في اليوم الثاني من عملية الاخلاء القسري لمستوطني قطاع غزة، سيطرت القوات الاسرائيلية على معاقل المعارضين للانسحاب وحلحلت معظم"العقد"في مجمع"غوش قطيف"الاستيطاني وأكبرها عقدة مستوطنة"كفار داروم"حيث اقتحمت كنيساً واخلته بالقوة. راجع ص4 و5 وبنهاية يوم أمس، كان نحو 70 في المئة من مستوطني غزة قد غادروها، ورغم بعض جيوب المعارضة، إلا أن مسؤولين عسكريين اسرائيليين أعلنوا ان الانسحاب سيستكمل بحلول الثلثاء، في وقت دعت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الاسرائيليين الى"عدم الاكتفاء"بالانسحاب من غزة، بل الانسحاب"من مدن فلسطينية اخرى"، ومنح الفلسطينيين حرية الحركة. وفيما تركزت الأنظار امس على"معاناة"المستوطنين ومشاهد اجلائهم التي نقلتها وسائل الاعلام المحلية والدولية، غابت عن التغطية الاعلامية"مأساة"المناطق الفلسطينية المحيطة بالمستوطنات حيث يقبع نحو 10 آلاف فلسطيني تحت حصار اسرائيلي خانق منذ أسبوع بهدف ضمان أمن المستوطنين والجنود اثناء عمليات الانسحاب. وبات المواطنون الفلسطينيون يشكون من نقص الأطعمة وحليب الأطفال والمياه، فضلاً عن الدواء. كما أعلن الجيش امس حظراً للتجول في منطقة المواصي جنوب قطاع غزة. ميدانياً، بدأت القوات الاسرائيلية عملية الاخلاء أمس بمستوطنات"كفار داروم"و"نتسار حازاني"، والى الجنوب"شيرات هيام"و"غان اور"و"كفار يام"، حيث هدد يهودي متطرف مسلح باستخدام القوة لمنع اجلائه لكنه وافق بعد مفاوضات على عدم استخدام سلاحه. وأعلنت الشرطة أنها أمهلت نحو ألفي مستوطن وناشط تحصنوا في كنيس في مستوطنة"نفيه دكاليم"ساعة واحدة للخروج طوعاً، قبل أن تقتحمه من دون مقاومة وتخليه. واقتحمت القوات الاسرائيلية كنيساً ثانيا في مستوطنة"كفار داروم"، كما تمكنت من السيطرة أمس على مستوطنة"شيرات هيام"المقامة على الساحل والتي تعد معقلاً للمتطرفين، حيث انتشرت ثلاثة زوارق حربية اسرائيلية من شواطئها لتأمين الاخلاء. ويرى مراقبون ان حسم المواجهات في هذه المستوطنات الثلاث سيقصم ظهر المعارضة الميدانية للانسحاب. ومع انقضاء يوم الخميس، تكون معظم مستوطنات جنوب القطاع أخليت، من دون أن يبقى سوى عقدة سوى مستوطنة"نتساريم"، في حين وقفت الجرافات أمس امام مستوطنات"رفيح يام"و"موراغ"و"عتصمونا"بانتظار ان تصدر أوامر البدء بهدمها. وسجلت أمس أول حالة تمرد من الجنود منذ بدء الاخلاء، إذ حملت القوات بعيداً جندياً رفض المشاركة في عملية اخلاء"كفار داروم". وقالت اذاعة الجيش ان الجندي تهجم على نائب قائد عمليات الاجلاء في المستوطنة وجذب منه سماعات الرأس بينما كان الضابط يتحدث مع احد مراسلي الاذاعة في المستوطنة.