أحكمت القوات اليمنية سيطرتها الكاملة على المناطق التي شهدت بدء"التمرد"الثاني في محافظة صعدة شمال غربي البلاد قبل اسبوعين، على أيدي جماعة مسلحة تطلق على نفسها تنظيم"الشباب المؤمن"الشيعي المتشدد، بقيادة أحد أبرز مؤسسي التنظيم عبدالله عيضة الرزامي الذي يخضع لمرجعية بدرالدين الحوثي 80 سنة. وكان"التمرد"الاول لهذه الجماعة قاده صيف العام الماضي حسين بدرالدين الحوثي في جبال مران شمال غربي مدينة صعدة وانتهى بمقتل الأخير على يد القوات الحكومية في ايلول سبتمبر الماضي. وعلمت"الحياة"من مصادر عسكرية وقبلية متطابقة في صعدة ان القوات المشتركة من وحدات للجيش وقوات الأمن دخلت منطقة الرزامات ومشطتها منذ مساء اول من امس بحثاً عن مخابئ وجيوب ل"الحوثيين"واقتحمت قرية"الرزامي"بالاضافة الى سيطرتها الكاملة على مناطق وادي نشور وآل شافعة والطرق الرئيسية والجبال المحيطة، وقتلت عدداً من اتباع"الحوثي الاب"و"الرزامي"، وحاصرت العشرات فيما قام نحو 37 منهم بتسليم انفسهم طوعاً للقوات الحكومية. واضافت ان اطلاق النار والمواجهات المسلحة بين القوات الحكومية والمتمردين توقفت تماما في هذه المناطق والقرى في ساعة مبكرة صباح امس، فيما تواصل تلك القوات ملاحقة الفارين من التحصينات والمواقع التي اقتحمتها ومنها منزل الرزامي الذي قصفته اول من امس. وكانت انباء ترددت أمس والاحد عن مقتل عبدالله الرزامي في هذه المواجهات، بعد قصف القوات الحكومية لمنزله ودخولها اليه. لكن المصادر العسكرية والامنية لم تؤكد مقتل الرزامي وقالت ل"الحياة"ان هناك احتمال فراره مع الحوثي الاب، وان تأكيد اي من الحالتين بحاجة الى وقت، خصوصاً ان معظم القتلى من الحوثيين لم يتم التعرف الى هوياتهم بشكل دقيق، فيما تستمر قوات مكافحة الارهاب وعناصر الاستخبارات العسكرية في تعقب الفارين. ولمحت الى وجود قتلى وجرحى في صفوف القوات الحكومية، وقالت ان القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين يعدون بالعشرات في المواجهات الاخيرة والحاسمة. ولم يصدر اي اعلان رسمي من الحكومة اليمنية عن انتهاء العمليات العسكرية ضد المتمردين في محافظة صعدة. وعلقت مصادر بأن الحكومة ليست مستعجلة وان الحسم العسكري مع تنظيم"الشباب المؤمن"لا يكفي للقضاء على"التمرد"في شكل نهائي ما لم تتمكن الحكومة ومؤسساتها من تفكيك هذا التنظيم فكرياً ومنهجياً وأمنياً، بحيث لا يتكرر "التمرد". الجيلاني و"القاعدة" على صعيد آخر أ ف ب قررت محكمة يمنية تنظر في قضية خلية يشتبه في علاقتها بتنظيم"القاعدة"، تأجيل المحاكمة الى 25 نيسان ابريل، في حين ساد الجلسة أمس جدل حول جنسية الزعيم المفترض للخلية. ونفى المدعي العام في الجلسة الثالثة لهذه المحاكمة، التي بدأت في 21 اذار مارس الماضي للنظر في التهم الموجهة الى أفراد الخلية الثمانية احدهم عراقي واثنان سوريان والبقية من اليمنيين بالانتماء الى"القاعدة"وتشكيل عصابة مسلحة لمهاجمة اهداف غربية وتزوير وثائق سفر، ان يكون الزعيم المفترض للخلية ذو الاصل العراقي، سويسري الجنسية. وقال:"ما نعرفه عن أنور الجيلاني انه عراقي الأصل، تربى في الكويت وعمل في كينيا وتآمر لتنفيذ عمليات تخريبية في اليمن". والى الجيلاني 20 سنة فان المتهمين هم السوريان محمد عبدالوهاب بكري 24 السنة وشقيقه احمد 22 سنة، وخمسة يمنيين هم خالد البطاطي 23 سنة وصلاح عثمان 33 سنة وعمران الفقيه 31 سنة وعبدالرحمن باصرة 25 سنة وماجد ميزان 21 سنة. في المقابل اكد الجيلاني انه يحمل الجنسية السويسرية، وان كل وثائقه موجودة لدى السلطات السويسرية، علماً ان السفارة السويسرية في الرياض كانت نفت انه يحمل تلك الجنسية.