أكد الرئيس التنفيذي لشركة"إي إيه دي إس"الأوروبية الشركة الأم لطائرة"ايرباص" نويل فورجارد ان العامل السياسي في المنطقة العربية يبقى"حاضراً"في المبيعات العسكرية والدفاعية، فيما يقل تأثيره في المبيعات التجارية. وأضاف في مقابلة مع"الحياة"ان ميل كفة الميزان باتجاه شركة"بوينغ"في ما يتعلق بالطيران التجاري هذه الأيام"ليس له علاقة بالعامل السياسي"، مشيراً إلى ان"ايرباص"في طريقها لعقد صفقات تجارية مع شركات من المنطقة قبل نهاية السنة الجارية. ولفت إلى ان عملاقة صناعة الطيران الأوروبي تركز على السوق الليبية في السنتين المقبلتين، إذ تنشط الجماهيرية في تطوير أسطولها الجوي التجاري بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها. وأشار إلى ان"إي إيه دي إس"تبيع حالياً أنظمة أمن وطوافات إلى ليبيا. ولم ينكر فورجارد ان"السوق العراقية مغلق في وجه صناعة الطيران الأوروبية التجارية"، على اعتبار ان"بوينغ"سيكون لها حصة الأسد هناك، لكنه أشار إلى ان"الشركات الأوروبية سيكون لها دور في إعادة إعمار العراق". وفي ما يتعلق بالأردن، أشار فورجارد إلى ان وضعه مختلف، على اعتبار ان"مصدر التهديد الأمني فيه غير معروف، لكن حين نعرف نوع المخاطر التي تهدد هذا البلد، سنطور أنظمة الأمن التي تلائمه". وأشار إلى ان"تركيز قطاع الطيران العسكري أصبح يختلف حالياً عما كان عليه في الماضي"، على اعتبار ان المرحلة الحالية تتطلب التركيز على"تطوير أنظمة الأمن اكثر من الطائرات العسكرية". وأوضح ان شركة"إي إيه دي إس"لديها علاقات تعاون ومشاريع مشتركة مع دولة الإمارات تمتد إلى اكثر من ربع قرن، خصوصاً في مجالات الدفاع وأنظمة الأمن حيث لديهما استثمارات مشتركة، مشيراً إلى التعاون مع هيئة طيران أبو ظبي في برنامج"يوروكوبتر"، وهو برنامج مكّن الإمارات من إصلاح الشفرات الدوارة لأسطول طوافات"يوروكوبتر"وصيانتها في المنطقة. وكشف فورجارد عن مشروع تقني يتم بحثه مع شركة"مبادلة"الإماراتية، سيتم الإعلان عنه مستقبلاً، بالإضافة إلى مبيعات الصواريخ المتوقعة التي طلبتها دولة الإمارات مثل صواريخ جو-جو من نوع"ميكا"وصواريخ" اكسوسيت"المضادة للسفن. كما تستخدم الإمارات حالياً طوافات"سوبر بوما"وپ"بانثر"وپ"دولفين"وپ"فينيك". ولفت إلى ان التحديات الجديدة بالنسبة لصناعات الأمن والدفاع، وأهمها تحدي الإرهاب،"تتطلب مراجعة دقيقة لمتطلبات العملاء وحاجتهم لهذه الأنظمة وفعاليتها في مكافحة الإرهاب"، موضحاً ان"دخول الشرطة في أسواق المنطقة يتطلب دراسة دقيقة للحلول التي يمكن ان تقدمها في هذا المجال". تنافس"ايرباص"وپ"بوينغ" وعن الطيران التجاري، قال فورجارد في مؤتمر صحافي شارك فيه عدد محدود من الصحافيين عقده على هامش"معرض دبي للطيران"، ان طيران الإمارات ما زالت تعتبر أكبر زبون لشركة"ايرباص"من حيث طراز"إي-380"، فيما تعتبر قطر اكبر زبون بالنسبة لپ"إيرباص"عالمياً. وأشار إلى ان السنة الجارية لم تنته بعد، وان هناك طلبات شراء تنتظر"إيرباص"خلال الشهرين المقبلين، وذلك رداً على"بوينغ"التي وقعت خلال اليومين الماضيين طلبات شراء ضخمة مع"طيران الإمارات"والصين، ما جعل الحضور في"معرض دبي للطيران"يتكهنون ان هذه المرحلة قد تكون مرحلة"بوينغ"وليست مرحلة"ايرباص"، بعد ان تراجعت تداعيات أحداث 11 أيلول سبتمبر في الشارع العربي. وأشار فورجارد إلى ان"مبيعات الشركة الإجمالية في الشرق الأوسط بلغت 24 بليون يورو نحو 29 بليون دولار، 2.3 بليون يورو منها في العام الماضي وحده، فضلاً عن طلبات جديدة بقيمة 7.4 بليون يورو". وأضاف فورجارد ان"سوق الشرق الأوسط ما زال يعد أحد اكثر الأسواق حيوية، من حيث التنافسية. وهو يحقق نمواً متسارعاً خصوصاً في الطلب على الطائرات المدنية والتجارية"، مشيراً إلى ان"هذا النمو سيستمر خلال السنوات المقبلة حيث من المتوقع ان تزداد طلبات الشراء من مختلف شركات الطيران في المنطقة". وحول الصراع المحتدم تجارياً مع"بوينغ"، قال فورجارد ان"إيرباص"لا تتلقى اي دعم من الحكومات الأوروبية، وأنها تسدد ديونها والفائدة المستحقة عليها إلى المصارف، مشيراً الى ان"انتقال الصراع مع بوينغ إلى منظمة التجارة العالمية يعود إلى كون ايرباص غير مستعدة ان تضيع جهودها وأموالها على نفقات المحامين، بهدف حل هذا الخلاف مع نظيرتها الأميركية". ورفض تحديد تفاصيل وحجم التعويض الذي ستقدمه"ايرباص"بسبب التأخير في تسليم طلبيات طراز"إي-380"إلى كل من"طيران سنغافورة"وپ"طيران الإمارات"، موضحاً ان"هذا التأخير لا تتجاوز مدته ال6 أشهر،"وهو قضية تجارية يتم معالجتها ضمن إطارها المحدد، علماً انه سيتم البدء بتسليم الطلبيات الجديدة الخاصة بطيران سنغافورة في الربع الأخير من 2006، فيما ستتسلم طيران الإمارات طلبيتها بدءاً من الربع الثاني من 2007". وتوقع فورجارد ان تصل إيرادات مبيعات الشركة إلى 33 بليون يورو في نهاية السنة الحالية، مقارنة بمبيعات بلغت 31.8 بليون يورو في 2004، مشيراً إلى ان إيرادات الشركة من مبيعات الطائرات العسكرية والأنظمة الدفاعية وصلت إلى 8.5 بليون يورو، وهي تشكل 10 في المئة من إجمالي مبيعاتها.