بعد أربعة أيام من المفاوضات الصعبة، توصلت القوى الكبرى وطهران الى أول اتفاق تاريخي لاحتواء البرنامج النووي الايراني ليل السبت الأحد في جنيف يحمل أملاً بالخروج من أزمة مستمرة منذ أكثر من عشر سنوات. والاتفاق الذي يوقف أكثر أنشطة إيران النووية حساسية عبارة عن حزمة خطوات لبناء الثقة من أجل تخفيف عقود من التوتر والمواجهة وابعاد شبح اندلاع حرب في الشرق الأوسط بسبب طموحات طهران النووية. وكان المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون مايكل مان أول من أعلن عن الاتفاق وذلك في تدوينة على موقع تويتر كتب فيها "توصلنا الى اتفاق"، ثم تبعه وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف عبر تويتر أيضاً حيث كتب "توصلنا الى اتفاق". وأعلن كبير المفاوضين الايرانيين في الملف النووي عباس عراقجي ان الاتفاق يلحظ "اعترافاً" ب"برنامج التخصيب" النووي الايراني. وكتب عراقجي على موقع تويتر "تم الاعتراف ببرنامجنا للتخصيب" إلاّ أنه لم يعط تفاصيل عما اذا كان هذا "الاعتراف" مدرجاً في بنود الاتفاق. ولكن برزت على الفور خلافات بين طهرانوالولاياتالمتحدة حول مسألة تخصيب اليورانيوم، حيث أكدت واشنطن أن الاتفاق لا يتضمن إشارة إلى حق إيران في تخصيب اليورانيوم فيما تؤكد طهران العكس. وبعد عدة ساعات من تعرقل المفاوضات بسبب "حق" ايران في تخصيب اليورانيوم، تم أخيراً الإعلان عن اتفاق. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني اليوم إن الاتفاق "يعترف بحقوق إيران النووية" بالسماح لها بمواصلة تخصيب اليورانيوم مضيفا أن أنشطة التخصيب الإيرانية ستستمر كما كانت من قبل. إلا أن إسرائيل نددت بالاتفاق بوصفه "صفقة سيئة" وقالت إنها لن تكون ملزمة به. وقالت كاثرين أشتون مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي التي كانت تنسسق المحادثات مع إيران نيابة عن القوى الكبرى إن الاتفاق يوفر الوقت والمجال للتوصل لحل شامل للمسألة النووية الإيرانية. وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في مؤتمر صحافي "هذه خطوة أولى فقط... نحن بحاجة إلى البدء في التحرك في اتجاه بناء الثقة." وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه إذا لم تف إيران بالتزاماتها خلال ستة أشهر فإن الولاياتالمتحدة ستوقف تخفيف العقوبات و"تصعد الضغط". وفي ما يلي أبرز النقاط في الاتفاق الذي ابرم السبت بين طهران ومجموعة الدول الست (الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين الى جانب المانيا) بحسب البيت الابيض: يخفف الاتفاق بعض العقوبات التي فرضت هذه الدول للضغط على إيران لكي توقف برنامجها النووي الذي تشتبه واشنطن وحلفاؤها بأنه يخفي شقاً عسكرياً رغم نفي طهران المتكرر لذلك، وذلك مقابل قيام ايران بالحد من انشطة برنامجها النووي وفتحه أمام عملية تفتيش دولية اوسع لمدة ستة اشهر فيما يجري التفاوض على "حل كامل". ولكن مقابل تأكيد إيران على أنه تم "الاعتراف" بحقها في تخصيب اليورانيوم، أكد البيت الأبيض أن الاتفاق "لا يعترف بحق التخصيب" من قبل ايران. وبحسب الرئاسة الأميركية فإن إيران: قبلت وقف كل أنشطة تخصيب اليورانيوم "بنسب تفوق 5% وتفكيك العملية التقنية اللازمة للتخصيب بنسب تفوق 5%". تعهدت بالتخلص من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة حوالي 20% من خلال تذويبه. تعهدت بعدم بناء أجهزة طرد مركزي جديدة لتخصيب اليورانيوم ووقف التقدم نحو تشغيل مفاعل في مصنع أراك (النووي) الذي يمكن أن ينتج البلوتونيوم. قبلت بألاّ تبني مصنعاً قادراً على استخراج البلوتونيوم من الوقود المستخدم. قبلت بأن تسمح بوصول خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشكل يومي إلى مواقعها وأن تعلن معطيات عن كيفية عمل مفاعل أراك. في المقابل تعلن الدول الست: موافقتها على تخفيف العقوبات بشكل "محدود وموقت ومحدد الأهداف ويمكن أن يتم الغاؤه" وتصل قيمته الى حوالى سبعة بلايين دولار. تلتزم بعدم فرض عقوبات جديدة خلال فترة الستة اشهر إذا احترمت إيران تعهداتها. تعلق "بعض العقوبات على الذهب والمعادن الثمينة وقطاع السيارات والصادرات البتروكيميائية الايرانية" وتسمح "بعمليات اصلاح وتحقق في ايران لبعض شركات الطيران الايرانية". تقوم بتحويل مبلغ قيمته حوالى 4,2 بليون دولار من مبيعات النفط الايراني الخاضع لعقوبات خلال فترة الستة اشهر. في المقابل، معظم العقوبات التجارية والمالية الأميركية تبقى سارية وكذلك كل العقوبات المفروضة بموجب قرارات مجلس الامن الدولي.