لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون بالخيار العسكري ضد إيران، محذّراً من أن الدولة العبريّة"لا يمكن أن تقبل وضعاً تمتلك فيه إيران السلاح النووي". وأعلنت طهران الاتفاق على العودة إلى المفاوضات النووية مع الاتحاد الأوروبي في غضون أسبوعين. راجع ص 7 إلى ذلك، أعلن الرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد أمس أن بلاده"لا تخاف الهراوة الكاذبة التي تسمى مجلس الأمن"، وزاد:"الذين يطلبون منا عدم الاستفادة من السلاح النووي هم في طليعة من يملكونه". وشدّد على أن طهران"لن تتراجع عن مواقفها وستسير حتى النهاية في طريق امتلاك التكنولوجيا النووية السلمية". ويطرح الموقف الإسرائيلي تساؤلات حول ما يضمره أقطاب الدولة العبرية تجاه طهران، لا سيما أن إسرائيل تستعد لانتخابات عامة قد تغري أركانها بالقيام بعمل عسكري يفيدهم في المعركة الانتخابية. وذكّرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أمس بالهجوم الذي شنته طائرات حربية إسرائيلية على المفاعل النووي في العراق عام 1981، قبل أسابيع من انتخابات عامة حين تكهّنت استطلاعات للرأي بهزيمة لرئيس الحكومة آنذاك مناحيم بيغن. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون إن بلاده"ليست الوحيدة في العالم التي لا توافق على التسليم بوضع تمتلك فيه إيران سلاحاً نووياً"، وزاد أن تل أبيب"ليست عاجزة"وتتخذ كل ما يلزم من تدابير"لمواجهة الخطر". ورداً على سؤال عن احتمال توجيه ضربة عسكرية لمنشآت النووية الإيرانية، قال إن الدول الغربية"قادرة على مواجهة إيران لكنها تفضل مواصلة محاولاتها والضغوط التي تمارس على طهران لوقف نشاطها، ويمكن هذه الجهود أن تثمر عن إحالة الملف النووي على مجلس الأمن". وكان وزير الدفاع الإسرائيلي شاؤول موفاز استبعد"الخيار العسكري"ضد إيران، وقال لإذاعة الجيش انه يحبّذ"في المدى المنظور"مواصلة"الجهود الديبلوماسية لنقل الملف إلى مجلس الأمن"لفرض عقوبات على طهران وضمان"تدابير رقابة متشددة على المنشآت النووية الإيرانية". جاء ذلك غداة تصريحات لرئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الميجور جنرال أهارون زئيفي فركش قال فيها إن الضغوط الدولية على إيران"أصبحت أضعف أخيراً"وان الغلبة في المعركة الدولية لإيران"ما يجعل الأمر خطراً"، الأمر الذي فسره مراقبون إسرائيليون بأنه تلميح إلى احتمال قصف الدولة العبرية المنشآت الإيرانية فيما استبعد موفاز"أن يكون فركش قصد ذلك". ونقلت صحيفة"معاريف"عن مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع قوله إن"على إسرائيل أن تسلم بواقع أن إيران ستملك قريباً سلاحاً نووياً". واعتبرت أوساط إيرانية أن التلويح باحتمال استهداف إسرائيل المنشآت النووية الإيرانية"محاولة لممارسة ضغوط إضافية على طهران عشية العودة إلى طاولة المفاوضات النووية".