يعيش بيننا ما لا يقل عن نصف مليون مواطن عربي مصاب بالإيدز، بعضهم يعيش في عزلة، وآخرون احتفظوا بسر مرضهم لأنفسهم، لكنهم جميعهم يعيشون حاملين"وصمة"الى جانب المرض. النسبة الغالبية من المصابين رجال، و70 في المئة من الاصابات بالمرض في بلادنا العربية تحدث بالاتصال الجنسي بين الرجل والمرأة، وفي ظل محدودية انتشار الواقي الذكري، ووجود قدر من العمل الجنسي التجاري الدعارة في الغالبية العظمى من الدول العربية، إضافة الى النظرة السلبية تجاه كل ما يتعلق ب"الصحة الإنجابية والجنسية". هذه المعطيات كشفت خلال"الاجتماع الاقليمي حول المرأة والفتاة في مواجهة الإيدز في الشرق الأوسط وشمال افريقيا"، الذي بدأ أعماله في عمان أول من أمس. وظهر من أعمال المؤتمر ان الهوة التي كانت بين الذكور والاناث في معدلات الاصابة آخذة في الانحسار، ودخلت المرأة والفتاة العربية حلبة السباق. وأشار مسؤول في منظمة الأممالمتحدة المعنية بالإيدز، الى أن تلك الظاهرة تتضح حالياً بين الفئات العمرية الأصغر سناً. ومع دخول الجميع في الدول العربية - شاء أم أبى - عصر العولمة والفضاءات، وبحسب بعض المداخلات،"دخلنا كذلك عصر التغيير الجذري في طبيعة العلاقات بين الجنسين, وعلى رغم الانكار فإن علاقات جنسية متزايدة تنشأ بين الشباب والشابات قبل الزواج، أضف الى ذلك استمرار تدني الوعي بالإيدز، والتمييز الواضح ضد الفتيات العربيات في التوعية بالصحة الانجابية لأسباب مجتمعية". وعلى النقيض من تحذيرات المرجعيات الدينية الرسمية في مصر قبل أيام من الانخراط في الحديث عن"الصحة الانجابية". المؤتمر الذي ينهي أعماله اليوم"يهدف الى تمكين المرأة والفتاة العربية من الحصول على حقها في التوعية الجنسية واتخاذ التدابير اللازمة لوقاية نفسها من الاصابة بالإيدز، وذلك بالتغلب على المعوقات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وحتى السياسية التي تحول دون حقها في حياة خالية من الإيدز". المؤتمر يعقد بالتعاون بين برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز ووزارة الصحة الأردنية وجمعيات دولية مهتمة بالإيدز، وذلك في رعاية الأميرة بسمة بنت طلال.