أكد السودان، أمس، انه يبذل قصارى جهده لانهاء العنف في دارفور في الوقت الذي واصل فيه روبرت زوليك، نائب وزيرة الخارجية الاميركية، الضغط على الخرطوم لتطبيق اتفاق سلام ابرم بينها وبين الجنوب وانهاء انتهاكات دارفور في الغرب وذلك خلال زيارة للبلاد تستمر يومين. وقال علي عثمان محمد طه، النائب الأول للرئيس السوداني، للصحافيين ان الخرطوم تعمل بشكل جاد لوقف العنف، وانها لا تعمل فقط على وقف العنف بل على حسم الصراع من خلال المفاوضات السياسية واعادة الحياة الطبيعية الى دارفور. وأدلى النائب الاول للرئيس السوداني بهذه التصريحات قبل محادثاته مع زوليك. وكثيراً ما ردد طه مثل هذه التصريحات عن دارفور لكن التقارير الواردة من موظفي اغاثة اقليميين تقول ان الخرطوم لم تنجح في حل المشكلة. ووصفت الولاياتالمتحدة عمليات القتل التي شهدها اقليم دارفور بأنها ابادة جماعية وتنفي الخرطوم ذلك. وأحجم طه عن مناقشة الاتهامات خلال لقائه المقتضب مع الصحافيين أمس. وقدم مؤتمر للمانحين تعهدات بمساعدات دولية كبيرة فاقت ما طمح اليه السودان. وسافر زوليك من العاصمة الاردنية عمان أمس الخميس، قاصداً الخرطوم حيث التقى ايضاً مع قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان السابقة الذين وقعوا في كانون الثاني يناير الماضي اتفاق سلام مع الحكومة السودانية لانهاء عقدين من الحرب في جنوب البلاد. ويسافر زوليك اليوم الجمعة الى رومبك لاجراء محادثات مع جون قرنق زعيم الحركة الشعبية، ثم يزور بعد ذلك معسكر الفاشر حيث يقيم آلاف من السكان النازحين في دارفور. وتهدف رحلة زوليك الى السودان الى الحفاظ على قوة الدفع التي تحققت بعدما فاقت تعهدات المانحين ما طلبه السودان من مساعدات ووعدوا بتقديم 4.5 بليون دولار في مؤتمر دولي عقد في العاصمة النروجية اوسلو لمساعدة الجنوب على التعافي من أطول حرب أهلية تشهدها القارة السوداء. ووعدت الولاياتالمتحدة بالنصيب الأكبر من المساعدات، وبلغ 1.7 بليون دولار. وخلال اجتماع اوسلو حذر نائب وزيرة الخارجية الاميركية الخرطوم من ان تقديم المساعدات مشروط بوقف الانتهاكات في دارفور في غرب السودان. وأثلج قرار الرئيس جورج بوش ايفاد زوليك في جولة ذات صلة بالسودان، قلوب البعض الذين خشوا من ان يتراجع اهتمام السياسة الاميركية بالقضية. وبموجب اتفاق سلام الجنوب الذي أبرم في كانون الثاني تشكل الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"حكومة ائتلافية وتعملان على تفكيك مركزية السلطة وتقتسمان عائدات النفط وتشكلان وحدات عسكرية مشتركة. لكن تنفيذ الاتفاق تخلف عن الجدول الزمني. وسيضغط زوليك على القادة السودانيين لتسريع خطى التنفيذ. وتسبب النزاع بين الحكومة والجنوبيين في أغنى منطقة بالنفط في البلاد، بمقتل حوالى 1.5 مليون شخص ونزوح اكثر من اربعة ملايين سوداني. وقتل بين مئتي و300 الف شخص منذ شباط فبراير 2003 في دارفور، اثر مواجهات بين حركتين متمردتين والقوات الحكومية او الميليشيات المحلية التي جندتها الخرطوم والمتهمة بانتهاكات واسعة لحقوق الانسان. محاولة الانقلاب في غضون ذلك، قال محمد فريد النائب العام في السودان، ان محكمة قضت بالسجن على 23، غالبيتهم أفراد في الجيش، لمدد تراوحت بين خمسة أعوام و15 عاماً لمحاولتهم القيام بانقلاب. وقال فريد ل"رويترز"ان المحكمة أصدرت احكاماً بالسجن على 23 شخصاً وان ثلثي المدانين اعضاء في حزب المؤتمر الشعبي المعارض الذي يتزعمه حسن الترابي. وذكر ان من بينهم رجل شرطة واثنين متقاعدين من مسؤولي الشرطة والأمن وان الباقين من الجيش. وأدين المتهمون بانتهاك الدستور وشن حرب على الدولة، وهي تهم يمكن ان تصل عقوبتها القصوى الى الاعدام. ولا يزال الترابي مسجوناً بموجب قانون الطوارئ، ولم توجه اليه السلطات أي اتهام. وكان اعتقل عقب محاولة انقلاب جرت في اذار مارس عام 2004. وقال مسؤولون ان الترابي كان له صلة بمحاولة انقلاب مماثلة في ايلول سبتمبر 2004.