حذرت مصادر فلسطينية مسؤولة من استمرار التوتر بين «فتح» و«حماس» على خلفية إعادة إجراء انتخابات، وقالت تلك المصادر: «ان استمرار التعامل بين حركتي «فتح» وحماس على النحو الحاصل يشكل عامل توتر وتصعيد سلبيين على الساحة الفلسطينية، معتبرة ما يجرى «يقود الى فتنة داخلية والشعب الفلسطيني في غنى عنها». وقال توفيق أبو خوصة الناطق الإعلامي باسم وزارة الداخلية الفلسطينية في تصريح له: ان وزارته تحاول التأني في التعامل مع المشكلة منعا للوقوع في حالة من الصدام الداخلي، موضحا انه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع حدوث صدام كهذا. وطالب ابو خوصة كل العقلاء والمخلصين بالسعي من أجل نزع فتيل التوتر ووضع مصالح الشعب الفلسطيني على رأس الأولويات وعدم التضحية بحالة التماسك الداخلي. وقد أصيب خمسة طلاب جامعيين فلسطينيين صباح أمس بجراح طفيفة بعد عراك بالأيدي في جامعة الاقصى الفلسطينية، حيث وقع العراك بين أنصار «فتح» وأنصار حماس وذلك على خلفية قرار المحاكم الفلسطينية إعادة جزئية للانتخابات في بعض مراكز الانتخاب بقطاع غزة. وبدأ وفد أمني مصري أمس زيارة إلى غزة من أجل تفعيل الحوار بين الفصائل الفسطينية والتوسط بين حركتي«فتح» و«حماس». وأفادت مصادر أمنية فلسطينية أن الوفد الفلسطيني المصري وصل إلى غزة ظهر أمس عبر معبر رفح الحدودي مع مصر. وقال الناطق باسم حماس سامي ابوزهري لوكالة فرانس برس «ان زيارة الوفد المصري تأتي في ضوء التفاعلات الأخيرة لقرارات الغاء نتائج الانتخابات المحلية التي فازت فيها حماس». وكانت حركة «فتح» قد دانت قيام حركة حماس بالتهجم على قادتها ورفض قرارات المحاكم معتبرة ذلك يأتي في سياق مخطط لإشغال الرأي العام بقضايا جانبية. وقال بيان صادر عن مكتب التعبئة و التنظيم التابع لفتح في المحافظات الجنوبية: «إن «فتح» توجهت للمحاكم الفلسطينية للطعن في نتائج الانتخابات التي جرت في دوائر رفح والبريج وبيت لاهيا والمغراقة، ولقد قامت محاكم البداية في خانيونس ودير البلح وغزة بالنظر الى هذه الطعون طبقاً للقوانين المطبقة في فلسطين والتي أُقرت من مجلسنا التشريعي، واقر العالم كله بأنها قوانين تتوافق مع القوانين الدولية والمعايير التي أقرتها الشرعية الدولية لقيام دولة تُصان فيها حقوق المواطنين ». وأضاف البيان الذي تلقت «الرياض» نسخة منه: «عندما قررت الحركة التوجه الى المحاكم لممارسة حقها الطبيعي الذي كَفل لها القانون فإنها أرادت أن تسلك الطريق القانوني الشرعي بعيداً عن الاتهامات التي لا يسندها دليل وقامت بتشكيل طواقم قانونية لدراسة تفاصيل الطعون في هذه الانتخابات وتقرر ألا نتوجه للمحاكم إلا إذا وجد أن قانون الانتخابات قد خولف بما يكفى بإلغاء هذه النتائج، وبالفعل وبعد دراسة معمقة توصل طاقم الدفاع من المحامين الى انه توجد مخالفات جوهرية لقانون الانتخابات».. من جانبه، أكد سامي أبو زهري الناطق الإعلامي باسم حركة المقاومة الإسلامية «حماس» أن حركته ستلجأ إلى كافة الوسائل للحفاظ على حقها في الفوز في الانتخابات البلدية التي جرت بداية الشهر الجاري مع الحفاظ على عدم الوصول إلى حالة الصدام. وقال أبو زهري «إن حركة حماس متمسكة بالنتائج التي أعطتها الجماهير لها والتي قالت كلمتها في مسيرة الأمس ورفضت قرارات المحاكم التي حاولت أن تصادر فوز الحركة. وأكد أن «الحركة ستلجأ إلى كل الوسائل للحفاظ على حقها ولن تسمح لأحد بمصادرة فوزها ومسيرة الأمس هي جزء من هذه الفعاليات ونحن سنحاول أن ندافع عن حقنا ولكن دون الوصول إلى حالة الصدام». وحمل أبو زهري حركة «فتح» المسؤولية عن حالة التوتر والإرباك التي تسود الساحة الفلسطينية، وذلك من خلال ضغطها على المحاكم واللجان الانتخابية، وإجبارها على اتخاذ قرار بإلغاء نتائج الانتخابات. ونفى أن تكون هناك أي اتصالات بين حركته وحركة «فتح»، وقال: إن أي اتصال مع حركة «فتح» الآن غير مجد لحل الإشكال لأن «فتح» هي طرف في المشكلة، معربا عن أمله بأن تشهد الأيام القادمة تحركات لاحتواء هذه المشكلة. وفي الاطار ذاته، قال عبد الله الإفرنجي عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح» - ومسؤول مكتب التعبئة والتنظيم: «ما يهمنا في حركة «فتح» هو الساحة الفلسطينية، والوحدة الوطنية الفلسطينية، والقضاء الفلسطيني، وشفافية هذا القضاء الفلسطيني، ونحن نعمل بهذا الاتجاه، ونريد أن نستمر في تطوير علاقتنا وبطرح آرائنا، وأن يكون لدينا القدرة على طرحها، دون الوصول إلى مهاترات، وهذا الهوس الذي أصاب الشارع الفلسطيني، والذي أصاب الإخوة في حركة حماس وتحريض الناس بالذهاب إلى الشارع، والشتم على السلطة وقياداتها، وقيادات حركة «فتح»، أعتقد أن هذا الأمر لا يمكن أن يقبل داخل الساحة الفلسطينية لأنه أمر مشين ومعيب». وحول القذائف والصواريخ التي تطلقها حماس قال الإفرنجي، إن الإخوة في حماس، أعلنوا بالأمس التزامهم الهدنة وهذا جيد ، أنهم سيلتزمون الهدنة، وبأن الصواريخ التي أطلقت ، أطلقت كلها في الهواء و لم تصب أي هدف، وبأن هذا الوضع لم يعد ينطلي على أحد، فإذا كانت هذه الصواريخ تهدف الى تثبيت موقفهم أو أن للفت النظر من موقع إلى آخر، فهذا عمل خطير، ولا يقبله الشعب الفلسطيني الأن الشعب الفلسطيني هو الذي يدفع الثمن . وقال الإفرنجي: ان العمل الوطني هو الالتزام بما تم الاتفاق عليه ، وبأن يحترم بعضنا البعض، وألا يصادر أحد فينا إرادة وقرار الآخر. وطالب الإفرنجي قادة «حماس»، أن لا يهيأ لهم أنهم قادرون على إهانة حركة فتح، والتطاول عليها بطريقتهم التي يفعلونها. وقال ان التصرفات التي مورست تهيئ لمناخ الداخلي لصدام دموي، ونحن لا نريد ذلك، وأوضح الإفرنجي ان الاتهامات التي وجهت إليه في وطنيته بأنها غير لائقة وأشار إلي أنه أقدم أعضاء اللجنة المركزية لحركة «فتح»، بعد الأخ أبو اللطف وبعد أبومازن. وعلق الإفرنجي على مقالات صدرت عن «حماس» أسموه فيها بالشاويش، قائلا أنا لا أريد أن أتهم الأخ الزهار لا في وطنيته ولا في شيء آخر، أن الأخ الزهار تلفظ بألفاظ، غير مقبولة على حركة «فتح» وإدانته لحركة «فتح»، وهذا أمر لا يمكن أن نقبله، كذلك أدان السلطة الفلسطينية، وهذا الأمر مردود عليه، وهو الذي بدأ الهجوم ونحن لا نقبله، نحن نقول، إذا كان هناك فساد فلنحارب هذا الفساد مع بعضنا البعض، وقلتها أكثر من مرة، ولكن لا يستطيع هو أن يتحدث وكأنه، هو الذي يطبق قانون الله على الأرض، و هذا غير صحيح، فهو إنسان عادي، وقائد في حماس نحترمه كقائد، ولكن هذا لا يعني أن يقرر من يقود الشعب الفلسطيني و هذا لا يعني ان يحكم بأن حركة «فتح» حركة سيئة، ولا يعني أن لديه حق الفيتو على كل إنسان في حركة «فتح» - على حد قوله. واستنكرت حركة المقاومة الإسلامية «حماس» وصف أحد أبرز قادتها الدكتور محمود الزهار، ب«الجنرال»، الذي يسعى للسيطرة على السلطة، من قبل الإفرنجي،. وقالت حركة «حماس» في بيانٍ لها: «إنّ وصف الإفرنجي للدكتور الزهار مرفوض ومسيء، ويشكل تطاولاً على أحد قادة حركة «حماس»، الذي قدم نجله البكر شهيداً، وأصيب هو وعائلته، ودمر بيته». وأضاف البيان الذي تلقت «الرياض» نسخة منه: «في الوقت الذي كان يتعرض له الزهار من أحداث كان عبد الله الإفرنجي خارج الوطن، طيلة سنوات المعاناة الفلسطينية، فضلاً عن المغالطات، التي زعم فيها مشاركة محامين عن مرشحي «حماس»، وهو الأمر الذي لم يحدث»، مؤكّداً على أنّ القضاة رفضوا مشاركة محامي «حماس» في مداولاتهم في المناطق الثلاث، التي أقرّ القضاء إعادة الانتخابات فيها. وطالبت «حماس» في بيانها من أسمتهم بالعقلاء من قيادة حركة ««فتح»»، بوقف التطاول المتكرّر، الذي يسيء إلى العلاقة الداخلية. وكان الإفرنجي يتحدث على قناة «الجزيرة» القطريّة، مساء الخميس الماضي، حينما وصف الدكتور محمود الزهار ب«الجنرال»، الذي يسعى للسيطرة على السلطة، الأمر الذي أثار حفيظة الشارع الفلسطيني. من جانبه قال دياب اللوح الناطق الإعلامي باسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» في قطاع غزة، معقبا على دعوة حركة حماس لقيادة حركة «فتح» بالتدخل: إننا في حركة «فتح» نؤكد على أن الحوار الأخوي المباشر هو سيد الموقف الوطني بين كافة الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية وعلى وجه الخصوص مع الإخوة في حركة حماس، وأنها حريصة كل الحرص على تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، وسيادة القانون على الجميع، واستقلالية ونزاهة القضاء الفلسطيني واحترام تنفيذ قراراته. وأضاف اللوح قائلاً في تصريح صحافي: «في الوقت الذي ترفض حركة «فتح» التعرض لأي من الإخوة في قيادة حركة حماس، فإنها لا تقبل من حركة حماس التعرض بالإساءة لأي من قيادتها، حفاظاً على العلاقات النضالية والأخوية وتعزيزاً للثقة بين الحركتين، وأهمية تعزيز التعاون فيما بينهما في ظل هذه الظروف الصعبة وما نواجهه من تحديات واستحقاقات تتطلب منا جميعاً حماية وترسيخ الإجماع الوطني، وتعزيز وحدة الأداء الفلسطيني على كافة المستويات». على الصعيد الميداني أصيب طفلان فلسطينيان بجراح متوسطة في منطقة حي زعرب برفح الغربية جراء انفجار جسم غريب يعتقد انه من مخلفات الاحتلال. واكدت مصادر طبية في مستشفى ابو يوسف النجار بالمدينة ان الطفل احمد سعيد زعرب -01 اعوام - والطفل محمد ابراهيم زعرب -11 عاما - اصيبا بشظايا جسم مشبوه ووصفت حالتهما بالمتوسطة. وفي سياق متصل قام الجيش الاسرائيلي بتفجير عدد من القنابل الارتجاجية داخل باطن الأرض على طول الشريط الحدودي قبالة حي زعرب برفح. واكد شهود عيان من سكان الحي ان عدة انفجارات سمع دويها في سماء رفح بعد ان فجرت قوات الاحتلال عددا من القنابل والذي احدث اهتزازات ضخمة سببت اهتزاز المنازل مما دب الرعب في نفوس الاطفال.