كشف مدير برنامج الإيدز في وزارة الصحة الدكتور خالد الطلحي، أن ست فتيات رضين بالزواج من أبناء عمومتهن المصابين بمرض الإيدز، على رغم علمهن بالإصابة، وذلك بدافع صلة القرابة بينهم، (ينتشر في بعض القرى والمناطق السعودية تقاليد وعادات زواج الفتيات من الأقارب فقط). وأوضح الطلحي، أن الفتيات أصبن بمرض الإيدز بعد ستة أشهر من زواجهن، إلا أنهم (الشبان والفتيات) ما زالوا على قيد الحياة ويتلقون الأدوية، مشيراً إلى أنه «ليس من حق وزارة الصحة منع زواج الأصحاء بالمصابين، بل وزارة العدل هي من تقوم بذلك. ومع ذلك تم التوفيق بين 12 فتاة وشاب، مصابين جميعهم بالمرض». ولفت الطلحي، في تصريحات إلى «الحياة»، أن من بين كل 100 ألف شخص في السعودية، يوجد شخص واحد حامل للإيدز، مبيناً أن نسبة زيادة المصابين بالمرض سنوياً تتراوح ما بين 9 إلى 13 في المئة، مرجعاً تلك الزيادات إلى وسائل الاكتشاف المتعددة التي تتقدم فيها وزارة الصحة. وكشف أنه أجري مسح صحي للسجون العامة في العام 2008، «واكتشفنا ما يقارب 400 حالة مصابة بالإيدز، نتيجة الدعارة أو المخدرات أو ربما عن طريق السجن ذاته، وهو الأمر الذي دعا إلى تطوير السجون حالياً، ومنع التجمعات الكبيرة داخلها». ولفت إلى أنه في العام 2008، اكتشفت 1274 حالة جديدة، منهم 505 سعوديين، مبيناً أن العدد الإجمالي للمصابين وصل إلى 13926 ألف مصاب بالمرض، 3500 سعودي توفي منهم 1315 مصاباً خلال بدايات المرض قبل اكتشاف وسائل وأدوية متطورة لمعالجة المرض، والبقية كانوا أجانب رحلوا من البلاد.وأوضح أن برنامج «فحص ما قبل الزواج»، أظهر أن من بين كل 10 آلاف شخص، أثنين مصابين بالإيدز، (تم إدراج إلزام الفحص عن الإيدز في البرنامج عام 2007)، موضحاً أن 89 في المئة من المصابين نتيجة الاتصال الجنسي، و9 في المئة بسبب استخدام المخدرات، كاشفاً أنه مع نهاية كل عام يكتشف إصابة سبع نساء تقريباً بالإيدز، نتيجة لإصابة أزواجهن، مشيراً إلى أن الشبان العزاب هم أغلب المصابين بالمرض. وأعلن الطلحي، عن إطلاق حملة وطنية توعوية مكثفة تستهدف التعريف بالمرض وطرق الوقاية منه، «والتذكير بقيمنا الأصيلة وكيفية الحفاظ على روح العائلة، سواءً في الأسواق ومراكز الأحياء الصحية والمطارات ووسائل الإعلام المختلفة، وكذلك للتعريف بعيادات الفحص الطوعي والمشورة»، مبيناً أن الصحة رصدت للحملة نحو 13 مليون ريال تقريباً خلال 2009. ودعا إلى عدم الاكتفاء بالتوعية الدينية فقط، «بل يجب إدراج المعلومات الطبية بجانب النصائح الدينية، خصوصاً في أماكن التوعية داخل المسجد والمدرسة والبيت». وأوضح أن «حرصنا على أن لا يمارس الشباب العلاقات الجنسية المحرمة، ولكن لا بد من توعيتهم باستخدام الواقي الذكري إذا حدث ذلك». وأبان أن الشبان يريدون أن يحصلوا على نتائج الفحوصات الطبية حول المرض من دون إلزام وإجبار، أو فضح لأسمائهم حتى لا تلتصق بهم وصمة العار أو تحلق بهم مشكلات اجتماعية. وأبان أن العيادات التطوعية المتواجدة في المطارات والمراكز الصحية، التي يكشف فيها الناس، لا تسأل عن اسم الشخص، بل تضع رقماً معيناً له، حتى تسهل عملية الفحص التطوعي. وأوضح أن هناك 8 مراكز علاجية نجحت في توفير أفضل الأدوية الطبية، حيث ثبت أن الإنسان المصاب بمرض الإيدز يعيش بقية عمره وكأنه مصاب بمرض مزمن، في ظل تناوله المستمر للأدوية.