اختتم المهرجان الغنائي"شعبي"الذي أقامته"مؤسسة المورد الثقافي"على مسرح الجنينة في حديقة الأزهر التاريخية، وشاركت في الحفلة الختامية"فرقة النيل للإنشاد الديني"التي تضم عدداً من أهم المنشدين الدينيين في مصر، من الدلتا والصعيد، أمثال الشيخ محمد مصيلحي والشيخ عبد البديع شاهين والحاجة فاطمة سرحان، عميدة المطربات الشعبيات. وضم البرنامج صوراًَ من فن المديح الشعبي والمواويل والقصائد الدينية إضافة إلى مربعات ابن عروس التي وجدت الصدى الكبير من جمهور الحفلة الذي تابع ليالي المهرجان بشغف الراغب في التعرف على خريطة انثروبولوجية لاتجاهات الموسيقى والغناء الشعبي في مصر من شمالها إلى جنوبها. وأشارت بسمة الحسيني، المدير التنفيذي لمؤسسة المورد، إلى أن المهرجان الذي يعد الأول من نوعه، استطاع أن يستقطب جمهوراً جديداً للفنون الشعبية إضافة إلى نجاحه في جذب هذا الجمهور إلى مكان غير تقليدي هو مسرح"الجنينة"الواقع خارج الفضاءات المعتادة في وسط المدينة". وأكدت الحسيني أن البرنامج قدم صورة ناجحة من صور التعاون بين مؤسسة رسمية حكومية، هي هيئة قصور الثقافة المصرية التي ترعى فرقة النيل للموسيقى الشعبية، وفرقة النيل للإنشاد الديني تحت إشراف الفنان عبدالرحمن الشافعي، ومجموعة من المؤسسات الثقافية المستقلة مثل المركز المصري للثقافة والفنون"مكان". وشهد المهرجان، عبر لياليه الست، مشاركة فرقتين من النوبة هما"اشر"و"أراجيد"، إضافة إلى فرقتين من الدلتا والقناة هما"البرامكة"و"الطنبورة"، وفرقتي"النيل للموسيقى الشعبية"و"للإنشاد الديني". واعتبرت الحسيني أن البرنامج"أثبت أن التراث الموسيقى المصري حي تماما فهو ليس تراثاً متخفياً وإنما جزء من تفاعلات الحياة اليومية، ولا يجوز اختزاله في معنى الفلكلور". من جهته، قال الفنان زكريا ابراهيم، المسؤول عن"مركز المصطبة للموسيقى الشعبية"ومدير"فرقة الطنبورة"البور سعيدية إن"برنامج"شعبي"نجح في لفت نظر المؤسسات القائمة إلى فعالية الفن الشعبي وقدرته على استقطاب جمهور من الشباب واقع تحت سطوة الفن التجاري". كما أكد أن الفرص متاحة في مصر لاستثمار قدرات المؤسسات المستقلة لاختبار قدرتها على إقامة مهرجان"حر"في مسرح"الجنينة"، وهو رئة ثقافية مهمة تضيف إلى مؤسسات قائمة أثبتت فاعليتها مثل ساقية"الصاوي"وغيرها". وأشار إبراهيم إلى أن الفرقة وجدت فرصة مهمة لتجريب بعض أغنياتها الجديدة إلى جانب إظهار الفرقة التي حققت نجاحاً كبيراً في السنوات الماضية في شكل جديد ومع آلات جديدة منها "تشيللو جندو"و"هارب جندو"، وهي آلات طورت من خلال الباحثين في مركز المصطبة. وأظهرت الفرقة تنوعاً لافتاً في أداء العازفين والمطربين تميز بالحيوية والقدرة على ملء فراغات المسرح إلى جانب محاولة"عصرنة"إيقاعاتها لتكون اقرب في بعض الأغنيات إلى إيقاعات موسيقى الراب.