أغلقت لجنة الانتخابات المركزية الفلسطينية باب الترشح للانتخابات التشريعية بعد ظهر أمس في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، بعدما فتحته لست ساعات اضافية تنفيذاً لقرار محكمة مختصة فلسطينية ما أتاح الفرصة أمام حركة"فتح"وفصائل وقوائم أخرى، من بينها حركة"حماس"لاجراء تعديلات على قوائمها. وكان التطور الابرز الذي يعتبر نقطة تحول في تاريخ حركة"فتح"توصل"الحرس القديم"و"الحرس الجديد"في هذه الحركة أمس، بعد اسبوعين من الجهود المضنية، الى اتفاق رسمي لتوحيد قائمتيهما لخوض الانتخابات التشريعية في قائمة واحدة يقودها النائب الأسير مروان البرغوثي. وعكست القائمة الموحدة تراجع نفوذ قياديي"فتح"المتقدمين في العمر وصعود قياديين من الجيل الشاب. واعلنت اسرائيل في منشورات ألقتها طائراتها الحربية امس اعتبار منطقة تشمل اراضي زراعية واسعة ويعيش فيها آلاف الفلسطينيين في شمال قطاع غزة"منطقة عازلة"يحظر على الفلسطينيين دخولها بحجة ان صواريخ تطلق منها على بلداتها. وأعلن محمد دحلان أحد قادة الجيل الشاب في حركة"فتح"عن اتفاق الوحدة في مؤتمر صحافي عقده ظهر أمس في رام الله. وقال ان حركته"ستقاتل"من أجل كل صوت انتخابي في الصراع الانتخابي مع حركة"حماس"التي كان التهديد الذي مثّلته للحركة العامل الأول وراء توحيد قائمتيها. وبدا واضحاً أن"فتح"ستتبع تكتيكاً انتخابياً يعتمد على تخويف الجمهور من حكم"حماس". وقال دحلان في المؤتمر الصحافي:"علينا انجاح الحركة فتح لأن البديل الآخر هو طريق طويل من التيه والظلام"وان"فتح"هي"الوحيدة القادرة على خلق الأمل وخلق نظام ديموقراطي واعد ورفع المعاناة عن شعبنا". وفي غزة، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان توحّد"فتح"في قائمة واحدة فرصة جيدة و"خبر جيد جدا"، داعيا الحكومة الاسرائيلية الى"ازالة الحواجز والعقبات"من طريق الناخبين والمرشحين. واضاف:"حتى الآن لدينا مؤشرات ولم يصلنا كلام رسمي ... ان الانتخابات في القدس ستتم بالشكل الذي نريد"، مؤكدا ان الفلسطينيين"لن يقبلوا ان تكون القدس مستثناة من الانتخابات او الا تكون الانتخابات". وجرى تسجيل القوائم والتعديلات النهائية فيها امس في دوائر قطاع غزة المختلفة التي شهدت ايضا عمليات اقتحام من جانب مسلحين من كتائب شهداء الاقصى، الذراع العسكرية لحركة"فتح". وكان الرئيس عباس عقد اجتماعا مع القوى الوطنية والاسلامية ليل الثلثاء - الاربعاء في مقر الرئاسة المنتدى بمدينة غزة لبحث مسألة الانتخابات والتهدئة. واتفق الرئيس مع ممثلي الفصائل على ضرورة تنظيم الانتخابات في موعدها المحدد سلفاً وتشكيل لجنة تنسيق عليا برئاسته لإنجاح الانتخابات. وشهدت"فتح"في الأيام القليلة الماضية صراعاً مريراً بين قادة معسكري"الحرس القديم"و"الحرس الجديد"فيها حول حصة كل طرف منهما في قائمتها انتهى بقبول معسكر الشباب أن تضم القائمة ثلاثة من أعضاء اللجنة المركزية هم عباس زكي وحكم بلعاوي وانتصار الوزير. وفي المقابل وافقت اللجنة المركزية على ضم خمسة من أعضاء كتلة المستقبل الى كتلة الوحدة هم مروان البرغوثي وعيسى قراقع وجمال حويل وناصر جمعة وماجد أبو شمالة. أما قادة معسكر الشباب مثل دحلان وجبريل الرجوب وقدورة فارس وأحمد غنيم وسفيان أبو زائدة فقد اتفق على أن يخوضوا الانتخابات في دوائرهم. وأفقد الاتفاق عضوي اللجنة المركزية، رئيس الوزراء أحمد قريع ونائبه نبيل شعث موقعيهما في القائمة. وكان قريع انسحب من السباق الانتخابي بملء إرادته، بينما جرت مساومات حثيثة حتى اللحظة الأخيرة لضم شعث من دون جدوى.