مع بدء هدم المنازل في مستوطنتي"دوغيت"و"موراغ"في قطاع غزة، وانتقال معارضي الانسحاب الى الضفة الغربية، ونقل مئات الجنود بالمروحيات الى شمال الضفة استعدادا لاخلاء اربع مستوطنات صادقت الكنيست امس على اخلائها في اطار المرحلتين الاخيرتين من"خطة الفصل"، تنطلق"معركة الضفة"متزامنة مع تطور لافت وغير مسبوق هو انتقال مستوطنين من"نتساريم"في غزة للاقامة في مستوطنة"آرييل"في عمق الضفة، وانتقال مستوطنين من"نتسر حزاني"للاستيطان في الجولان. راجع ص 5 ورغم سرعة انجاز عملية اجلاء المستوطنين من قطاع غزة والتي تنتهي اليوم، الا ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول اعلن ان الانسحاب التام من القطاع لن يتم قبل تسوية عدد من القضايا العالقة مع الفلسطينيين، مشيرا الى ممر فيلادلفي الحدودي مع مصر والمعابر الاخرى. في الوقت نفسه، ابدى رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون استياء كبيرا من معارضي الانسحاب، واصفا تصرفاتهم بأنها"همجية". وكانت القوات الاسرائيلية أخلت بالقوة امس مستوطنتي"قطيف"60 عائلة جنوب مدينة دير البلح وسط القطاع، و"عتصمونا"80 عائلة شمال غربي مدينة رفح جنوب القطاع، وهما من ضمن مجمع"غوش قطيف"الاستيطاني. كما تم اخلاء نحو 15 عائلة ظلت في مستوطنة"سلاف"غرب رفح، وستشرع في اخلاء مستوطنة"نتساريم"جنوبغزة اليوم، اضافة الى عدد من العائلات القليلة في مستوطنة"ايلي سيناي". في غضون ذلك، يستعد شارون لقطف ثمار عملية الانسحاب، اذ من المقرر ان يتوجه الشهر المقبل الى نيويورك للمشاركة في مداولات الجمعية العمومية، وسط توقعات بأن يتهافت زعماء العالم على لقائه. رغم ذلك، فان التقارير الاستخبارية تفيد انه لن ينجح في تحقيق اختراق على صعيد تطبيع العلاقات مع الدول العربية بعد الانسحاب، في وقت دعاه زعيم حزب"شينوي"يوسف لبيد الى اعتزال الحياة السياسية وهو في قمة انجازاته السياسية. في الوقت نفسه، أفادت مصادر صحافية اسرائيلية ان الرئيس جورج بوش سيعلن قريبا، وبعد مصادقة الكونغرس، منح اسرائيل هبة خاصة بمبلغ بليون دولار لتمويل"فك الارتباط"، وهو مبلغ اقل من نصف المبلغ الذي طلبته اسرائيل رسميا 2.2 بليون دولار لتغطية نفقات الانسحاب وتنمية - تهويد الجليل والنقب. اما على الجانب الفلسطيني، فأعلن الرئيس محمود عباس ابو مازن ان الادارة الاميركية"ارسلت 50 مليون دولار من اجل مشاريع سكن وغيرها بهدف خلق فرص عمل في قطاع غزة، ووافقت على ارسال 30 مليونا اخرى لمشاريع المياه"، مضيفا انها ستطلب من الدول المانحة مزيدا من الدعم الاقتصادي للسلطة من اجل النهوض بوضع الضفة والقطاع. واضاف انه بحث خلال لقائه مساعد وزيرة الخارجية الاميركية ديفيد وولش في غزة امس في قضايا امنية واقتصادية، لافتا الى اهتمام الادارة الاميركية باجراءات جديدة في الضفة. وقال ان النقاش تطرق الى قضية تجميد الاستيطان وبناء الجدار الفاصل. من جانبه، قال وولش ان خطة"فك الارتباط"فرصة مهمة لاعادة تفعيل"خريطة الطريق"، مكررا رؤية الرئيس جورج بوش في شأن اقامة دولتين ديموقراطيتين تعيشان جنبا الى جنب بأمن وسلام.