قتلت قوات الاحتلال الاسرائيلي فلسطينيا وأصابت آخر خلال عملية مشتركة نفذتها"كتائب عز الدين القسام"التابعة ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس و"كتائب شهداء الاقصى"التابعة لحركة"فتح"وألوية الناصر صلاح الدين"في مستوطنة"كفار داروم"المقامة على اراضي بلدة دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك في مؤشر جديد الى تصاعد حدة التوتر في الاراضي الفلسطينية التي شهدت ايضا عمليات اقتحام واعتقالات في صفوف ناشطين فلسطينيين في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية. واكدت مصادر عسكرية اسرائيلية وقوع اشتباك مسلح عنيف بين ثلاثة مسلحين فلسطينيين تسللوا الى المستوطنة في الساعة الثالثة من فجر امس واقتحموا المستوطنة وسيطروا على احد المنازل المهجورة، وبين قوة من جيش الاحتلال اسفرت عن استشهاد محمد بركة، احد عناصر"كتائب عز الدين القسام"، فيما نجح المسلحان الآخران من الانسحاب والعودة الى دير البلح حيث أكدت مصادر طبية فلسطينية اصابة احدهما. وقال ناطق باسم الجيش الاسرائيلي ان الاشتباك لم يسفر عن اصابات في الجانب الاسرائيلي فيما الحقت قذائف هاون اطلقها المسلحون اضرارا ببعض المنازل. واعلنت ثلاثة فصائل فلسطينية مسؤوليتها عن العملية التي قالت انها جاءت"ردا على الاعتداءات الاسرائيلية". وكانت حركتا"حماس"و"فتح"اكدتا التزامهما التهدئة المتفق عليها منذ ثلاثة اشهر"الا في حال الرد على الاعتداءات الاسرائيلية". واتهم المستوطنون في"كفار داروم"قوات الاحتلال الاسرائيلي بالتقاعس والتأخير في الرد على الهجوم الفلسطيني، مشيرين الى تمكن مسلحين من الانسحاب من المكان. ونظم المستوطنون مسيرة باتجاه بلدة دير البلح المجاورة بهدف اقتحامها، غير ان قوة من الجيش الاسرائيلي منعتهم من ذلك. من جهته، اتهم قائد الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة الشرطة الفلسطينية ب"التعاون"مع منفذي العملية والسماح لهم بالوصول الى المستوطنة رغم وجود حاجز شرطي فلسطيني في المنطقة. وتأتي هذه العملية رغم اصدار وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز اوامر باطلاق يد قواته في القطاع. وكان نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم هدد بارجاء تنفيذ الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة"اذا ما تواصل اطلاق القذائف"الفلسطينية على المستوطنات. ورغم هذا التصعيد، بدا الفلسطينيون والاسرائيليون معنيين بتهدئة وتيرة التوتر الجاري في القطاع منذ ثلاثة ايام والذي بلغ ذروته بعودة اسرائيل للمرة الاولى منذ ثلاثة اشهر الى سياسية الاغتيالات عبر الطائرات. والتقى وزير الداخلية الفلسطيني اللواء نصر يوسف مساء الخميس قيادات من"حماس"في محاولة ل"تثبيت التهدئة". وفي الضفة الغربية، تواصلت عمليات الاقتحام وحملات الاعتقال الذي ينفذها الجيش الاسرائيلي، وطاولت بلدة صيدا في طولكرم ومخيم بلاطة للاجئين الفلسطينيين في مدينة نابلس حيث اطلق الجنود النار باتجاه الفلسطينيين ما ادى الى اصابة ثلاثة منهم على الاقل. واعتقلت هذه القوات سبعة فلسطينيين من بينهم احد عناصر"كتائب شهداء الاقصى"التابعة لحركة"فتح"في المخيم بعد اصابته برصاصة في قدمه. في السياق ذاته، اعتبر الناطق باسم وزارة الداخلية الفلسطينية توفيق ابو خوصة ان"الاستفزازات الاسرائيلية تهدف الى التشويش على زيارة الرئيس محمود عباس لواشنطن". واضاف في تصريحات ان موقف السلطة"واضح بأن الهدنة والتهدئة تشكلان مصلحة وطنية فلسطينية داخلية"، مضيفا ان الاستفزازات الاسرائيلية تسعى الى جر الفلسطينيين الى الملعب"العسكري"المفضل لاسرائيل.