اكدت صحيفة "ذي اوبزرفر" الاسبوعية ان ضباطاً في الاستخبارات البريطانية شاركوا في التحقيق مع معتقلين في سجن ابو غريب غرب بغداد، حتى بعد كشف تقرير وقوع عمليات تعذيب واذلال فيه. وذكرت الصحيفة ان وزارة الدفاع البريطانية اكدت ايضاً ان ثلاثة خبراء تابعين لها كانوا متمركزين داخل المعتقل بين شهري كانون الثاني يناير ونيسان ابريل الماضيين. وجاء ذلك فيما قالت قوات التحالف في العراق ان عناصر من جهاز الاستخبارات الخارجية البريطانية ام اي 6 زاروا المعتقل بانتظام. ويشكل هذا التقرير دليلاً على تورط القوات البريطانية في عمليات التعذيب التي مورست في "ابو غريب" وربما غيره من سجون قوات التحالف في العراق. واعتبرت الصحيفة ان هذه الأسرار الجديدة تهدد بزج الحكومة البريطانية في قلب قضية اساءة قوات التحالف لمعاملة الأسرى العراقيين في سجن أبو غريب. وأصر الناطق على أن عمل هؤلاء الضباط كان يتماشى مع معايير مواثيق جنيف المتعلقة بمعاملة الأسرى وان مسؤولية حراسة الأسرى كانت من اختصاص الولاياتالمتحدة الاميركية وحدها. وأبلغت وزارة الدفاع البريطانية صحيفة "ذي أوبزيرفر" ان وزير الدفاع جيفري هون لم يكن يعلم بأن اميركا تجري تحقيقا في المخالفات التي وقعت في أبو غريب. في تطور آخر، كشفت مصادر حكومية بريطانية ان اميركا تنقل أسرى من افغانستان الى سجن أبو غريب للتحقيق معهم في محاولة لتفادي خضوعهم لاشراف الصليب الأحمر الدولي. وأعرب مسؤولون بريطانيون عن قلقهم وانزعاجهم ازاء هذه التقارير. في الوقت ذاته، ذكرت صحيفة "ذي اندبندنت اون صنداي" ان وزارة الدفاع البريطانية تواجه مزاعم جديدة عن سلوك جنود بريطانيين في البصرة من بينها ثمانية حالات جديدة تتعلق بقتل مدنيين عراقيين عمداً. وقالت ان مقتل المدنيين العراقيين الثمانية الجدد سيضاف الى ملف آخر يتضمن 12 حالة أخرى خاصة بأسرى عراقيين قتلوا على أيدي جنود بريطانيين. وتعرض حالياً دعاوى قضائية أمام المحكمة العليا في لندن في شأن مقتل هؤلاء الأسرى البالغ عددهم 12 . وفي هذا الاطار، ذكرت صحيفة "ذي صنداي تايمز" ان محققين عسكريين بريطانيين من الشرطة الملكية العسكرية أجروا تحريات استمرت عاما كاملا حول هذه الصور. وقال مصدر وثيق الصلة بهذا التحقيق ان ثلاثة جنود من هذه الوحدة العسكرية البريطانية يواجهون اتهامات بارتكاب اعتداءات جنسية بما في ذلك الاغتصاب أو انتهاكات لمواثيق جنيف. وستكون هذه هي أول اتهامات ومحاكمة عسكرية تجري لجنود بريطانيين بتهمة ارتكابهم لجرائم خطيرة في العراق وفقاً لما ذكرته الصحيفة. المتورطون تدربوا على التعذيب! وكانت صحيفة "ذي غارديان" نقلت اول من امس عن ضابط بريطاني سابق ان تقنيات الاستجواب التي تستخدمها القوات الخاصة شائعة الى حد كبير وتنطبق على المعاملة المذلة التي تعرض لها المعتقلون العراقيون بانتظام. ونشرت الصحيفة ان الممارسات الجنسية المذلة في ابو غريب جاءت وفقاً لتدريبات خضعت لها قوات اميركية وبريطانية خاصة في مدينة كنت جنوب غربي انكلترا. وقال هذا الضابط في القوات الخاصة الذي عاد الاسبوع الماضي من العراق ان "حراس السجن يستخدمون تقنيات "ار 21" المعروفة باسم "مقاومة الاستجواب". وكشف للصحيفة أيضاً ان اخصائيي الاستخبارات العسكرية البريطانية والاميركية تدربوا في مركز مشترك للاستجواب في اشفورد في كنت، مشيراً الى ان "كل التجربة كانت مريعة". وتتضمن تقنيات "ار 21" ايضا، حسب الصحيفة، ابقاء سجناء عراة غالبية الوقت كما تظهر صور معتقلين عراقيين في سجن ابو غريب. وتقول الصحيفة ايضا ان تغطية الوجوه والحرمان من النوم وفقدان الحس بالزمن هي بعض الوسائل المستخدمة بحق السجناء الذين لا تهان كرامتهم فقط وانما يحرمون من حاجاتهم الانسانية الاساسية مثل الدفء او الشرب او الطعام. ضغوط المحافظين في غضون ذلك، كثف حزب المحافظين المعارض ضغوطه على رئيس الوزراء البريطاني توني بلير كي يوضح تفاصيل المعلومات التي كان يعرفها عن اساليب تعذيب الاسرى العراقيين وانتهاكات حقوقهم في "أبو غريب" وغيره من المعتقلات، وكذلك توقيت علمه بهذه الممارسات غير المشروعة.