بعد ظهور متقطع في الإعلام, تعود المطربة السعودية وعد مجدداً الى الساحة الغنائية عبر أغنيات منفردة سينغل تصدرها كل فترة لتثبت وجودها. لكنها في الوقت نفسه تحضر البوماً جديداً تعتبره خطوة أكثر نضجاً من سابقاتها. وبين الأعمال المنفردة والالبوم, تأثرت وعد بالمأساة التي هزّت لبنان, فقدّمت أغنية للرئيس الشهيد رفيق الحريري بعنوان"رمز السلام"بدأ بثّها التلفزيوني قبل أيّام قليلة. وفي حديثها إلى"الحياة", اوضحت الفنانة وعد خلفيّة تقديم هذه الأغنية, كما تناولت أعمالها الجديدة. أغنيتك إلى روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري, هل هي مجاراة للموجة الفنية السائدة منذ اغتيال هذا الزعيم في بيروت؟ - صراحة, كنت أفضّل عدم الحديث عن هذا الموضوع. أما وقد طرحت عليّ السؤال, فليست في الأمر أيّة مجاراة للموجة أو ترويج. لقد مرّت أحداث كثيرة منذ دخولي عالم الفن أثرت بي وهزت العالم. لكن الشهيد الحريري يعنيني فعلاً. فعندما استشهد شعرت أنني تيتّمت للمرة الثانية, خصوصاً أنه يعنينا كشعب سعودي... ويعنيني أنا الشعب اللبناني لأنني أعيش في هذا البلد. ولو كنت ملمّة بفنون الكتابة, لما انتظرت أن يأتي شاعر ويضع لي كلمات الأغنية لي. عرضت الفكرة على اكثر من شاعر وسمعت الكثير, وأخترت أغنية بعنوان"رمز السلام"كلمات الشاعر سامي الجمعان, والألحان لأحمد الفهد, والتوزيع لحمد فرحات وكلهم سعوديون... ويكفيني أن أقول إن الشاعر والملحن رفضا تقاضي أي مبلغ كأجر عن الأغنية. هل ستصورين هذه الأغنية في فيديو كليب؟ - يصوّر المطرب فيديو كليب ليظهر هو به... أما هذه الأغنية فلا أريد ان أظهر صورتي من خلالها, بل صوتي فقط. وتركز الأغنية على شخصيّة الراحل فقط. لذا إستعنت بتلفزيون"المستقبل", وبآراء من الرياض لنأخذ صوراً إيجابية عن لقطات في مسيرة الرئيس الحريري. فالقلب مفعم بالحزن, ونريد عندما نذكره أن نتذكر الاشياء الجميلة التي أنجزها. خطوة نحو النضج تحضرين ألبوماً جديداً هل سيكون مختلفاً عن ألبومك السابق؟ - بالطبع. سيكون هناك فارق كبير. حاولت أن تكون المواضيع والأنماط مختلفة, خصوصاً في التوزيع. فهناك مثلاً اغنية لحنها طارق أبو جودة ووزعها هادي شرارة, من كلمات وائل توفيق... وأخرى ألحان رامي عياش وكلمات منير يوسف وتوزيع طوني سابا من لبنان. كما تعاملت مع الفنان خالد الشيخ من البحرين, ومع محمد مصطفى وعمر عبدالعزيز ورياض الهمشري من مصر, وغيرهم... فكل شخص من منطقة وبلد مختلف ولديه أسلوب مختلف. هل سيكون هذا الألبوم ولادة جديدة لك ويأخذ حقه أكثر من غيره؟ - لا اعتبره ولادة جديدة, لأن ألبوماتي السابقة موجودة على الساحة, وأنا موجودة من خلالها. لكنني أريد ان يأخذ حقه أكثر من ألبوماتي السابقة, لأنّه يمثّل خطوة نحو النضوج الفني. إختياراتي تغيّرت, صرت اتناقش مع الموزع وأطلب تغيير مذهب موسيقي ما, أو استعمال تلك الآلة الموسيقية, أو طريقة التوزيع... أي انني صرت قادرة على التعامل مع الفنانين بلغتهم الموسيقية, بشكل مختلف عن السابق, أيّام كنت أستمع للموسيقى جاهزة فتعجبني. لماذا تأخر تحضير ألبومك كل هذا الوقت؟ - كل مرة كنت أباشر العمل تحضيراً للنهاية, تأتي أحداث تؤخره! اتمنى أن يكون ما عشناه خاتمة الأحداث. ما زال أمامي تركيب الصوت على اغنيتين, ثم أحدد موعد الإطلاق. هل تعيشين حالة تنافسية مع المطربات الخليجيات؟ - كلا بتاتاً! كل مطربة لها خطها الخاص. ثم ان الخليج يجمعنا, إلا ان لكل واحدة بلدها. نوال من الكويت, وأحلام من الإمارات. لكن نوال أكثرنا خبرة, وقبلنا في الساحة الفنية... إنّها تغني منذ 19 عاما, وهي خريجة الكونسرفتوار. كما انّها فنانة بكل معنى الكلمة. واحلام فنانة رائعة, لها باع في الفن, ولديها عدد كبير من الالبومات... أنا جديدة بالنسبة إليهما : نحن من شريحة عمريّة واحدة, لكننا لا ننتمي إلى الجيل الفنّي نفسه... كنت من المعجبات بهما, قبل أن أخوض مجال الغناء! كنت معجبة بنوال, فكيف أطلع وأقول إنني مثلها أو أنافسها؟ لماذا تشاركين في مهرجانات معينة, وتبتعدين عن غيرها؟ - بعض المهرجانات فيها"سمسرة", وأنا ضد هذا الموضوع. الكثير من المهرجانات صادقة, لكن بعض المساعدين يتصرفون بطريقة غريبة, ومن دون صدقية... كأنهم ليسوا حريصين على الفنان. ومن ليس حريصاً عليّ كفنانة لا اتعامل معه. الصحافة وأنا شاركت أخيراً في مهرجان الضيافة العالمية في برلين, هل تعتبرينه خطوة نحو العالمية؟ - مشاركتي في هذا المهرجان كان خطوة جيدة... أعطتني الدفع وحمّلتني مسؤولية أكبر... لكننا لا يمكن أن نعتبرها"خطوة نحو العالمية". لم أشارك في مهرجان غنائي عالمي بل في مهرجان عن السياحة في العالم. وهذا المهرجان يستضيف ملكات جمال, ومصممي أزياء مثل دونالد درامب وجون هاملتون, ويشتمل على كلّ ما هو سياحي وفني... إنّه ليس مهرجاناً موسيقياً بل تتخلله حفلة غنائية, وأعتبر أن هذه المشاركة أمر مشرّف لي. وأعتقد ان مشاركتي جاءت لتواكب جوائز عدة خصّ بها المهرجان فنادق وجزراً سعودية... ربما كان الأمر وراء اشراك فنانة عربية سعودية. وفي كل الأحوال مشاركتي مع عدد من الفنانين الأجانب يخدم مسيرة أي فنان عربي ويخدمني, لكوني المطربة السعودية الوحيدة الموجودة. واجهت صعوبات ومشاكل كثيرة, فهل أثرت على مسيرتك؟ - بصراحة؟ أبداً! ألم يؤثر غيابك عن الساحة على مسيرتك؟ - بالطبع أثرّ غيابي على نشاطي, فالجمهور لا يرحم. غيابي طرح الكثير من التساؤلات, ولم أجد حجة أقنع الجمهور بها... وأعتبر هذا العتب بقدر المحبة التي يكنونها لي. لهذا كان من الضروري أن اصدر أغنية سينغال"على مين"تجهيزاً للعمل المقبل. هل هناك في السعودية معاهد موسيقية؟ هل درست الموسيقى؟ - درست سنة صولفاج وغناء على يد الأستاذ غازي علي, وهو مدرّس فنان العرب محمد عبده., وهذا أفضل ما أمكنني القيام به لتحسين نفسي فنياً. وأنا بصدد متابعة الدروس الغنائية إن شاء الله عند فؤاد عواد استاذ السيدة ماجدة الرومي. هل غيرت فيك الأمومة شيئاً؟ - جعلتني الأمومة أشعر بالمسؤولية فأنا إنسانة موسوسة. وعندما أنجبت إبنتي شكرت ربي وصار لدي خوف عليها من المستقبل. والشهرة ألم تؤثر فيك؟ - عندما دخلت الفن كان هدفي أن أغني, ولم افكر بالشهرة, او تصوير فيديو كليب... المهم أن يسمعني الناس. وعندما دخلت في طريق الإحتراف, وصرت اغني بطريقة جدية, تذوّقت عذوبة الشهرة, مع أن الشهرة ضريبتها باهظة أحياناً... لكنها ليست ضريبة بشعة, لنقل إنّها وضعتني في إطار المسؤولية التي تكبر يوماً بعد يوم. أردت ان يعرفني الناس من خلال الغناء, ويحبون صوتي. وهدفي أن تبقى أغنياتي الى كل الأجيال, وتكون مثل أغنيات عبد الحليم وأم كلثوم وغيرهم من الكبار. هل أنت حذرة من الصحافة؟ - حتّى الآن لا. أسمع الكثير عن صحافيين ليست لديهم صدقية, أو قادرين على التلفيق, وبعيدين عن الدقّة والامانة. لكنني لحسن الحظ لم أصادف أيّاً منهم في طريقي. وحتى عندما تناول بعضهم عن حياتي الخاصة لم أعاتب أحداً, لأنني اعتبرت أن تجاربي الصعبة دفعتهم الى الكتابة... إذا كان هذا الصحافي مؤدباً وامتنع عن الكتابة, فهذا لا يعني أن زميله الآخر"قليل الأدب"لأنّه كتب. بل ان وظيفته تحتم عليه ان يقول لقرائه ما حصل. لكن بعضهم بالغ في ما بعد, ووصلت لمرحلة قلت يجب أن تنطفىء النار... فكلما كانوا يكتبون كانوا يشعلون النار. لكن بعد الحادث صارت لدي صداقات مع الصحافة. كان لديك مشروع تصميم مجوهرات منذ سنوات... - أوقفت هذا المشروع لأنني لست جاهزة تماماً للانطلاق فيه. والسبب طبعاً إنشغالاتي الفنية. ما هي أمنيتك في الحياة؟ - أمنيتي الوحيدة السترة والعافية.