اتفقت الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي على مقاربة مشتركة إزاء البرنامج النووي الإيراني، اذ تعلن واشنطن التزامها بتقديم حوافز اقتصادية في حين تهدد أوروبا بإحالة الملف على مجلس الأمن الدولي في حال فشلت المفاوضات. وكان من المفترض أن تعلن ذلك أمس، وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس بعدما توصل مساعدها روبرت زوليك اول من امس، إلى وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق خلال لقاء مع مسؤولين بريطانيين وفرنسيين وألمان، وفقاً لما ذكرت صحيفة"واشنطن بوست". وأوضح مسؤول أميركي كبير لصحيفة"نيويورك تايمز":"ندعم ما يقوم به الأوروبيون لكن تعين علينا أن نجد طريقة لإثبات ذلك"، مضيفاً:"إنها طريقة نقول بها بوضوح إننا ننضم إلى الأوروبيين لإعطاء إيران مبررات إيجابية للتخلي عن برنامجها"النووي. وشدّدت هذه الصحيفة على أن الحوافز الأميركية دعم انضمام إيران إلى منظمة التجارة العالمية وبيع شركات طيران إيرانية قطع غيار ستنفذ فقط إذا وافقت إيران على وضع حد نهائي لتخصيب اليورانيوم. وأكد مسؤولون أميركيون كبار لم يكشف عن هوياتهم للصحيفتين أن الولاياتالمتحدة لا تعتزم الانضمام إلى المفاوضات مع إيران، تاركة ذلك للأوروبيين. تلويح أوروبي من جهتها، أبلغت بريطانيا وفرنسا وألمانيا شركاءها في الاتحاد الأوروبي بأنها ستؤيد إحالة إيران إلى مجلس الأمن إذا استأنفت تخصيب اليورانيوم أو انتهكت تعهداتها النووية، وذلك في رسالة بعثتها الدول الثلاث إلى لوكسمبورغ، الرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي. وقالت الرسالة ان"إحراز تقدم لا يسير بالسرعة التي نريدها"في المفاوضات. وأضافت انه إذا واصلت إيران تعليق كل الأنشطة المتعلقة بعمليات التخصيب وإعادة المعالجة وتعاونت بالكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإنها تعتقد بأن القضية يمكن أن تحل بواسطة الوكالة. ولفتت الرسالة إلى أن"إذا لم تفعل إيران ذلك على رغم كل جهودنا، فانه مثلما كان متضمناً في الاتفاقيات التي توصلنا إليها مع إيران، ومثلما هو مفهوم جيداً لدى جميع الأطراف المعنية، فإنه لن يكون أمامنا خيار آخر غير إحالة البرنامج النووي لإيران إلى مجلس الأمن الدولي". وتسعى باريس ولندن وبرلين منذ كانون الأول ديسمبر إلى إقناع إيران بتقديم"ضمانات موضوعية"تثبت أنها لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي في مقابل تعاون نووي وتكنولوجي وتجاري وحوار سياسي وأمني. وتجرى حالياً مفاوضات في جنيف بسرية تامة، فيما يتوقع إجراء جولة أخرى من المفاوضات في نهاية آذار مارس هي الخامسة منذ كانون الأول ديسمبر، لاستعراض النتائج على مستوى سياسي أعلى. تجديد العقوبات بالتزامن مع ذلك، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جورج بوش جدد العقوبات المفروضة على إيران والتي تمنع خصوصاً الرعايا الأميركيين من عقد صفقات نفطية مع طهران. وفي مرسوم رئاسي صدر في إطار زيارة إلى مونتغومري في ولاية ألاباما الجنوبية، تحدث بوش عن"تهديدات غير مألوفة واستثنائية"تطرحها طهران. ومن بين تلك التهديدات، أورد المرسوم"دعم الإرهاب الدولي والجهود المبذولة لنسف عملية السلام في الشرق الأوسط وامتلاك أسلحة دمار شامل ووسائل استخدامها". الرد الإيراني في موازاة ذلك، قال حسن روحاني كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، إن بلاده تريد حل مواجهتها النووية مع الغرب من دون التورط في صراع عسكري. لكن روحاني قال مجدداً إن إيران لن تستسلم لمطالب واشنطن والاتحاد الأوروبي بأن تلغي أجزاء من برنامجها النووي مثل تخصيب اليورانيوم يمكن أن تستخدم في صنع قنابل نووية. وقال:"لا يمكن التفاوض على التكنولوجيا النووية وفترة التعليق قصيرة. لكنني اعتقد بأننا نحتاج إلى التحلي بالصبر داخل البلاد". وأضاف"غالبية أفراد شعبنا يريدون الاحتفاظ بالتكنولوجيا النووية والتوصل الى حل من طريق المفاوضات". روسيا وفي موسكو، ذكرت وكالة أنباء انترفاكس الروسية أن مصنعا كيميائيا روسيا في جنوب غرب سيبيريا مستعد لتسليم الوقود النووي إلى مفاعل بوشهر الإيراني الذي تبنيه روسيا على رغم احتجاجات الولاياتالمتحدة. وقال مدير المصنع فلاديمير رازين في تصريح صحافي ان"الوقود قد انتج وخزن في المصنع تمهيدا لتسليمه عند الطلب"، موضحا ان مزيجا من 168 وقودا سيكون ضروريا لتشغيل المفاعل.