يستعد زكريا إبراهيم مؤسس مركز المصطبة للموسيقى الشعبية في مصر لعدد من الجولات الأوروبية لثلاث فرق من المركز، أولاها فرقة الطنبورة التي تستعد لجولتين في فرنسا في آذار (مارس) والثانية في تشرين الأول (أكتوبر). كما تستعد فرقة الرانجو لجولة في أميركا وكندا في نهاية حزيران (يونيو)، بينما تستعد فرقة نوبانور لعرضها الأول خارج مصر بإقامة جولتين لها في المملكة المتحدة في تموز (يوليو) وأيلول (سبتمبر). ويؤكد زكريا إبراهيم أن الفرق الثلاث ستحيي عدداً كبيراً من الحفلات خلال جولاتها التي جاءت بناء على دعوات الكثير من المهرجانات العالمية، وذلك بعد النجاح الذي حققته فرق مركز المصطبة وحصولها على جائزة مهرجان روسكيلد في الدنمارك أواخر العام الماضي. وأوضح أن هذه الجائزة لم تكن الأولى لفرق المركز بل سبقتها جائزة الموسيقى العالمية في كندا عام 2000، والتي حصلت عليها فرقة الطنبورة التي تضم مجموعة من العازفين والراقصين يسمّون «الصحبجية» ويتبادلون الغناء والرقص على أنغام آلات الطنبورة والسمسمية والطبلة والرق والمثلث والصاجات والشخاليل، في تلقائية تحافظ على الروح الأصيلة للتراث المصري والعربي والإفريقي. ويضيف إبراهيم أن «المركز حصل أيضاً على جائزة مهرجان الساقية للأفلام التسجيلية عن فيلم «النداهة»، وهو الفيلم الذي يتحدث عن آلة السمسمية، وعن الأسطورة الشائعة عن كون عازف السمسمية يدمنها ويكتفي بصحبتها ويبتعد عن الحياة العادية ليتحول في النهاية إلى عبد لها حتى يموت فقيراً معدماً وهو يحتضنها». ويشير إلى اختيار محسن العشري «عازف السمسمية الأول في المركز ضمن أهم 50 موسيقياً في العالم، وهو الإنجاز الذي لم يتحقق قبل ذلك حتى لأسطورة السمسمية في مصر، كما يطلق عليه في مدن القناة، الفنان محمد الوزيري الذي مات عن عمر يناهز 73 عاماً عام 2008 وهو يحتضن السمسمية، تاركاً تراث مدينة الإسماعيلية في يد فرقته التي كانت تسمى «الصحبجية» وغُيّر اسمها إلى الوزيري تكريماً لمؤسسها. وهي انضمت إلى مركز المصطبة وصدر ألبومها الأول تحت اسم «والله زمان» ويضم كل تراث السمسمية في مدن القناة». 10 فرق ويلفت إلى أن فرق مركز المصطبة أصبحت عشراً، هي «الطنبورة، الوزيري، الحنة، الجركن، البرامكة، دراويش أبو الغيط، مداحي الدقهلية، نوبانور، فرافير النيل، الرانجو. إلا إن فرقة الطنبورة ما زالت الأشهر، حتى أن جمال الغيطاني كتب عنها: لقد عرفها العالم قبل أن يعرفها جمهور القناة!». كما كتبت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن فرقة الطنبورة أنها تشكلت من خليط من الموسيقيين والصيادين الذين جاؤوا من بورسعيد على ضفاف المتوسط وصارت واحدة من أكثر الفرق الناجحة في مصر والعالم. ويشير إبراهيم إلى أنه تجول بالفرقة في أرجاء العالم، فعرضت الفرقة فنونها في باريس في حفلات عدة منذ عام 1996، كما شاركت في مهرجان «ري أورينت» في السويد، ومهرجانات عمان وجرش وروما وفلورنسا، ومهرجان ربيع الفنانين في مونبيليه في جنوبفرنسا. ويضيف أن الفرقة شاركت أيضاً في مهرجان الشتات في قرية الموسيقى في لندن، وفي مهرجان باماكو للفنون الشعبية في مالي، وكذلك مهرجان لوسيرن في سويسرا، وأيضاً في عدد من المهرجانات في هولندا وبلجيكا وإسبانيا. وهي تحرص على تقديم حفلة أسبوعية مجانية كل أربعاء على شاطئ بورفؤاد حيث تلتقي محبيها الذين يأتون من كل مكان في مصر وخارجها. وقد أعاد إبراهيم تكوين فرقة «الطنبورة» التي يصل عدد أعضائها إلى خمسة عشر ما بين مغنٍ وعازف وراقص. ومن أهم منجزاتها تسجيل نحو عشرين ساعة من التراث الغنائي الشفهي لهذه الفنون والوصول بها إلى آفاق العالمية. وأخذت الفرقة اسمها من آلة الطنبورة التي تستخدم في الزار السوداني بمصاحبة نوع من الإيقاع يسمى «التوزة». ويقول إبراهيم إنه زاول نشاطه الفني بجهود فردية منه لمدة 11 سنة حتى بدأت مؤسسة «فورد فرونديشن» تدعم المركز، واستطاع بفضل ذلك زيادة فرق المركز من ثلاث إلى عشر حالياً، كما استطاع إحياء آلة الرانجو والحصول على قطعتين منها، هما الموجودتان فقط في العالم، والشروع في تصنيع الثالثة حالياً. وقد بدأ عام 2003 التعاون مع شركة إنكليزية اسمها «ديزني آي بي إس»، للترويج وتنظيم الحفلات والرحلات الخارجية.