تواصل المطربة السعودية سارة صعودها في عالم الفن بعد ألبومين غنائيين وضعاها في مكانة المطربات الواعدات، وهي اليوم تعد لإصدار البومها الثالث الذي تخوض فيه تجربة الغناء بلهجات غير خليجية لتكون من بين المطربين الخليجيين القلائل الذين خاضوا هذه التجربة التي تعتبرها سارة مغامرة. ورافقت مسيرة سارة الكثير من الإشاعات والاخبار غير الفنية ساهم بعضها بشهرتها أو اثر عليها سلباً, إلا ان الفنانة السعودية لم تهتم إلا عندما وصل الأمر الى الأخبار الشخصية المهينة. التقت"الحياة"المطربة في بيروت وكان هذا الحوار: بعد تصوير أربع كليبات من ألبومك الأخير, بدأت تعملين على ألبوم ثالث سيبدأ تنفيذه في الكويت قريباً... هل سيأخذ الألبوم الثالث طابع أعمالك السابقة؟ - استمعت الى عدد من الشعراء والملحنين ولا أستطيع التصريح عن اسمائهم قبل دخولي الى الاستديو لكي أتأكد من الأغاني التي سأسجلها... لكنني أستطيع القول إن الألبوم سيكون متعدد اللهجات, وليس خليجياً فقط... بل أضم إليه اللهجتين المصرية واللبنانية. هل تتقنين هاتين اللهجتين؟ - في حياتي العامة, وبكل جرأة, أستطيع التحدّث باللهجة اللبنانية... لكن في الغناء أشعر بأن هناك مسؤولية... وأي خطأ في لفظ بعض المفردات سيقع عليّ لذا أتمرّن على إتقان اللهجة جيداً. وسيشرف الأستاذ سمير نخلة على إتقاني للهجة اللبنانية لكي يصل العمل الى الجمهور العربي بشكل متقن. هوية فنية بدأت مشوارك الفني العام 2001. ماذا تغير لديك منذ ذلك الوقت؟ - من الطبيعي أن يكون هناك تغيير في حياتي الفنية. منذ إصدار الألبوم الأول عرفت رد فعل الجمهور وعرفت ما هو الخط الذي يناسبني أكثر. فمنذ انطلاقتي أديت أكثر من لون غنائي لكي اعرف أي لون وجد قبولاً وكانت النتيجة أن الأغنية السريعة ذات المضمون والكلمة المؤثرة هي التي تجذب شباب اليوم وتعجب الكبار. ومن ناحية ثانية صرت أركز كثيراً على اختيار الكلمات والألحان المتنوعة التي تصب في خانة هوية سارة الفنية. من صاحب الفضل بدخولك عالم الفن؟ - اللّه سبحانه وتعالى اعطاني موهبتي الصوتية. أما الفضل المباشر فهو لزوجي مازن محمد... وأيضا لأكثر من شخص, على رأسهم الملحن سامي إحسان الذي اكتشف صوتي وشجعني على دخول الساحة الفنية بقوة. سمعنا أن هناك أغنية من ألحانك وكلماتك؟ - كلمة"ألحانك وكلماتك"كبيرة عليّ لأنني لست بشاعرة ولا ملحنة وأنا خائفة جداً من هذه الكلمة. لأن الصدفة جاءت بالأغنية، اذ كنت اجلس وحيدة وخرجت الكلمات واللحن معاً، فاضطررت أن أكمل الكوبلات بمساعدة البعض, وأعتبر أن هذه الخطوة هي مغامرة فقط, وأكرر أنني لست شاعرة ولا ملحنة بل أهوى الفن وأؤديه بطريقتي الخاصة. عائلة منفتحة كيف تقبلت العائلة دخولك المجال الفني؟ - في البداية لم يوافق الأهل. في مجتمعاتنا المحافظة من غير المستحب ظهور البنات في الإعلام. لكن جو عائلتي منفتح نوعاً ما, وهذا ما ساعدني كي أخطو هذه الخطوة. ومن جهة ثانية وجدوا أن الوسط الفني لم يؤثر كثيراً على حياتي أو شخصيتي أو عائلتي, والحمد للّه هم يقفون اليوم معي ويتمنون لي التوفيق. والجمهور هل قبلك؟ - لم يتقبلني الجمهور السعودي في البداية, والسبب كثرة الإشاعات التي تطاولني. لكن المستمعين اعتادوا على وجود اسم سارة في الساحة الفنية, وتغيرت نظرتهم قليلاً لأنهم تأكدوا أنني لا أزال محافظة على وضعي كخليجية ولم أخرج عن المألوف. هل انتابك الخوف عندما اقتحمت مجال الغناء؟ - أنا والمطربة وعد من جيل المطربات السعوديات الشابات وانطلقنا في الإعلام أكثر من غيرنا... كان هناك نوع من الرهبة في الانطلاق لأنني كنت أتوقع وجود جدل بين الناس لكوني سعودية أدخل مجال الغناء ولذلك أغلقت أذني واتكلت على الله. أين تضع سارة نفسها بين مطربات الخليج؟ - لست من النوع الذي يقول إنني في الموقع الأول أو الأخير أو الوسط بل في المكان الذي يقرره الجمهور, وأنا راضية بتقويمه. وفي رأيي تكون المكانة بحسب اجتهاد الفنانة وتقديمها للأعمال. أين أخطأت سارة في مسيرتها الفنية وأين نجحت؟ - الحمد لله لغاية الآن ليس لدي أخطاء فنية بل على العكس هناك نجاحات كثيرة, عندما أصدرت أول ألبوم قال البعض إنه فقاعة صابون وينتهي. لكن عند صدور الألبوم الثاني تأكد أن سارة تغني صح ولها جمهور يحب صوتها وأغنياتها ونجح شريطي الثاني وبإذن الله يكون الثالث ناجحاً أيضاً لأنني اخترت صح أكثر من السابق. فقاعات صابون ما رأيك بالفيديو كليب الجريء الموجود على الساحة الفنية؟ - إنها فقاعات صابون, موضة وتنتهي... أنا ضد فكرة استغلال الإغراء للنجاح. الفنانة التي ليس لديها مؤهلات غير الجمال ليست فنانة، وسيهملها التاريخ! اسمك كثير التداول في الصحافة... - لا أستغرب الأمر! الشجرة المثمرة ترشق بالحجارة. المعاناة يعيشها الفنان منذ أول شريط, إلا أن سارة نجحت في أول شريط, وسجلت نجاحاً لاحقاً. من الطبيعي أن يظهر من يتكلم عنها بالسلب والايجاب! لمذا ننتظر من الناس أن يمتدحوا الفنان فقط؟ هناك من يحقد ويكره النجاح, ويمكن أن يؤثر هذا الأمر على الفنان ومسيرته بطريقة أخرى. وقد تأتي الضربات من خارج مجال الفنّ, أي في حياة الفنان الشخصية كما حدث معي. وهذا أمر طبيعي في حياة أي فنان مبدع وناجح. بكلمة نعم أنا مستهدفة, وما أكثر الحسّاد! هل الصحافة الفنية تسهم في ازكاء الخلاف بين الفنانين؟ - ليس دائماً. يصار في احيان كثيرة الى تحوير كلام الفنان من جانب خصومه. الصحافي مظلوم في أيامنا, ولا يجوز أن نلقي عبء مشكلاتنا على الصحافيين. هناك طبعاً من يسيء ممارسة مهنته, ويقوم بالتشهير ونقل أكاذيب... لكن معظم الاعلاميين بعيد عن هذه الآفات. ما حقيقة الخلاف مع الفنانة الكويتية شمس؟ - ليست المسألة خلافاً. ولدت مشكلة من لا شيء., أنا نفسي أريد الاستفسار, لكنني أرجّح أن السبب هو الحسد. نجحت سارة حيث فشل سواها, إذاً نصبّ عليها نار الإساءة. أنا مستهدفة لأنني الوحيدة بين المطربات الناشئات اللواتي نجحن في شكل متواصل. وأنا أرجح أن هذا بسبب اساءات شمس, لا يوجد بيني وبينها مشكلات لتحصل كل هذه"الهوليلة". قضيّة"لمن يجرؤ فقط" صدر حكم قضائي بمنع بث حلقة صوّرتها الفنانة شمس هل صحيح أنك وراء هذا المنع؟ - لا أريد التعليق على هذا الموضوع. فلو كان الموضوع فنياً لأمكن أن أتحدث عنه طويلاً. لكن الموضوع يتعلق بأعراض الناس وكراماتها. لذلك ارسل زوجي خطاباً إلى مسؤولي قناة LBC من طريق المحامية نادين فقيه, يتضمن التحفظ حول عرض حلقة برنامج"لمن يجرؤ فقط"والتي سجلتها الفنانة الكويتية شمس خلال الأسابيع الماضية مع مذيع البرنامج طوني خليفة. طلب منك الرد في البرنامج نفسه لماذا رفضت؟ - أول مرة تكلمت فيها عن شمس, طلبت منها ألا تتكلم في الصحافة عني لأنها تقول في معظم المجلات إن صوتي"نشاز". هذه وجهة نظرها. لكنني قلت لها لا تكرري هذا الكلام فهو ليس لمصلحتك. ثم انني ظهرت في برنامج"حول الخليج", ووجهت الكلام الى شمس... ولا ضرورة لتكرار اللعبة لقول الكلام نفسه... فالجمهور عنده قضايا أهمّ يتابعها على التلفزيون! على العموم أنا في بيروت لقضايا أخرى, منها تصوير حلقة من برنامج"على الوتر". لكنني اضطررت لتأجيله, خصوصاً أنني لا أحب الظهور إعلامياً بكثرة, ولا اريد ان أستهلك صورتي, إلا حين يكون لدي شيء جديد.