كشفت صحيفة"ذي أوبزرفر"اللندنية أن كبير المسؤولين في وزارة الخارجية البريطانية السير مايكل غاي كان حذر الحكومة من أن الحرب على العراق ستغذي نار التطرف بين المسلمين، خصوصاً الشباب. وأوضحت الصحيفة في وثيقة نشرتها في صفحتها الأولى أن هذا التحذير كان قبل عام كامل من التفجيرات الإرهابية في لندن في 7 تموز يوليو الماضي. وتم تحرير هذه الرسالة في 18 أيار مايو 2004، وفيها ان السياسة البريطانية الخارجية تؤثر في الجالية المسلمة"خصوصاً في إطار عملية السلام في الشرق الأوسط والعراق". ويشير غاي الذي يعتبر كبير الديبلوماسيين في الخارجية، الى أن زملاءه أبرزوا"بعض الأسباب الكامنة للتطرف التي يمكن أن تؤثر في الجالية المسلمة، ومن بينها التمييز". ويحذر من أن تجارب الوزراء والمسؤولين توضح أن السياسة الخارجية، وأثارها السلبية عالمياً، تلعب دوراً مهماً في خلق الانطباع الذي"يثير الغضب والعجز، في أوساط الجيل الشاب من المسلمين البريطانيين". وتضيف الرسالة: ان"مثل هذا الأمر سبب أساسي لتجنيد المنظمات المتطرفة، مثل"حزب التحرير"و"المهاجرون"للعناصر الشابة". ويؤكد وكيل الخارجية أن للوزارة"دوراً حاسماً ومناسباً تلعبه في التشاور مع المسلمين البريطانيين لاقناع الشباب بأن لهم صوتاً مشروعاً وله صدقية". ونشرت"ذي أوبزرفر"فقرات مصورة من رسالة السير مايكل. وأرفقت مع مقالها وثيقة تكشف قلق الخارجية، وفيها أن المسلمين ينظرون الى بريطانيا ك"دولة غازية صليبية تقف الى جانب الولاياتالمتحدة لارتباطها بهذه الغزوة، وهذا يجعلها هدفاً محتملاً مثل أميركا". وتحذر الوثيقة من أن"سخط المسلمين على الغرب أشد من أي وقت مضى"، وأعرب مايكل أوبراين كان وزيراً للدولة في الخارجية عن قلقه لأنه تمت ازالة أي اشارة الى ربط التطرف بالعراق من كل البيانات والافادات الصحافية التي تقدم الى وزارة الدفاع. وتؤكد الوثيقة وجود انقسامات عميقة في الحكومة البريطانية. ورفضت الخارجية التعليق على الرسالة، والتزمت رئاسة الوزراء الصمت. الى ذلك أفادت صحيفة"ذي صنداي تايمز"أمس ان القوات البريطانية تلقت أموالاً اضافية لدفعها الى المقاتلين العراقيين لتحييدهم أو تجنيدهم في أعمال استخباراتية. واضافت ان"هذا التقليد السائد لدفع ما يعرف باسم"أموال البواب"الى الضباط خضع لتحقيق داخلي واسع النطاق بعد المزاعم التي راجت مطلع هذا العام باساءة استخدام مئات الآلاف من الجنيهات الاسترلينية، خلال العمليات السرية للقوات الخاصة في العراق ومناطق أخرى من الشرق الأوسط". وأوضحت الصحيفة انها"حصلت على صورة ضابط بريطاني من القوات الخاصة وهو يبتسم حاملاً ما قيمته 60 ألف جنيه استرليني من الدنانير العراقية وضعها بطريقة أنيقة ضمن أكياس معلقة على صدره". وأشارت الى أن الضابط"أبلغ زملاءه ان الأموال التي يصل حجمها الى 158 مليون دينار عراقي جزء من مبالغ سرية مخبأة في معسكر للجيش البريطاني في البصرة ومخصصة لرشوة العراقيين الذين يشتبه بأنهم يتعاونون مع المتمردين الموالين لزعيم تنظيم"القاعدة"في العراق"أبو مصعب الزرقاوي"وشراء أسلحة من السوق السوداء لمنع وصولها الى المتمردين".