سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التوتر المتصاعد يهدد بانهيار الهدنة وموفاز يأمر ب "قتل كل من يحاول اطلاق النار" على مستوطنات . اسرائيل تلوح باجتياح على غرار "السور الواقي" و "القسام" تواصل اطلاق الصواريخ ثأراً لشهيديها
تأرجحت حال"التهدئة"بين الفلسطينيين والاسرائيليين بين نسف كامل ورفع مستوى التوتر القائم في ضوء التهديدات المتبادلة بين"حركة المقاومة الاسلامية"حماس وأركان الحكومة الاسرائيلية، وذلك في الوقت الذي وصف فيه الرئيس الفلسطيني الوضع مع اسرائيل بأنه"بالغ الصعوبة والحساسية لدرجة ان شرارة صغيرة قد تشعل اشتباكات لا تحمد عقباها". وفيما واصلت"كتائب عز الدين القسام"الجناح العسكري ل"حماس"لليوم الثاني على التوالي اطلاق الصواريخ المحلية الصنع باتجاه المستوطنات في قطاع غزة ومواقع عسكرية فيها رداً على استشهاد اثنين من مقاتليها، لوحت اسرائيل بتنفيذ اجتياح عسكري واسع النطاق في قطاع غزة على غرار عملية"السور الواقي"العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال في مدن الضفة الغربية في ربيع العام 2002، وتواصلت جلسات"التشاور"بين اركان المؤسستين العسكرية والسياسية الاسرائيليتين لليوم الثاني برئاسة ارييل شارون"لدرس امكان استئناف الهجمات العسكرية والتوغلات"بحسب ما أوردته وسائل الاعلام الاسرائيلية. وأصدر وزير الدفاع الاسرائيلي شاؤول موفاز أوامر لجيشه ب"قتل كل من يحاول اطلاق النار باتجاه مستوطنة غوش قطيف جنوب قطاع غزة". ونقلت مصادر اعلامية اسرائيلية عن موفاز قوله خلال الجلسة الامنية الطارئة التي عقدت أمس واستمرت ساعات، ان"اسرائيل لن توافق على المس بمواطنيها"في المستوطنات. واتهم موفاز"حماس"بالمسؤولية عن التصعيد في القطاع، مضيفاً ان"حماس تهدف الى المس بالتهدئة على خلفية توتر داخلي بينها وبين السلطة الفلسطينية". وفي وقت سابق، جاء التهديد الاسرائيلي الاعنف على لسان نائب وزير الدفاع الاسرائيلي زئيف بويم الذي قال:"من الآن فصاعداً، يجب على اسرائيل ان ترد بقوة اكبر من الماضي لاننا كنا نمارس ضبط النفس". وهدد بويم بان توقف اسرائيل تنفيذ خطة"فك الارتباط"الاحادية الجانب التي ستنسحب بموجبها اسرائيل من مستوطنات القطاع وأربع أخرى شمال الضفة الغربية"اذا لم يتم وقف اطلاق الصواريخ". وتابع في تصريح للاذاعة الاسرائيلية:"لا يعقل ان تنفذ الخطة تحت وطأة اطلاق النار". ودعا رئيس لجنة الخارجية والامن البرلمانية الاسرائيلية النائب الليكودي يوفال شطاينتس، شارون الى"الكف عن مواصلة لعبة القط والفأر مع الفلسطينيين والبدء الآن بحملة السور الواقي الرقم 2 في قطاع غزة لمنع حماس من السيطرة على السلطة في القطاع واعادة بناء بنيتها التحتية". وكانت الحكومة الاسرائيلية وجهت"تهديداً"شديد اللهجة الى السلطة الفلسطينية مساء الاربعاء، وأعلنت في ختام جلسة تشاورية لرؤساء الاذرع العسكرية والامنية الاسرائيلية برئاسة شارون انه"اذا لم توقف السلطة اطلاق الصواريخ فان اسرائيل ستقوم بذلك". وكانت تقارير اسرائيلية تحدثت قبل اكثر من اسبوع عن استعدادات تجري في الجيش الاسرائيلي لتنفيذ عملية عسكرية"واسعة النطاق"في قطاع غزة تمهيداً للانسحاب الاسرائيلي المزمع منه بعد نحو ثلاثة اشهر. وذكرت صحيفة"هآرتس"العبرية على موقعها الالكتروني انه"رغم ان شارون يدرس استئناف التوغلات والهجمات في القطاع، فان الجيش الاسرائيلي سيحافظ على ضبط النفس في رده على الصواريخ وتجنب التصعيد". في المقابل، أشارت تقويمات شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي الى ان حركة"حماس"لا تنوي وقف التهدئة لانها تخدمها من الناحية السياسية. وذكرت صحيفة"معاريف"ان"هذه التقويمات تؤكد وجود تيارين داخل الحركة، الاول يسعى الى تحقيق الفوز في الانتخابات المقبلة، والثاني يرى ان على"حماس"ان تبقى في المعارضة بجناحيها العسكري والسياسي". "اهداف انتخابية" وأسهبت وسائل الاعلام الاسرائيلية أمس في نقل تصريحات نسبتها الى مصادر عسكرية رفيعة المستوى عن"اهداف حماس الانتخابية"من وراء ما يجري في قطاع غزة. ونقل عن مصدر عسكري رفيع المستوى قوله ان"حماس هي التي تقود الشارع الغزي... والسلطة لا تساويها في القوة هناك". وقال المصدر ان"حماس"تسعى الى تصعيد الوضع"للتأكيد ان الانسحاب الاسرائيلي خطة احادية الجانب وتتم تحت اطلاق النار وان الجيش الاسرائيلي يهرب منها". واعتبرت"حماس"على موقعها الاعلامي، التصريحات الاسرائيلية بأنها تصب في سياسة"تحريض السلطة ضد الحركة". وبمقتل رجلين من"حماس"في اليومين الماضيين يرتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم اسرائيل منذ اعلان"الهدنة"قبل ثلاثة اشهر، الى 28 شهيداً. السلطة تحمل اسرائيل مسؤولية التصعيد وفيما حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في تصريحات له من الصين، من استمرار اسرائيل في خرق تفاهمات شرم الشيخ و"مواصلة استفزازاتها التي تبقي التهدئة هشة"ووصف العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية الراهنة بأنها"بالغة الصعوبة والحساسية لدرجة ان شرارة صغيرة يمكن ان تشعل اشتباكات لا تحمد عقباها"، حمل وزير الاعلام الفلسطيني نبيل شعث الحكومة الاسرائيلية مسؤولية عرقلة جهود السلطة لضبط الاوضاع في القطاع. وحذر شعث من عودة اسرائيل لسياسة الاغتيالات.