محمد الجبالي من الأصوات التونسية الواعدة التي تبشر بمستقبل زاهر. أينما حل في العالم العربي يحمل راية الغناء العربي ويخصص المساحة الأكبر منها للغناء التونسي محاولاً نشره مع زملائه المطربين التونسيين. أغرم بالغناء الخليجي فأعطاه حصة من أعماله القديمة والحديثة. وهو ممثل بارع أثبت جدارة لا تقل أهمية عن الغناء. خلال زيارة لبيروت بحثاً عن جديد إلتقته "الحياة": في ألبومك الجديد تخوض مجال التلحين... - سجلت أخيراً ألبوماً جديداً يحتوي على ثمانِ أغان منوعة من اللون الخليجي من كلمات وألحان الفنان التونسي حكيم بن مجاهد عنوانها "يفتح الله". أما الأغاني الاخرى فهي من ألحاني... اما الكلمات فلإحسان الشلبي وحامد التيزاني وهناك بعض الأغاني التي كتبتها بنفسي، مع العلم بأنني لست شاعراً، لكن من وقت لأخر أكتب بعض الخواطر. عنوان الألبوم "أنت الكل"، وهي أغنية صورتها فيديو كليب في تونس من إخراج طارق المصراتي، وهناك أغنية ثانية في الألبوم إسمها "بصراحة تعجبني"، صورتها فيديو كليب أيضاً وأخذت مشاهده من أول مسلسل مثلته. عندما تلحن لنفسك في الألبوم الواحد سبع أغان ألا تخاف من الرتابة والتكرار ؟ - لا ليس هناك تكرار، قد توجد فيها الروح اللحنية نفسها، فقد لحنت لنفسي في معظم البوماتي الماضية وأعطيت لكل أغنية روحاً جديدة. هل تحتكر الحانك لنفسك أم أعطيت ألحاناً لغيرك ؟ - أعطيت الكثير من الألحان للمطربين المصريين علي الحجار وإيهاب توفيق، كما تعاملت مع مطربين تونسيين من الشباب. أنا ضد الإحتكار مهما كان توجهه، فأنا فنان وأحب أن أزهر موهبتي وأقدمها الى من يحتاجها ولا أحتكر لحناً أجهزه لغيري حتى لو أعجبني. سأظل مطرباً جمعت بين الغناء والتمثيل، في أي المجالين تجد نفسك أكثر ؟ - أنا مطرب أساساً... وسأظل مطرباً، نفذت فكرة التمثيل لأنني أحبه... لكن بدرجة أقل من الغناء. وكانت أول تجربة لي في التمثيل في مسلسل "سباعية أمال" للمخرج سالم بن عمر. وهو يحكي قصة مطرب يشق طريقه في الفن ويواجه بعض الصعوبات ويتخلل المسلسل قصة حب جميلة، ولم يتجاوز المسلسل السبع حلقات. كيف تنظر إلى مسيرتك الفنية التي بلغ عمرها 15 عاماً ؟ - الحمد لله أصبح لي جمهوري الكبير في تونس والمغرب العربي، أما في العالم العربي فأقول بكل صدق إن مشاركتي في دار الأوبرا لثلاث سنوات متتالية عرّفت بعض الجمهور العربي الي جيداً، وأيضا عندما حصلت على الميكروفون الذهبي في بيروت عام 1999 إضافة الى المهرجانات التي شاركت بها في عدد من الدول العربية، عندها بدأ إسم محمد الجبالي يلمع في هذه الدول وأسعى جاهداً الى تحقيق النجاح فيها. ولا أستطيع التحدث عن نجاحات كبيرة في الوقت الحاضر في الدول العربية ما لم تتوافر المناسبات والفرص التي توافرت للذين أصبحوا نجوماً. لماذا لا تشهد الأغنية التونسية شهرة مشابهة لتجارب الاقطار الأخرى؟ - السبب الأول والأخير يعود الى شركات الإنتاج. فالأغنية التونسية موجودة والشعراء والملحنون التونسيون موجودون، وفي تونس أصوات جميلة جداً، ولكن للأسف الذي ينقصنا هو شركات الإنتاج، وأضيف إليها وسائل الإعلام التي من خلالها تستطيع الأغنية التونسية الوصول الى كل الوطن العربي. من هي الأصوات القادرة برأيك على تحقيق انتشار الأغنية التونسية ؟ - هناك الكثير من الأصوات القادرة على إخراج الأغنية التونسية الى العالم العربي، في الماضي كان في تونس المرحومة المطربة عليا التونسية وكان صوتها رائعاً، لكن للأسف لم يكن يوجد في ذلك الوقت محطات فضائية لكي يخرج صوتها الى الدول العربية، فنحن لدينا أصوات جميلة موجودة في الساحة الغنائية يستطيعون حمل لواء الأغنية التونسية وإيصالها الى الدول العربية مثل ذكرى محمد ولطيفة وصابر الرباعي ومليحة التونسية ولطفي بوشناق وغيرهم.... توجهت في بداياتك الى المدرسة المصرية... فهل تعتقد ان هذه المدرسة أهم من المدارس الأخرى ؟ - لا نقول الأهم، لكنها من المحطات المهمة، وأنا كفنان يهمني أن أكون في لبنان ومصر والخليج والمغرب العربي من أجل الإنتشار. هناك من يعتقد بأن مستوى الموسيقى في تراجع بسبب غياب المبدعين فما هو رأيك ؟ - لا أحد ينكر أن هناك بعض التراجع في مستوى الموسيقى وبعض الغناء الجيد، وصار توجه بعض شركات الإنتاج تجارياً، فلا تهتم بالأغنية مثل اهتمامها بالربح والخسارة المادية، كما أن بعض المطربين يجارون موسيقى العصر من ناحية الإيقاعات ما أثر في مستوى الأغنية في شكل عام. ما رأيك في الأغنية الخليجية التي أضفتها الى أعمالك؟ - أنا أسمع الأغنية الخليجية منذ عام 1986، وقد أغرمت بها من حينها عبر أغاني طلال المداح ومحمد عبده وعبدالله الرويشد ونبيل شعيل، وبعدها أدمنت على سماعها، وأعتقد انها دخلت العصر الذهبي وأصبح لها جمهورها الكبير في كل الدول العربية، وحبي لها دفعني لأصدار أغنية أو إثنتين من اللون الخليجي في كل ألبوم.