أبدت وزيرة الخارجية الاميركية كونداليزا رايس امس تفاؤلا بقرب التوصل الى اتفاق في شأن معبر رفح عززه اعلان تمديد زيارتها للمنطقة بهدف الوساطة. وشارك الرئيس محمود عباس رايس تفاؤلها رغم اشارته الى وجود"بعض الملاحظات"التي"لن تعيق التوصل الى اتفاق وشيك"يستند الى اقتراح حل وسط قدمه مبعوث اللجنة الرباعية الدولية جيمس وولفنسن. راجع ص 4 و5 واكدت رايس خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عباس في اعقاب محادثاتهما في رام الله امس، ان الولاياتالمتحدة"تعارض أي خطوات من شأنها ان تؤثر بالحل النهائي"بين الفلسطينيين والاسرائيليين، وشددت على ان"النشاطات الاستيطانية تتناقض مع السياسة الاميركية ومع الالتزامات التي قطعتها اسرائيل على نفسها"، وفي الوقت نفسه ذكّرت السلطة الفلسطينية بضرورة"محاربة الارهاب وتفكيك بناه". وكانت أشارت في كلمة ألقتها امس في مؤتمر نظمه في القدس معهد"بروكينغز"الاميركي للابحاث ان قيام دولة فلسطينية من شأنه ان يعزز أمن اسرائيل. وافادت وسائل الاعلام العبرية امس ان"خلافا حادا"اندلع بين رايس ورئيس الوزراء الاسرائيلي آرييل شارون خلال لقائهما تناول مسألة مشاركة"حركة المقاومة الاسلامية"حماس في الانتخابات التشريعية. وكتب موقع"هآرتس"الالكتروني ان رايس لم تشاطر شارون في رأيه ان مشاركة الحركة"خطأ فادح يضعف مكانة عباس"ويقضي على"خريطة الطريق"، محذرا من ان اسرائيل لن تنسق مع السلطة لتسهيل الانتخابات. واعتبرت رايس ان مشاركة"حماس"ستسهل على السلطة ارغام الحركة على نزع سلاحها، وحضت شارون على تجميد الاستيطان وتكثيف الاتصالات مع السلطة وتقديم تسهيلات معيشية للفلسطينيين. وفي ما يتعلق بمعبر رفح، اعلنت رايس ان"هناك اتفاقا في متناول اليد"يسمح بحرية الحركة من قطاع غزة واليه، وقالت:"ثمة اتفاق وشيك". من جانبه، قال عباس ان"الاتفاق يكاد يكون جاهزا، هناك بعض الملاحظات البسيطة، وسيبدأ تطبيقه سريعا". وكشف ان الاتفاق المرتقب يتمحور حول اقتراح حل وسط قدمه وولفنسن في شأن قضية مراقبة المعبر. ويقضي الاقتراح بنقل ما يجري في المعبر الى مكتب ارتباط يتألف من ممثل اسرائيلي وآخر فلسطيني وثالث اوروبي، على ان تكون المسؤولية العليا فيه للمثل الاوروبي، علما ان اسرائيل تصر على ان تتلقى بثاً مباشراً على مدار الساعة من كاميرات مثبتة في المعبر. اما في ما يتعلق بمرور من تسميهم اسرائيل ب"المشبوهين"، فيقترح وولفنسن ان يكون قرار منعهم من السفر او اعتقالهم في يد اللجنة، في حين تصر اسرائيل على ان يكون الامر في يدها، ويتمسك الفلسطينيون بكونهم اصحاب القرار. ويقول مسؤولون فلسطينيون انهم اضطروا الى الموافقة على اقتراحات وولفنسن"حتى لا يبقى قطاع غزة سجنا مغلقا على الفلسطينيين ومنتجاتهم"خصوصا مع بدء موسم التصدير الزراعي. وبانتظار استئناف الوساطة الاميركية في موضوع معبر رفح، قامت رايس بزيارة مفاجئة لعمان حيث وضعت اكليلاً من الزهور في موقع تفجير فندق"راديسون ساس"مساء امس. وقالت السفارة الاميركية في عمان ان رايس جاءت لتقديم التعازي وتأكيد الدعم الى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني. وتزامنت زيارة رايس لاسرائيل والاراضي الفلسطينية مع اندلاع موجة عنف جديدة استشهد خلالها فلسطينيان، احدهما قائد"كتائب عز الدين القسام"التابعة ل"حماس"امجد حناوي الذي اغتالته قوات اسرائيلية في عملية عسكرية في نابلس في الضفة الغربية، في حين استشهد الثاني برصاص الجيش قرب السياج الامني في قطاع غزة.