نجحت المطربة غادة رجب منذ ظهورها على الساحة الغنائية في اثبات قدرتها على التألق والاستمرار، كصوت ذي نكهة خاصة، وتقديم اغانٍ حققت نجاحاً واسعاً بفضل اختياراتها كلمات جميلة وتعاونها مع كبار الملحنين. "الحياة" التقتها وسألتها عن جديدها وبدايتها وأسباب غنائها باللهجة الخليجية... وسر تعاونها مع كاظم الساهر. متى بدأ مشوارك مع الغناء؟ - أول مرة غنيت في حياتي كنت في الثامنة من عمري، وكانت أغنية "الرضا والنور" لسيدة الغناء العربي أم كلثوم على مسرح سيد درويش مع "فرقة أم كلثوم" بقيادة المايسترو حسين جنيد. ثم غنيت "القمح الليلة" لموسيقار الجيل محمد عبدالوهاب. وبعدها شعرت بضرورة ان تكون لي أغنية خاصة، فغنيت "يا خسارة يا بابا" وهي عن حرب الخليج. ثم وأنا في سن العاشرة غنيت مع مجموعة كبيرة من المطربين والمطربات "أنا من البلد دي"، وعندما سمع صوتي الموسيقار الراحل بليغ حمدي اتصل بوالدي الرابعة فجراً، وهنأه وتنبأ لي بمستقبل مشرق في عالم الغناء. والمصادفة الغريبة ان أول شهادة تقدير نلتها في حياتي كانت عن غنائي في حفلة تأبين بليغ حمدي! هذا عن مرحلة الطفولة، وماذا بعد ذلك؟ - شاركت في الكثير من المناسبات القومية مثل أعياد الطفولة وأعياد النصر، وأنشدت أغنية عن الطفلة "شيماء" شهيدة الإرهاب، ونلت شهادة تقدير من وزير الداخلية المصرية وقتها. ثم جاءت مرحلة أخرى في حياتي هي مشاركتي في حفلة أضواء المدينة 1994، وكانت لي أغان خاصة مثل "ما تسرقوش الشمس" و"قبلي وردة"، ثم انهيت الوصلة الغنائية بأغنية العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ "الليالي" من الحان الموسيقار الراحل محمد الموجي الذي تحدث معي بعدها مباشرة على الهاتف وشجعني، ومذ ذاك اعتبرته أبي الروحي الى درجة انني يوم وفاته بكيت كما لم أبكِ قبلاً. هناك مرحلة أخرى في حياتك هي مشاركتك في المهرجانات العربية للأغنية؟ - بالفعل شاركت في الكثير منها في الأردن وحصلت على جائزة "الميكروفون الذهبي" عن اغنية "بنعشق الحياة" وهي من كلمات جمال بخيت ولحن حلمي بكر. كانت من أهم المحطات الفنية في حياتي، وبالتالي نقلة فنية في مشواري الغنائي. ثم جاء افتتاح مهرجان الأغنية الأول ومهرجان الموسيقى العربية الرابع فالخامس على مسرح الأوبرا، وبعدها سافرت الى تركيا للمشاركة في مهرجان الأغنية وحصلت على جائزة "الفيدوف" الخاصة. وماذا عن مشاركتك في إحياء حفلة تكريم سيدة الغناء العربي أم كلثوم في باريس؟ - اعتبرها من أهم الأحداث في حياتي، إذ رشحت الى الغناء لمناسبة مرور 100 عام على ميلاد كوكب الشرق. اقيم الاحتفال في ساحة الكونكورد وسط باريس، وغنيت وسط الآلاف من المصريين والعرب والأجانب وكانت سعادتي لا توصف. ومع ذلك رفضت القيام بدور "أم كلثوم" في مرحلة من مراحل حياتها في المسلسل العربي الذي أنتج عنها؟ - اعتذرت بالفعل لأنني لم أشعر انني قادرة على التمثيل، ولأنني أخاف جداً من هذه المسألة، وأكتفي فقط بالغناء. فللتمثيل ناسه، فضلاً عن انني استمتعت جداً بالمسلسل وبأداء جميع الشخصيات فيه، لأنها اجادت في أدوارها في شكل لا يوصف. كيف كان التعاون بينك وبين الفنان كاظم الساهر؟ - هذه نقلة أخرى في حياتي الفنية، لأنني في الأساس من أشد المعجبين به فناناً ومطرباً وموسيقاراً، وكان منتهى أملي ان اغني احدى قصائد الشاعر الرقيق نزار قباني وان تكون من ألحان كاظم الساهر، خصوصاً انه سمعني عندما غنيت "لا تكذبي" وأعجبه صوتي ووعد بأن يهديني أحد ألحانه. وأخذنا نبحث معاً في دواوين نزار قباني حتى وجدت قصيدة "لماذا". وأحسست بكلماتها كما لو كانت كتبت في شكل خاص. ولحن كاظم الساهر مطلعها في ربع ساعة فقط وكانت من أحلى ما غنيت في حياتي. وكيف تحولت أغنية "لماذا" فيديو كليب؟ - انا لا أحب التمثيل بل الغناء فقط، كما قلت، لكن المخرجة ساندرا نشأت اقنعتني بالفكرة وظللنا ثلاثة أشهر ندرس حتى وصلنا الى الشكل الذي ظهرت به للمشاهد وأعتقد انها نجحت ولاقت قبولاً واسعاً، خصوصاً ان ساندرا مخرجة مختلفة ومبدعة تبحث دائماً عن كل ما هو جديد وغريب ويقنع المشاهد ويعجبه. وهل هذا معناه انك توافقين على التمثيل مستقبلاً؟ - والله لا أمانع شرط ان يكون فيلماً استعراضياً غنائياً ضخماً. هذا عن السينما، ولكن ماذا عن المسرح؟ - لم ولن أفكر في المسرح لأنه يحتاج الى مجهود كبير وطاقة، لأنه في رأيي يستهلك طاقات الفنان. عموماً للمسرح اساتذته مثل الفنان محمد صبحي، وليس عملي ان اكون ممثلة على الإطلاق. فالصوت الجميل يكفي ويكفيني ان الله حباني به. هل فكرت في تجربة "الدويتو"؟ - كانت هناك اتفاقات عدة مع الفنان محمد الحلو والفنان عبدالمجيد عبدالله لم تكتمل. لكنني أديت مرة واحدة "دويتو" مع الفنان صابر الرباعي في مهرجان الموسيقى العربية في دار الأوبرا، أغنية "يا دي النعيم" لعبدالوهاب وليلى مراد. كانت تجربة رائعة نظراً الى التوافق والتجانس بين الصوتين والى اننا من المدرسة الغنائية نفسها. وماذا عن تجربة الغناء باللهجة الخليجية؟ - اعتقد ان على المطرب ان يكون متنوعاً ومتجدداً ويغني كل الألوان خصوصاً ان اللون الخليجي طربي ويحمل على السلطنة، وفي أغانيه أفكار جميلة وجديدة دائماً وموسيقاه مختلفة، عندما غنيت في مهرجان قرطاج "قالوا زين عامل حاله" للفنانة عليا التونسية لقيت تجاوباً واستحساناً من الجمهور التونسي الحاضر نحو أربعة آلاف مشاهد ثم انشدت أغاني خليجية أخرى هي "خلان" و"يا سيدتي وينك" و"ابعد عني يا ابن الناس". والأخيرة هذه كانت من ألحان كاظم الساهر أيضاً. ماذا عن ألبومك الجديد؟ - أجهز له وسأتعاون فيه مع ملحنين ومؤلفين شباب جدد، فأنا أحاول دائماً في كل البوم ان يكون هناك جديد ومختلف الى درجة انني جمعت في البومي السابق "لماذا" ثمانية من كبار ملحنينا، وهذا بالطبع يحتاج الى مجهود غير طبيعي واختبارات دقيقة واقناع غير عادي لكبار الملحنين بفكرة الألبوم وأيضاً اقناع المؤلفين والشعراء.