سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مسؤول في ادارة بوش يحذر اسرائيل من ان مغادرة القطاع احادياً تضعف السلطة وتقوي "حماس". موفاز يضع خطة تقضي باخلاء مستوطنات غزة من دون سحب قواته من الأراضي المقامة عليها
استمر الجدل في اسرائيل حول خطة رئيس الوزراء ارييل شارون لإخلاء معظم المستوطنات اليهودية في قطاع غزة وأبرز الى السطح خلافاً بين المستويين السياسي والعسكري في اعقاب اعتبار رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية اهارون زئيفي فركش الانسحاب من المستوطنات "انتصاراً للارهاب الفلسطيني ومحفزاً على مواصلته"، وتأييد رئيس جهاز الأمن الداخلي شاباك آفي ديختر هذا الموقف ما أثار حنق أوساط قريبة من شارون اتهمت المسؤولين بالتدخل في شأن سياسي لا يعنيهما. ونقل عن وزير الدفاع شاؤول موفاز انه وضع خطة تقوم على اجلاء المستوطنين من القطاع من دون الانسحاب من الأراضي المقامة عليها المستوطنات لتكون بمثابة ورقة مساومة في المفاوضات المستقبلية مع الفلسطينيين. تحدثت مصادر صحافية اسرائيلية مطلعة عن توتر في العلاقات بين مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون والمؤسسة الأمنية على خلفية المعارضة التي يبديها مسؤولون كبار في هذه المؤسسة لخطة اخلاء مستوطنات قال شارون انه يفكر بإطلاقها رسمياً ضمن خطة فك الارتباط التي كلف رئيس مجلس الأمن القومي الجنرال غيورا ايلاند بلورتها. وذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان الموقف الذي أبداه رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الميجور جنرال أهارون زئيفي فركش امام لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أول من أمس القائل بأن الفلسطينيين سينظرون الى الانسحاب على أساس انه "انتصار للارهاب وحافز لتصعيد العمليات المعادية لاسرائيل"، لم يرق لشارون ومعاونيه الذين تساءلوا كيف لفركش ان ينتقد خطة لم يطلع على تفاصيلها بعد وما زالت قيد البلورة فضلاً عن ان فركش لم يطلع شارون شخصياً على موقفه المذكور، واتهمت أوساط قريبة من رئيس الحكومة فركش بأنه "تعود الإدلاء بمواقف معارضة لرؤسائه، كما فعل عندما اعتبر تصريحات الرئيس السوري بشار الأسد بشأن احياء مساء التفاوض مع اسرائيل "جدية وجديرة بالفحص" بعدما كان رئيس أركان الجيش الجنرال موشيه يعالون وشارون ووزير الدفاع شاؤول موفاز شككوا في دوافعها. واهتمت صحيفة "معاريف" اليمينية، دون غيرها، بإبراز تصريحات فركش في صدر صفحتها الأولى، ودعمتها بالقول ان رئيس جهاز "شاباك" آفي ديختر يتبنى موقفاً مماثلاً، نافية ان يكون الجنرال يعالون أعلن دعمه لخطة الانسحاب من غزة. وكتبت ان قادة الاجهزة الأمنية المختلفة لا يعارضون من حيث المبدأ اخلاء غالبية المستوطنات في القطاع، لكنهم يؤثرون ان يتم ذلك عن طريق اتفاق مع الفلسطينيين، وليس بإجراء احادي الجانب "لأن انسحاباً بقرار اسرائيلي أحادي الجانب سيتم تفسيره في العالم العربي انه هروب على غرار تفسير انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان، هذا فضلاً عن انه في غياب اتفاق مع الفلسطينيين في هذا الصدد ستتعزز قوة "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في القطاع وقد تبسط سيطرتها عليه كما فعل حزب الله في جنوبلبنان". ونقلت الصحيفة عن مصادر في ديوان شارون اعتبارها تصريحات فركش "باطلة" ومجرد كلام "بل زائدة وعديمة القيمة". واتهمت رئيس "شاباك" ديختر باتخاذ مواقف سلبية من جميع الخطط السياسية التي طرحت في السنوات الأخيرة. الى ذلك، تناولت الصحف العبرية تحذيرات مسؤول كبير في الادارة الاميركية، لم يكشف عن اسمه، من اقدام اسرائيل على انسحاب احادي الجانب من القطاع "ستعتبره حركة حماس انتصاراً لها"، وسيخلف فوضى عارمة في غزة ويضعف السلطة الفلسطينية ويقوي مكانة "حماس". وتابع المسؤول ان الادارة الاميركية باتت تخشى ان تقضي "خطة الانفصال" الاسرائيلية، نهائياً على "خريطة الطريق" الدولية ورؤية الرئيس الاميركي جورج بوش لدولتين. موفاز يريد الابقاء على احتلال القطاع وذكرت صحيفة "هآرتس" ان وزير الدفاع شاؤل موفاز يدعم فكرة اجلاء المستوطنين من قطاع غزة، دفعة واحدة تشمل مستوطني المستوطنات النائية المقامة في قلب القطاع ومستوطنات "غوش قطيف" على ان يشرع في التنفيذ بعد عام، لكنه يدرس فكرة مواصلة احتلال الاراضي المقامة عليها المستوطنات كورقة مساومة في المفاوضات اللاحقة مع الفلسطينيين. وزادت ان موفاز يعارض ان يتم الانسحاب من مستوطنات معزولة في اعماق الضفة الغربية بموازاة الانسحاب من مستوطنات القطاع ويرى وجوب التركيز أولاً على غزة، ثم درس امكان نقل مستوطنات نائية الى الكتل الاستيطانية الكبرى "غوش عتصيون" و"معاليه ادوميم" و"كدوميم" و"كرني شومرون". وطبقاً لرؤية موفاز فإن لاسرائيل مصالح أمنية وقومية متفاوتة في القطاع والضفة وان مصلحتها في القطاع تتمثل بالسيطرة بحراً وجواً على الحدود بين القطاع ومصر "أي ان الجيش الاسرائيلي سيتمتع بحرية نشاط أوسع في القطاع بعد اخلاء المستوطنات وذلك في غياب اسرائيليين مستوطنين" يستلزم وجودهم نشر قوات عسكرية كبيرة لحمايتهم. ويرى موفاز وجوب ان يواصل الجيش محاربة حركتي "الجهاد الاسلامي" و"حماس" بعد الانسحاب ايضاً والتأكيد لهما ان اخلاء المستوطنات ليس هروباً ابداً. أما مصلحة اسرائيل في الضفة فتتلخص، حسب موفاز، في اقامة حدود يمكن حمايتها "من خلال دعم المستوطنات الكبرى ومواصلة السيطرة على غور الأردن ايضاً، في اطار التسوية الدائمة". ويعتقد وزير الدفاع الاسرائيلي انه ينبغي الاستعداد لاحتمال التوصل الى تسوية في غضون خمس سنوات وذلك على مرحلتين: تسوية مرحلية في غضون 18 شهراً، ثم تسوية دائمة "وإلى ذلك الحين ستبلور اسرائيل واقعاً مريحاً اكثر في القطاع والضفة على حد سواء" مع مواصلة بناء الجدار الفاصل ومعارضة إحداث تغيير جدي في المسار المرسوم والمقر له.