عبرت السلطة الفلسطينية امس عن مخاوفها من عدوان اسرائيلي جديد على قطاع غزة وشكت من احجام الحكومة الاسرائيلية عن التنسيق معها في تنفيذ خطة الانسحاب من القطاع. واعربت وزارة الداخلية الفلسطينية في بيان امس عن تخوفها الكبير من إقدام اسرائيل على"تنفيذ مخطط عدواني واسع النطاق في قطاع غزة"ودعت جميع الفصائل الى التزام التهدئة. راجع ص 7 في غضون ذلك جدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون تأكيده امس ان الانسحاب من قطاع غزة سيتم وفقاً للجدول الزمني المقررو"سينفذ ولا تراجع عنه"، لكن السلطة الفلسطينية اتهمت اسرائيل بالتمنع عن الانخراط في تنسيق كامل معها، وكشفت ان وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز الغى للمرة الثانية اجتماعاً كان مقرراً مع وزير الداخلية الفلسطيني اللواء نصر يوسف. واعتبرت السلطة الارجاء المتكرر مؤشرا الى نية اسرائيل تنفيذ هجمات واسعة النطاق في القطاع قبل انسحابها قد تشمل تنفيذ عمليات اغتيال. وكان بيان الداخلية الفلسطيمية أشار الى تحليق مروحيات وطائرات استطلاع اسرائيلية في اجواء القطاع، وحذر من ان ذلك"ينذر بوقوع عمليات اغتيال وتصفية مواطنين فلسطينيين ستعيد المنطقة الى دائرة العنف من جديد، وهو ما يرمي اليه المتطرفون، وبعض الجهات الامنية في اسرائيل، لعرقلة عملية الاخلاء المتوقفة من قطاع غزة اواسط آب اغسطس المقبل". ولم تمضِ ساعات على هذا البيان حتى اطلقت طائرة اسرائيلية صاروخين على سيارة فلسطينية جنوب مدينة خان يونس كان يستقلها"ثلاثة او اربعة"مقاومين من"حركة المقاومة الاسلامية"حماس تمكنوا من الفرار منها قبل لحظات من اصابتها مباشرة بصاروخ من دون ان يصابوا بأذى. وصرح مصدر اسرائيلي بأن"العربة كانت تحمل قذائف هاون بينها قاعدة استخدمت لاطلاق القذائف على اهداف اسرائيلية". وجاءت الغارة الاسرائيلية امس بعد مقتل خمسة فلسطينيين الثلثاء في الضفة الغربية وقطاع غزة بينهم قيادي بارز في الجناح العسكري ل"حركة الجهاد الاسلامي"وبعد قيام الجناح العسكري ل"حماس"بقصف بلدة سديروت الاسرائيلية بصواريخ"قسام". وكانت مصادر عسكرية اسرائيلية ومعلقون كبار في الشؤون الأمنية استبعدوا أن تنفذ اسرائيل تهديداتها بانزال ضربة قاصمة ب"حماس"رداً على اطلاقها قذائف على مستوطنات جنوب اسرائيل وفي قطاع غزة ورأت ان ثمة مصلحة مشتركة لاسرائيل والسلطة الفلسطينية بالحفاظ على"التهدئة. لكن وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز قال أمس ان اسرائيل"تراقب عن كثب"ما يحصل ولن تقف مكتفة الأيدي في حال استمر اطلاق القذائف. اما رئيس أركان الجيش الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس فاستبعد اول من امس شن هجوم واسع على غزة لكنه تابع مهدداً ان"صبر اسرائيل قد ينفد في مرحلة ما". واعتبر حالوتس اطلاق"حماس"القذائف"جزءاً من حوارها مع السلطة للتعبير عن غضبها عن ارجاء الانتخابات التشريعية".