بدأت محكمة أمن الدولة الأردنية أمس النظر في قضية ثلاثة متهمين بمحاولة تفجير مركز حدود الكرامة الأردني على الحدود الأردنية - العراقية من خلال سيارة مفخخة في كانون الأول ديسمبر من العام الماضي. وحسب لائحة الاتهام التي حصلت"الحياة"على نسخة منها فإن المتهم الأول هو فهد نومان الفهيقي 24 عاماُ وهو سعودي وموقوف بسبب القضية، فيما يحاكم غيابياً زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين الأردني احمد فضيل الخلايلة ابو مصعب الزرقاوي، بالإضافة إلى المتهم الثالث ضرار اسماعيل أبو عودة الملقب ابو عبدالله الافغاني. وتلا المدعي العام لمحكمة أمن الدولة في جلسة أمس لائحة الاتهام ضد الثلاثة والتي تضمنت توجيه تهمتي نقل وحيازة مواد متفجرة بقصد استعمالها على وجه غير مشروع والمؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية. وحسب لائحة الاتهام، فإن المتهم الأول فهد الفهيقي التحق بالدراسة في جامعة الإمام في الرياض عام 1999 وتعرف خلال دراسته على أشخاص يحملون الفكر التكفيري حيث كان يلتقي شخصا يدعى هاني مقبل الذي حدثه عن فضائل الجهاد وأطلعه على أشرطة تتعلق بالمجاهدين في فلسطين وأفغانستان والشيشان وطرح عليه فكرة السفر إلى العراق للجهاد. وأكد المدعي العام أن المتهم الفهيقي غادر المملكة العربية السعودية إلى الأراضي العراقية في 30 آب من العام الماضي بصحبة مجموعة من الأشخاص السعوديين ودخلوا الأراضي العراقية بطريقة غير مشروعة والتقوا هناك بالمتهم الثالث ضرار اسماعيل ابو عودة ابو عبدالله الافغاني الذي ابلغهم أنه مرسل من طرف المتهم الثاني ابو مصعب الزرقاوي. ونقلت المجموعة إلى منطقة الجبيل حيث تلقى الفهيقي الدروس عن الجهاد وفضائل الانتحار والاستشهاد، وحيث ابلغهم المتهم الثالث الافغاني بأن أفضل طرق الجهاد هي العمليات الانتحارية وهي أعظمها أجراً عند الله. وبعد انتهاء فترة التدريب قسمت المجموعة إلى قسم انتحاري وآخر للمقاتلين حيث اختار المتهم الفهيقي أن يكون انتحارياً وحصل على التسلسل الرابع بين مجموعة الانتحاريين. وبعد أن نفذ الثلاثة الذين سبقوه عمليات انتحارية داخل الأراضي العراقية جاء دوره حيث كلف مهاجمة مركز حدود الكرامة الأردني في الوقت الذي تقوم به مجموعة أخرى بعملية انتحارية بسيارتين مفخختين في مركز جمرك طريبيل العراقي. وكلف الفهيقي قيادة سيارة من نوع"جيمس"ذات لوحة عراقية ومفخخة بالمتفجرات واطلع على كبسة التفجير وارسل إلى الحدود الأردنية ليقوم بتفجير وسائط النقل على الجانب الأردني والتي تنقل البضائع والنفط إلى العراق. وتم بالاتفاق مع المجموعة الثانية ان يفجر الفهيقي سيارته حال سماعه الانفجار في مركز حدود طريبيل العراقي. وحسب لائحة الاتهام، توجه الفهيقي في الثالث من كانون الأول من العام الماضي بسيارة عراقية تحمل الرقم 50243 ومفخخة بالمتفجرات إلى داخل الحدود الأردنية وأوقف سيارته منتظراً اشارة البدء بالتنفيذ وما ان سمع صوت الانفجار في المركز العراقي حتى هم بقيادة سيارته والتوجه إلى هدفه، إلا انه لم يتمكن من التفجير بسبب سقوط السيارة في جرف ترابي أدى إلى فصل الدائرة الكهربائية عن المواد المتفجرة المخزنة ولاذ بعدها بالفرار إلى ان اعتقلته أجهزة الأمن الأردنية، وعندما طلب منه إبراز وثائقه الشخصية أكد أنها داخل السيارة وعند اصطحابه لإحضارها ضغط على كبسة التفجير، إلا ان السيارة لم تنفجر. واشتبه رجال الأمن بالسيارة حيث بين الكشف الأولي أنها مفخخة بالمتفجرات وقام خبراء من سلاح الهندسة بتفكيك الدائرة الكهربائية واستخراج 17 قذيفة مدفعية و12 كيلوغراماً من المتفجرات وصاعقين كهربائيين و14 متراً من فتيل التفجير السريع.