اتفق النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه وزعيم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"جون قرنق خلال لقاء جمعهما في بروكسيل أمس، على تسريع خطوات تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد والذي وقعاه قبل نحو شهرين، فيما تعهد طه باتخاذ"قرارات واجراءات شجاعة"لانهاء العنف في اقليم دارفور المضطرب في غرب البلاد. وأقر طه وقرنق، في لقاء على هامش مؤتمر الفيديرالية الذي أنهى أعماله أمس في بروكسيل، ازالة العقبات التي أبطأت تنفيذ المرحلة الأولى من اتفاق السلام والتي تسبق الفترة الانتقالية التي تستمر ستة أعوام وتأخير الجدول الزمني المتفق عليه. واتفق الجانبان على الاسراع في تشكيل لجنة صوغ الدستور الانتقالي، واشراك القوى السياسية في اللجنة بعد تحفظ المعارضة عن تمثيلها بنسبة 14 في المئة وتمسك طرفي الاتفاق ب80 في المئة. وأبلغ قرنق طه أن حركته قررت ارسال وفود الى الخرطوم وست مدن أخرى برئاسة مسؤول العلاقات الخارجية نيال دينغ لاجراء حوار مع الحكومة والقوى السياسية في شأن اتفاق السلام وتعزيزه. الى ذلك، أجرى طه محادثات منفصلة مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا والمفوض الأوروبي للمساعدات الإنسانية والتنمية لوي ميشال، تناولت تنفيذ اتفاق السلام في جنوب السودان وتطورات الأوضاع الأمنية والإنسانية في دارفور. وقالت كريستينا جاياك، الناطقة باسم سولانا، إن المسؤول الأوروبي أبلغ طه قلق الاتحاد ازاء الأوضاع في دارفور وعدم رضاه عن موقف الخرطوم في محاكمة المتهمين في ارتكاب جرائم حرب في الاقليم. وأضافت جاياك ان الاتحاد الأوروبي سيواصل مشاوراته في مجلس الأمن من أجل التوصل الى قرار في شأن توصيات لجنة دولية حققت في انتهاكات دارفور طالما أن السلطات السودانية لم تتخذ أي اجراءات فعالة لضمان الشفافية في محاكمة المتهمين. لكن السفير السوداني في بروكسيل علي يوسف أوضح أن طه تعهد، أمام مسؤولي الاتحاد الأوروبي، اتخاذ قرارات واجراءات شجاعة لانهاء العنف في دارفور، وبذل جهود لاستئناف المحادثات مع المتمردين من دون شروط مسبقة وتنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد حسب الجداول الزمنية المتفق عليها بين طرفي الاتفاق. وذكر يوسف أن مسؤولي الاتحاد الأوروبي طالبوا الحكومة بالوفاء بتعهداتها تجاه تنفيذ بنود اتفاق السلام ومعالجة الأوضاع الأمنية والإنسانية والتسوية السياسية في دارفور، موضحاً أن الاتحاد الأوروبي تعهد توجيه رسالة قوية الى المتمردين تهدف الى حملهم على العودة الى طاولة المفاوضات وحل الأزمة في الاقليم. وفي السياق ذاته، ذكر مكتب مبعوث الأممالمتحدة الى السودان يان برونك في الخرطوم أمس ان الأمين العام للمنظمة الدولية كوفي أنان سيجري مشاورات مع أعضاء مجلس الأمن غداً في شأن الخيارات المتاحة من أجل وضع حد للانتهاكات والعنف في دارفور.