قال رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع ابو علاء ان"قضية عالقة"في ما يتعلق بالوجود الاسرائيلي في معبر رفح البري الفاصل بين قطاع غزة ومصر، سيبحثها مدير الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان في تل ابيب عندما ينتقل اليها غداً الاربعاء. ولم يبد قريع تشاؤماً حيال التوصل الى اتفاق ينهي الأزمة الراهنة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في شأن الوجود الاسرائيلي في معبر رفح. وقال رداً على سؤال ل"الحياة":"هناك قضية محددة، لا أريد أن أتحدث بها في المعبر، هي قيد البحث، وسليمان سيبحثها خلال زيارته لاسرائيل". وأضاف:"لا أقول أن هناك مخاطر جدية من عدم التوصل الى تفاهم، المعبر يجب أن يكون معبراً فلسطينياً - مصرياً، هذه هي القضية التي في طور البحث النهائي". وعبر قريع خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الرئاسة في"المنتدى"في أعقاب لقاء جمع الرئيس محمود عباس وسليمان في مدينة غزة أمس، عن أمله بأن تنتهي قضية المعبر بشكل تام، مشيراً الى وجود"جهود مصرية ودولية"لانهائها. وأشار الى انه"يوجد هناك تفاهم عام لم تتم صياغته بشكل نهائي"حول هذه القضية. وفي السياق ذاته، سمحت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس للمرة الاولى منذ اندلاع انتفاضة الاقصى قبل نحو خمس سنوات، لعشرة ضباط فلسطينيين بالعودة الى عملهم داخل معبر رفح من أصل 250 ضابطاً وموظفاً في السابق. ويعتبر هذا مؤشراً الى تراجع اسرائيلي في شأن مسألة نقل المعبر من مكانه الحالي على الحدود الفلسطينية مع مصر جنوب شرقي مدينة رفح، الى مكان عند ملتقى حدود قطاع غزة مع مصر واسرائيل. ورداً على سؤال آخر، أكد قريع رفض السلطة لحكومة في قطاع غزة، قائلاً:"نحن لا نقبل حكومة في غزة، نحن لدينا حكومة للضفة والقطاع، ولا نقبل دولة موقتة الحدود على الاطلاق، ونتطلع بعد اتمام عملية الانسحاب من القطاع الى ان تستكمل قوات الاحتلال خطوات الانسحاب من الضفة لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة في الضفة والقطاع وفق الرؤية التي ذكرها الرئيس الاميركي جورج بوش، والتي تضمنتها خطة خريطة الطريق". وعلى صعيد قضية التهدئة، أكد قريع ان"التهدئة قائمة والجميع ملتزمون بها"، مشيراً الى ان"حركة الجهاد الاسلامي"أكدت أمس التزامها التام بالتهدئة. وعبر قريع عن خشيته وخشية الجانب المصري من السياسات الاسرائيلية المتمثلة في التوسع الاستيطاني وجدار الفصل العنصري وضم مدينة القدس. ونفى قريع أن تكون هناك وصاية مصرية على القضية الفلسطينية، معتبراً أن"بيننا وبين مصر علاقات متميزة وليس وصاية". وفي وقت لاحق، التقى قريع مع سليمان وبحثا في جملة من القضايا السياسية وآخر التطورات المتعلقة بالانسحاب الاسرائيلي الاحادي الجانب من قطاع غزة بعد نحو اسبوع على اخلاء آخر مستوطن يهودي من مستوطنات القطاع وقبل حوالي اسبوعين من سحب آخر جندي اسرائيلي من القطاع. كما التقى سليمان فصائل المقاومة الفلسطينية. وتناول اللقاء مسألة التهدئة التي أعلنتها الفصائل الفلسطينية قبل نحو ستة أشهر في اعلان القاهرة، كذلك بعض القضايا المتعلقة بالانسحاب الاسرائيلي من القطاع والاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني والشراكة السياسية للفصائل والسلطة، وبحث سبل تنفيذ ما اتفق عليه في اعلان القاهرة. وكان سليمان وصل الى قطاع غزة ظهر أمس من القاهرة عبر معبر رفح الحدودي، وكان في استقباله في قصر الضيافة في مدينة غزة نائب رئيس الوزراء وزير الاعلام الدكتور نبيل شعث والامين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم قبل أن ينتقل الى مقر الرئاسة"المنتدى". وعقد الرئيس عباس لقاء مع سليمان حضره نائب الأخير، اللواء مصطفى البحيري، ومسؤول ملف فلسطين في الاستخبارات المصرية اللواء محمد ابراهيم، وعن الجانب الفلسطيني مستشار الأمن القومي العميد جبريل الرجوب، والطيب عبدالرحيم، ووزير الداخلية والامن الوطني اللواء نصر يوسف، وعدد من المسؤولين. كما التقى عباس وقريع كل على حدة، منسق السياسات الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا، وبحثا معه في سبل دعم عملية السلام والدعم الاوروبي في هذا المجال، وآخر التطورات المتعلقة بالانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة والمفاوضات مع اسرائيل.