسيرة جماهيرية في شوارع مدينة غزة قبل منتصف الليل شارك فيها مسلحون من"سرايا القدس"الذراع العسكرية للحركة، الذين أطلقوا النار في الهواء تعبيراً عن سعادتهم بالانسحاب. وكانت حال الفرصة والابتهاج حال جميع الفلسطينيين في قطاع غزة الذين ينتظرون على أحر من الجمر جلاء قوات الاحتلال والمستوطنين بعد أن جثموا 38 عاماً على صدورهم. الى ذلك، فشل اللقاء الذي عقده وزير الداخلية والامن الوطني نصر يوسف ووزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز في تل ابيب وانتهى قبل نحو نصف ساعة من منتصف ليل الأحد -الاثنين في تحقيق أي نتائج. وقالت"الداخلية"في بيان أصدرته أمس، انه لم يتمخض عن اللقاء أي مؤشرات ايجابية في الموقف الاسرائيلي الرافض للتعاطي مع الاستحقاقات المترتبة على عملية الانسحاب. وشارك في الاجتماع الذي استمر أكثر من ساعتين مساعد يوسف اللواء جمال ابو زايد، ونائب رئيس هيئة الاركان الاسرائيلية الجنرال موشيه كابلينسكي.