- الرأي - بدرية عيسى - جازان : الشيخ الجليل ناصر بن خلوقة طياش مباركي.. الشيخ الزاهد الكريم المفضال ولد في مدينة صامطة في عام ١٣٢٢ه. قرأ القرآن في قرية الحجفار.كان ذكيًا ولديه رغبة شديدة للعلم، وكان يحفظ سريعًا، ولم يدرس في أي مدرسة رسمية، وإنما كان يقرأ القرآن على من لقيه وهو جالس في دكانه. أصيب في شبابة بمرض غامض أقعده عن الحركة. كان له الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في انتشار العلم في صامطة، وذلك لوقوفه ودعمه الكبير للشيخ عبدالله القرعاوي عند وصوله لصامطة، فقد أعطاه جزءًا من داره لبناء مدرسة القرعاوي وملحقاتها، والتي عرفت بالمدرسة السلفية، وبدأت الدراسة فيها في ١٣٥٨/٣/١٢ه، واجتمع فيها عدد كبير من طلبة العلم من صامطة وخارجها. وكان بيته -رحمه الله- مأوى لهولاء الطلبة يكرمهم إكرامًا سخيًا ويعطف عليهم. كان يحظى بمكانة كبيرة عند الشيخ القرعاوي ليست لأحد سواه، وكان يحبه ويقدره، وكان أحد طلابه، فدرس على يديه التوحيد والتفسير والحديث والفقه والفرائض والنحو. بعد ذلك كلفه الشيخ القرعاوي بالتدريس في المدرسة السلفية حيث تتلمذ علي يديه جمع غفير، ثم عين عضوًا في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في صامطة في عام ١٣٧٣ه، ثم مقدرًا للشجاج في محكمة صامطة في عام ١٣٧٤ه. وفي عام ١٣٧٥ه عين معلمًا في معهد صامطة العلمي، لكنه لم يمكث طويلًا فطلب التقاعد نظرًا لظروفه الصحية. وقد عرض عليه القضاء لكنه رفض. وكانت حياته مليئة بعمل الخير والعطاء والإحسان. توفي في يوم الجمعة ١٣٩٣/١٢/٦ه. رحمه الله رحمة الأبرار، وجزاه الله خير الجزاء على ما قدمه.