على رغم أن الحكومة اليمنية أعلنت رسمياً انتهاء العمليات العسكرية في محافظة صعده، وإخماد تمرد اتباع بدرالدين الحوثي ممن يطلقون على أنفسهم تنظيم"الشباب المؤمن"بعد اقل من 10 أيام على اندلاعه، إلا أن مصادر متطابقة في صعده قالت ان القوات الحكومية لا تزال تقوم بعمليات لاعتقال الفارين من اتباع"الحوثي"أو للبحث عن الحوثي الاب واتباعه وكبار مساعديه، وفي مقدمهم الرجل الثاني في قيادة التمرد عبدالله عيضة الرزامي. وقالت هذه المصادر ل"الحياة"ان وحدة من القوات الحكومية نفذت هجوماً فجر أمس في منطقة دماج التي فرّ اليها عشرات من اتباع الحوثي بعد سيطرة القوات الحكومية على مناطق وادي نشور وآل شافعة والرزامات، وتمكنت من القبض على نحو 9 فارين وقتلت وجرحت عدداً آخر بعد مواجهات استمرت يومين. اضافت المصادر أن ثلاث وحدات من الجيش والأمن المركزي تقوم بعمليات مطاردة لفلول"الحوثيين"في مختلف مناطق صعدة وأن نحو 56 منهم سلموا أنفسهم الى القيادة العسكرية والأمنية في المحافظة معظمهم في منطقة حيدان التي شهدت"التمرد الأول"بقيادة حسين بدرالدين الحوثي صيف العام الماضي والذي انتهى بمقتله على يد القوات الحكومية. وقصفت القوات الحكومية اول من امس منزلاً خالياً في احدى القرى بعد معلومات"استخباراتية"عن وجود"الحوثي الاب"واتباعه الفارين مختبئين فيه. واشارت المصادر الى ان قيادة المنطقة العسكرية الشمالية الغربية وقائدها العميد الركن علي محسن صالح تجري لقاءات ومشاورات مكثفة مع مشايخ ووجهاء القبائل واعضاء السلطة المحلية والعلماء والنواب في المحافظة لتأكيد دورهم في عودة أتباع"الحوثي"الى مناطقهم وقراهم شرط التزامهم عدم التمرد او الخروج على القانون والدستور. ووجدت هذه الخطوة تعاوناً كبيراً من جانب مشايخ ووجهاء القبائل والشخصيات الاجتماعية، فيما اقيم امس في مدينة صعدة مهرجان لتكريم المعلمين قصد منه تأكيد عودة الأوضاع الى طبيعتها في المدينة بعد اخماد التمرد، خصوصاً أن وزير الداخلية اللواء الركن راشد العليمي حضر هذا المهرجان الى جانب الدكتور عبدالسلام الجوفي وزير التربية والتعليم. الى ذلك اكد الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام انه جاد في مبادرته لجهة الحوار مع احزاب المعارضة المعترف بها على الساحة السياسية اليمنية في كل القضايا التي تهم مصالح الوطن العليا ومن اجل تكريس مبدأ"ديموقراطية الحوار". وفيما أكد موقع حكومي على الانترنت ان"المؤتمر الحاكم"سيبعث لقادة احزاب المعارضة الدعوة الى الحوار غداً السبت لا تزال صحف"المؤتمر"والحكومة تشن حملة اتهامات وانتقادات لأحزاب المعارضة وخصوصاً المنضوية المنضوية في"اللقاء المشترك"رغم تناقض ذلك مع التوجه الحواري لدى"المؤتمر"الذي يثير شكوكاً لدى احزاب المعارض من نياته وجديته في الحوار معها الا ان قيادي بارز في الحزب الاشتراكي اليمني المعارض رحب بدعوة"المؤتمر"للحوار مع احزاب المعارضة وقال عبدالغني عبدالقادر رئيس الدائرة السياسية للاشتراكي في تصريح نشرته امس صحيفة"26 سبتمبر"الحكومية"نأمل بألا يكون هذا الحوار مرتبط بقضية محددة بل حوار عميق يتطرق لكل القضايا التي تهم الوطن"مؤكداً ان الحاجة اصبحت ملحة لتأجيل ثقافة الحوار مهما كان الاختلاف.