حققت القوات الحكومية اليمنية تقدماً نوعياً في عملياتها ضد المتمردين اتباع الحوثي الأب في تنظيم"الشباب المؤمن"الشيعي المتشدد، في مناطق تابعة لمحافظة صعدة شمال وقتلت 74"حوثياً"في مواجهات الأربعاء الخميس، منهم 50 قتلوا في مخبأ كانوا يستخدمونه مخزناً للأسلحة في منطقة الرحاب القريبة من بيت الرزامي، مسقط رأس القائد الميداني للمتمردين عبدالله عيضة الرزامي، أحد أبرز مؤسسي التنظيم ونائب الحوثي الابن في تمرد العام الماضي. وهو يتخذ من بدرالدين الحوثي الحوثي الأب مرجعية له في قيادة التمرد الثاني، ومواجهة القوات الحكومية منذ نحو أسبوعين. وأكدت ل"الحياة"مصادر متطابقة في محافظة صعدة أمس أن وحدات من الحرس الجمهوري وكتائب من الوحدات الخاصة المكلفة مكافحة الإرهاب في الجيش اليمني، شاركت للمرة الأولى في المواجهات مع"الحوثيين"في مناطق آل شافعة والرزامات، ونفذت انزالاً مظلياً في وادي نشور لمباغتتهم والالتفاف على تحصيناتهم بكثافة من النيران الداعمة لتحركاتها من طائرات هليكوبتر عسكرية تشارك في العمليات. وقالت المصادر إن القوات الحكومية تكبدت 32 قتيلاً وجريحاً خلال مواجهات الأربعاء الخميس، وحققت تقدماً يعد سابقة وسيطرت على مساحات شاسعة من الوديان والقرى التي كان"الحوثيون"ينطلقون منها لشن هجماتهم على تلك القوات. وأضافت ان بدرالدين الحوثي 80 سنة تمكن من الخروج من منطقتي الرزامات وآل شافعة الى وادي نشور أول من أمس، ثم الى منطقة عسيلة ومعه عشرات من أتباعه المدججين بالأسلحة بعد سقوط جبل داوود والتحصينات الحوثية في بني معاذ بوادي نشور، فيما أوشكت القوات الحكومية على السيطرة على هذه المناطق. واشارت الى ان"الرزامي"يتحصن مع أتباعه في مواقع قريبة من قرية بيت الرزامي، ويبدون مقاومة شرسة، بسبب مساندة بعض القبائل في هذه المناطق التي ينتمي اليها معظم اتباع الرزامي والحوثي الأب. وأكدت أن القوات الحكومية تطوق منطقة عسيلة، فيما تقدمت وحدات من الحرس الجمهوري نحو منطقة بني معاذ ووادي نشور في عملية منسقة مع قوات الجيش والأمن التي خاضت أشرس المواجهات مع"الحوثيين"منذ أسبوعين. في غضون ذلك، التزمت أحزاب المعارضة اليمنية الصمت، ولم تسجل موقفاً محدداً من مواجهات صعده، باستثناء صحيفة"الشورى"الاسبوعية الناطقة باسم"اتحاد القوى الشعبية"أحد أحزاب المعارضة المنضوية في أحزاب اللقاء المشترك التي استأنفت أول من أمس صدورها، بعد توقيفها لنحو 7 اشهر بحكم قضائي بسبب ادانتها بتهمة اثارة الفتنة المذهبية وتوجيه انتقادات عنيفة الى الرئيس علي عبدالله صالح، واعلانها رفض مبدأ التوريث في النظام الجمهوري في اليمن. وعاد رئيس تحرير الصحيفة عبدالكريم الخيواني لممارسة مهماته بعدما عفا عنه الرئيس علي صالح من عقوبة السجن لسنة، قضى منها نحو 7 اشهر بسبب انتقاده مبدأ توريث الحكم، ومعارضته الاجراءات العسكرية ضد تمرد الحوثي الابن العام الما ضي. وبدأت صحيفة"الشورى"أول من امس من حيث توقفت، إذ ركز كتابها على انتقاد سياسة"التوريث"ورفض ممارسة العنف العسكري ضد المتمردين في صعده.