كشفت صحيفة "هارتس" العبرية امس عن مبادرة اميركية لتحرير الجندي الاسرائيلي الاسير لدى حركة حماس جلعاد شاليط، انطلقت مؤخرا كجزء من خطوة سياسية واسعة تتضمن ضغطا مصريا وسوريا على حماس، ومصالحة فلسطينية داخلية وموافقة اسرائيل على فتح المعابر الى قطاع غزة. ونقلت "هارتس" عن مصادر اوروبية القول: ان نقل شاليط الى مصر يشكل المرحلة الاولى في اطار اتفاق تبلور بين الفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية وتنسيق مع الولاياتالمتحدة وتشجيع من سوريا. ويفترض بالصفقة ان تتضمن ايضا فتح معابر بين اسرائيل وقطاع غزة وكذلك اتفاق بين الفصائل الفلسطينية على تشكيل لجنة مشتركة في قطاع غزة تكون خاضعة مباشرة لرئيس السلطة محمود عباس وليس لحكومة سلام فياض، الذي ترفض حماس الاعتراف به. وقال مصدر دبلوماسي اوروبي مطلع: ان هذه المبادرة تم الاتفاق بشانها قبل يومين بوساطة مصرية. وبموجبها ينقل شاليط خلال الايام القريبة القادمة الى مصر ك "وديعة" تمهيدا لاعادته الى اسرائيل في اطار تبادل الاسرى مع حماس. وتقضي الخطة بأن شاليط تحت رعاية المخابرات المصرية بل وان يحظى بزيارات من ذويه. اما اعادته الى اسرائيل فلا تتم الا بعد أن يتوصل الاطراف الى اتفاق بشأن قائمة الاسرى التي رفعتها حماس في حينه الى حكومة اولمرت. ونقلت "هارتس" عن مصدر مصري مطلع القول: ان حماس تصر على أن تحرر اسرائيل سجناء "مع دم على الايدي" ايضا وهم السجناء الذين سبق لحكومة اولمرت أن وافقت على تحريرهم مقابل تحرير شاليط. واشارت الصحيفة الى ان فكرة نقل شاليط الى مصر مقابل تحرير نساء وفتيان فلسطينيين، وكذلك عدد من الوزراء واعضاء المجلس، بحثت قبل نحو سنة خلال الزيارة السابقة للرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر، الى دمشق واسرائيل وغزة. وطرحت مرة اخرى أغلب الظن في زيارته الاخيرة قبل نحو اسبوع ونصف الاسبوع والتي التقى خلالها كارتر مع نوعام شاليط والد الجندي الاسير. وقالت الصحيفة ان مصدرا امنيا فلسطينيا اكد النبأ، فيما ادعت مصادر اسرائيلية ان لا علم لها بهذا الامر. وقالت المصادر الاسرائيلية انها تتوقع تقدما ذا مغزى في المفاوضات لتحرير شاليط في المدى الزمني القريب. واضافت : اذا كان مثل هذا الاقتراح موجودا، فان اساس الصعوبة يتمثل في اقناع حماس بنقل شاليط الى مصر لانها بذلك تفقد السيطرة الحصرية على مصير شاليط.