تضمن تجارة"أون لاين"الايطالية نمواً متيناً للعام الجاري، مع حركة أعمال قدرها 2.8 بليون يورو، أو ارتفاعاً بنسبة 40 في المئة، قياساً إلى العام 2004، على رغم الرياح غير المؤاتية التي تعصف بالاقتصاد الإيطالي، وفقاً لإحصاء أشرفت عليه مدرسة"سكول أوف مناجمينت"التابعة لجامعة ميلانو، شمال إيطاليا، التي تلمح إلى الأهمية المتصاعدة للتجارة عبر الإنترنت، على رغم التباطؤ الاقتصادي الملحوظ، مقارنة بفترة عامي 2003 و2004. تلعب السياحة دور القاطرة، في نمو التجارة الإلكترونية"إي كوميرس"في إيطاليا، وما زالت تحتل حتى اليوم المرتبة الأولى، من حيث المبيعات. ويحتل القطاع السياحي 43 في المئة من حجم السوق، مع صفقات تجارية سنوية تتعدى سقف 1.2 بليون يورو. ويمثّل نمو القطاع، الذي يُفسّر مالياً بمبلغ 415 مليون يورو، أكثر من 50 في المئة من نمو حجم التعاملات التجارية الإيطالية الإجمالية"أون لاين"للعام الجاري. ويعتبر الخبراء هذه النتائج مشجعة على رغم تباطؤ النمو حديثاً. لكن ذلك لا يعود إلى علّة اقتصادية ما، إنما يُنسب إلى أسباب نفسية، كالخوف من السفر، جراء موجة العنف والتفجيرات التي تطغى أكثر فأكثر على حركة المسافرين العالمية. كما ساهم توقّف"فولاري ويب"، شركة النقل الجوي الإيطالية ذات الأسعار المخفّضة، في الأشهر الأولى من عام 2005، نتيجة إفلاسها، في خفض عدد المسافرين المحليين. وللسنة الثالثة على التوالي، تراجع النمو في حقل التأمين، الذي يحتل المرتبة الثانية في التجارة"أون لاين"، وتراجعت حصته الكلية في السوق من 20 في المئة في عام 2002، إلى 12 في المئة هذا العام. واحتلت تجارة المعلوماتية والإلكترونيات الاستهلاكية، 11 في المئة من التجارة الإلكترونية، وتجاوز عدد الصفقات التجارية"أون لاين"عتبة 300 مليون صفقة. أما قطاعات الألبسة والكتب والموسيقى والأجهزة السمعية البصرية فتحتل كل منها للعام نسبة 3 في المئة، في التجارة الإلكترونية الإيطالية، من دون أي تغيير مقارنة بالعام الماضي. هذا، ويستقر وضع القطاع الغذائي، مع تراجع طفيف من 3 في المئة في عام 2004 إلى 2 في المئة هذا العام، جراء إغلاق أو إعادة هيكلة بعض شركات المنتجات الغذائية. وتحتل بقية القطاعات بالإجمال 26 في المئة من السوق، أو زيادة بنسبة واحد في المئة مقارنة بالعام الفائت، وذلك بفضل عمليات إعادة تعبئة بطاقات المحمول ومبيعات المزاد العلني"أون لاين". تتجلى السوق الإيطالية"أون لاين"كمنطقة استراتيجية ذات كثافة عالية، وتستمر قياداتها الأساسية العشرون في النمو قدماً، لتجمع معاً أكثر من 70 في المئة من حصة السوق الكلية. ومن دون شك، لعبت براعة تلك الشركات القيادية وشهرتها وصدقيتها المكتسبة دوراً جوهرياً في نجاحها على الإنترنت. وتتضمن لائحة الشركات 11 شركة عاملة في قطاع السياحة، وأربعاً عاملة في قطاع التأمين. وتتنوع القائمة لتبدأ بالشركات التقليدية، التي راهنت بفعالية على أعمال"أون لاين"مثل"أليطاليا"وپ"ترينيطاليا"وپ"فودافون"، ثم بشركات أخرى مثل"جينيا لويد"وپ"جينرتيل"وپ"أون لينيار"وپ"ديريكت لاين"، كي تنتهي بشركات النقل الجوي ذات الأسعار المخفضة، مثل"لاست مينت"وپ"مايير"وپ"فولاري ويب"، وشركات نشأت لتعمل فقط"أون لاين"مثل شركات"فينيري"وپ"إي باي"وپ"اكسبيديا"وپ"يوكس". على عكس النمو الحاصل في السوق المحلية"أون لاين"، تعاني الشركات الإيطالية من منافسة ضئيلة مع الشركات الأجنبية، وانفتاح ضعيف نحو السوق الخارجية. ففي فترة السنتين 2004-2005، لم تشكل المبيعات الخارجية إلا 12 في المئة من حصة المبيعات الإجمالية. ويقود المبيعات قطاع الألبسة، الذي يحقق 50 في المئة من أرباحه السنوية خارج إيطاليا، والقطاع السياحي مع حصة 20 في المئة. يشار إلى أن أعمال السياحة الإيطالية"أون لاين"مدعومة بواسطة بوابات حجز الفنادق الإلكترونية، التي تستقطب وحدها 70 في المئة من الحجوزات الآتية من الخارج. وغالباً ما تحقق الشركات الأجنبية مثل"اكسبيديا"وپ"لاست مينت"وپ"أوبودو"، وشركات الطيران أرباحاً ضخمة من طريق تقديم خدمة بواباتها الإلكترونية باللغة الإيطالية.