دعا الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان أمس الاثنين الأطراف الدولية المانحة الى دعم مسار السلام الهش في جنوب السودان، مذكّراً بضرورة مساعدة سكان منطقة دارفور. وأعلن أنان في أوسلو في اليوم الأول من مؤتمر الجهات المانحة، ان"السودانيين يتطلعون الى مياه نظيفة وشيء من الغذاء لعائلاتهم ومدارس لاطفالهم ونظام صحي مقبول وآفاق تنمية". وأضاف:"انهم يستحقون هذا السلام ويجب علينا ألا نتركهم مهمشين". وبدأ نحو ستين وفداً أمس اجتماعات في أوسلو للمساعدة على اعادة اعمار جنوب السودان في سياق اتفاق السلام المبرم في كانون الثاني يناير بعد 21 سنة من حرب أهلية بين قوات الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان". والأسرة الدولية مدعوة الى تقديم 2.6 بليون دولار من ال7.8 بليون دولار التي يحتاج اليها السودان قبل نهاية 2007، على ان يمول السودان بنفسه البقية. وسيكون مصدر غالبية التمويل من انتاج السودان من النفط الذي يبلغ 320 ألف برميل يومياً. واستناداً الى صحيفة"واشنطن تايمز"فإن الولاياتالمتحدة ستتعهد تقديم حوالى 1.8 بليون دولار. كما يتوقع ان تقدم النروج 250 مليون دولار واليابان مئة مليون دولار. وربما يقدم البنك الدولي مبلغاً أولياً من 50 مليون دولار اضافة الى 150 مليون دولار أخرى"شرط تسوية متأخرات السداد القائمة". وأكدت ناطقة باسم وزارة الخارجية اليابانية أمس ان طوكيو ستدفع مساعدة مالية تبلغ مئة مليون دولار للمساعدة على اعادة اعمار جنوب السودان. وأكد انان في مؤتمر أوسلو أمس ان السخاء الدولي هو مفتاح تعزيز السلم بعد حرب أوقعت ما لا يقل عن 1.5 مليون قتيل ونزوح أربعة ملايين شخص. وأوضح انه"لتخطي العراقيل العديدة التي تنتظر السودان لا بد للأطراف ان تبدي التزاماً صادقاً وشاملاً وكذلك دعماً متواصلاً من الأسرة الدولية على الصعيد السياسي والمعنوي والمالي". وذكر أن خلال الثلاثين سنة الماضية وبسبب عدم توفير هذه الظروف عاد اكثر من نصف النزاعات الى الاندلاع مجدداً خلال السنوات الخمس التي تلت ابرام اتفاقات سلام. وبعدما تحدث عن"شبح دارفور"حيث تدور حرب اهلية منذ سنتين، ذكر أنان ان"الوضع ما زال خطيراً جداً بعنفه المتواصل ضد المدنيين وهجماته على العاملين في المنظمات الانسانية". وقال:"يجب الا يصبح دارفور مرادفاً للتردد في تقديم الدعم او تقليصه لإعادة اعمار السودان". ومضى يقول ان مزاعم عن ارتكاب جرائم ضد حقوق الانسان في دارفور والتي أحالتها الاممالمتحدة على المحكمة الجنائية الدولية"لا تستهدف الشعب ولا حكومته ولا الاسلام كما لمح البعض". وكان أنان قدّم في الاسبوع الماضي قائمة لم يُعلن عنها الى المحكمة الجنائية الدولية عن 51 متهماً بارتكاب فظائع في دارفور، حيث تصف واشنطن ما يجري هناك بأنه ابادة جماعية. وقال علي عثمان محمد طه، النائب الأول للرئيس السوداني عمر حسن البشير، في وقت متقدم الأحد، أنه يتعين على الجهات المانحة ألا تحجم عن تقديم المعونات بسبب الصراع في دارفور. ورفض الاجابة عن سؤال متعلق بالمحكمة الجنائية الدولية. وقال طه:"السودان في حاجة الى المساعدة. وعندما يجد سكان دارفور أن مكافأة السلام هي التأييد والتشجيع من المجتمع الدولي أعتقد أنه سيكون حافزاً مهماً للغاية كي يسود السلام في دارفور". واضافة الى مبلغ ال2.6 بليون دولار، دعا نائب الرئيس السوداني الى شطب ديون بلاده ورفع العقوبات التجارية. وقال ان"السلام ترافقه تحديات عدة: الغاء حال التعبئة ونزع السلاح وعودة اللاجئين والنازحين". وقال مسؤول أميركي كبير ان واشنطن وجهات مانحة أخرى ستتعهد تقديم مساعدة ضخمة جديدة لاعادة بناء جنوب السودان، لكنه أضاف أن اي تدهور في الصراع في دارفور قد يعوق ارسال المعونات. وسيحضر روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الاميركية محادثات أوسلو اليوم الثلثاء. وأكدت د ب أ وزيرة التنمية والمساعدات الألمانية هايدي ماري فيتشروك-تسويل أمس في برلين، بمناسبة مؤتمر المانحين للسودان في أوسلو، أن الحكومة الألمانية لن تقدم الى حكومة الخرطوم أي مساعدات مالية في الوقت الحالي. وذكرت أن ألمانيا تنوي منح السودان مبلغ 26 مليون يورو، لكنه سيقدم من خلال منظمات غير حكومية وصندوق الدول المانحة التابع للبنك الدولي.