سجلت امس، مواقف من الحكومة العتيدة التي كانت الاتصالات واللقاءات متواصلة لتشكيلها، كما سجلت ملاحظات على التأخير الحاصل في تشكيلها وعلى القانون الانتخابي الذي سيُعتمد. وتلقى رئيس الحكومة المكلف عمر كرامي اتصالاً هاتفياً من مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني، هنأه فيه بعودته من الفاتيكان، وتمنى له التوفيق في تشكيل حكومة"تعكس ارتياحاً لدى اللبنانيين جميعاً". وكان كرامي عرض التطورات مع وزير الثقافة في الحكومة المستقيلة ناجي البستاني الذي قال:"تفاءلوا بالخير تجدوه وان شاء الله اليوم تحل الامور"، واصفاً الاجواء بين الرؤساء الثلاثة ب"ايجابية جداً، بمن فيهم الوزير سليمان فرنجية الذي كان دائماً ايجابياً في سبيل كل ما يؤمن المصلحة العامة للوطن". وعن قانون الانتخاب قال:"انا مع النسبية على صعيد نصف المحافظة او المحافظة او اي تقسيم اداري، وتبين اليوم ان الاكثرية في البلد هي مع النسبية، وان موقف الرئيس لحود قد يكون مع القضاء، ولكن في النتيجة القرار من الوجهة الدستورية يعود لمجلس النواب الذي هو سيد نفسه، مع احترامنا الكلي لجميع المقامات والسلطات". والتقى المفتي قباني النائب نجيب ميقاتي الذي قال:"عبرت لسماحته عن القلق العميق الذي أشعر به حيال التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة الجديدة، والخفة التي نشهدها في بت هذا الملف الاساسي، تحت اعذار وشعارات غير منطقية. فالمطلوب، في رأيي ان يصار الى تشكيل حكومة مصغرة تكون مهمتها بت المسائل الملحة والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة، لأن هذا الاستحقاق هو وحده الكفيل باطلاق مرحلة جديدة من العمل السياسي في لبنان، اما التلهي بمفاوضات لتشكيل حكومة فضفاضة وكأننا في ظروف عادية ومن دون مواكبة التطورات الحاصلة، فهو أمر مستغرب، ويعزز اكثر فأكثر حال القلق عند اللبنانيين". وقال انه"من مؤيدي اعتماد النسبية في الانتخابات واقترحت في السابق مشروعاً انتخابياً وتقدمت به الى وزارة الداخلية يقضي بالدمج بين الأكثري والنسبي. اما اذا كان هذا الموضوع يطرح حالياً من باب الكيدية السياسية فانني اتحفظ عليه واعتبر ان الأولوية هي للاتفاق على مشروع يرضي الغالبية لاجراء الانتخابات النيابية". وعرض رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع الأمين العام السابق للحزب الشيوعي اللبناني جورج حاوي موضوع الانتخابات، وطرح حاوي اقتراح قانون يعتمد صيغة مركبة على أساس لبنان دائرة واحدة مع النسبية، وعلى اساس القضاء. من جهته، رأى عضو"لقاء قرنة شهوان"النائب فارس سعيد"ان المعارضة قادرة على معالجة كل التباينات والاختلافات في المواقف والآراء، وهذا ما يلتقي عليه الجميع حتى رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط". ورأى ان لبنان لن ينتقل"من مرحلة لبنان المسيطر عليه من قبل سورية الى مرحلة لبنان السيد الحر المستقل الا عبر انتخابات، ونتهم السلطة بأنها تريد اطاحة الانتخابات، وأي تأخير في موعد الانتخابات يزيد الانقسامات والتباين في وجهات النظر". واعتبر أمين سر"حركة اليسار الديموقراطي"الياس عطاالله"ان ما يجرى من تعقيدات على الساحة السياسية اليوم يعود الى موضوع الانتخابات النيابية والمشاريع التي تطرح من جانب الحكومة، وهناك حسابات مضمرة اعادت مواقف الاطراف وأعادت الحسابات، وفي خلفية هذه الصورة لا تزال المسألة الرئيسية والتي يجرى طمسها، محاولة تأجيل الانتخابات النيابية والتمديد للمجلس الحالي". وحذر عطاالله من"استفادة الموالاة من بعض المناخات الملتبسة غير الواضحة في اطار المعارضة للعب على الاحتمال الاصلي والدفع بالمهل الانتخابية الى نقطة التجاوز". ورأى انه"لا يمتلك أي طرف من المعارضة ان يجري حسابات خارج حدود البرنامج العام لانتفاضة الاستقلال"، داعياً الاطراف"ان تكون أمينة لهذا البرنامج مع الحق بطرح الهواجس والاستهدافات لبعض التيارات السياسية على هذه الطاولة، لأننا قادرون على إيجاد القواسم المشتركة كما فعلنا سابقاً". وسأل نجل رئيس المجلس النيابي الاسبق احمد كامل الاسعد بعد زيارته العلامة السيد محمد حسين فضل الله عن سبب تشكيل حكومة موسعة، وقال:"أليس دورها الاشراف على الانتخابات النيابية المقبلة، ألا يكفي عدد بسيط لذلك، أم ان عرقلة الانتخابات هي الفكرة؟ ولماذا انتظرتم كل هذا الوقت لتشكيل الحكومة؟ ألم يكن في وسعكم تشكيلها منذ ثلاثة اسابيع؟". وشدد على ان الجنوب سيكون جزءاً اساسياً من وقفة العز التي وقفها الشعب اللبناني.