ارتفع عدد القتلى في المواجهات التي تدور منذ الاثنين الماضي في عدد من مناطق محافظة صعدة شمال اليمن، بين القوات الحكومية والمتمردين من تنظيم"الشباب المؤمن"الشيعي المتشدد، الى نحو 65 قتيلاً بينهم 15 من قوات الجيش والأمن بالاضافة الى عشرات الجرحى من الطرفين. وتصاعدت حدة المواجهات خلال يومي الأربعاء والخميس، ويبدو ان حسم المعارك خلال الساعات المقبلة كما توقع قائد عسكري ميداني في صعدة أول من أمس، اذ شهدت مناطق عدة قتالاً عنيفاً بين القوات الحكومية وجماعة"الشباب المؤمن"التي كان يقودها ويتزعمها حسين بدرالدين الحوثي الذي قُتل في التمرد الأول صيف العام الماضي في جبال مران في محافظة صعدة على يد القوات الحكومية بعد ثلاثة اشهر من المواجهات الضارية. ويرجح ان والده بدر الدين الحوثي هو الذي يقود هذه الجماعة حالياً. وأكدت مصادر متطابقة في صعدة ل"الحياة"أمس سقوط 32 قتيلاً من الجانبين في مواجهات اليومين الماضيين، بينهم خمسة من رجال الاستخبارات العسكرية، وإصابة العشرات الذين نقلوا الى مستشفيات في صعدة وصنعاء. وقالت المصادر إن ان القتال عنف في مناطق وادي نشور وآل شافعة والرزامات، خصوصاً أن"الحوثيين"نجحوا في نصب مكامن لإعاقة القوات الحكومية التي تحاصرهم. وأضافت ان صهراً لحسين الحوثي يدعى يوسف المداني 24 عاماً هو الذي يقود الحوثيين ميدانياً، اذ كان واحداً من مساعدي الحوثي الابن في تمرد العام الماضي وتزوج من ابنته الشهر الماضي. وأضافت المصادر أن مروحيات عسكرية شوهدت منذ أول من أمس تحلق فوق مناطق القتال باتجاه الشمال من صعدة حيث يتمركز مئات من اتباع"الحوثي"ومعهم ترسانة من مختلف الاسلحة. وأفادت بأن عشرات القتلى والجرحى من"الحوثيين"سقطوا خلال مواجهات دارت بينهم وبين القوات الحكومية في منطقة كتاف، وتمكنت هذه القوات من محاصرة مجموعات من المتمردين يقودهم عبدالله عيضة الرزامي أحد أبرز أتباع الحوثي الأب وكان مساعداً وقائداً ميدانياً للحوثي الابن. وقالت هذه المصادر بأن القوات الحكومية تحاول القبض على يوسف المداني صهر الحوثي باعتباره احد اهم القيادات الميدانية التي تقود الحوثيين في المواجهات الجديدة، بل تعتبره المطلوب الاول الذي يتحمل مسؤولية مهاجمة بعض مراكز الشرطة ونصب مكامن لدوريات من الجيش والامن، الى جانب عبدالرزامي وعبدالملك بدر الدين الحوثي نجل الحوثي الاب الذين يتخذون من الحوثي الاب موجهاً لهم في التمرد الثاني. ويتبنى المداني ومعه الرزامي والحوثي اسلوب حرب العصابات ضد القوات الحكومية وينفذون مخططاً لاسقاط محافظة صعدة والتقدم نحو محافظات مجاورة خصوصاً ان عناصر"الشباب المؤمن"موجودون في هذه المحافظات وفي العاصمة صنعاء ممن تعتبرهم السلطات"خلايا نائمة"ولفتت هذه المصادر الى ان المداني ومن معه استفادوا من المواجهات صيف العام الماضي في جبال مران. واشارت الى ان خمسة من رجال الاستخبارات العسكرية قتلوا في مكمن اثناء محاولتهم اختراق مناطق المتمردين، مؤكدة وجود حملة عسكرية تقوم حالياً بتعقب مجموعات اخرى مسلحة من انصار الحوثي الاب في منطقة بني معاذ في مديرية سحار الشام غرب مدينة صعده حيث تشير معلومات تلقتها السلطات الى اعتزام هؤلاء نصب مكامن لقوات حكومية على الطريق بين صعده ومنطقة علب احد المنافذ الحدودية مع السعودية.