حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) من أن حل الدولتين «بدأ يتآكل»، مشدداً على أن الانتقال الى المفاوضات المباشرة في عملية السلام لن يتم قبل قبول رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو «تفاهمات أنابوليس» في شأن الأمن والحدود. ومد يده الى «حماس» للمصالحة عبر الوساطة المصرية، مؤكدا أنه على «اتصال» بقيادات الحركة في غزة، وأن وحدة الصف الفلسطيني هي شرط لنجاح التوصل الى «اتفاق دولي» يرفع الحصار عن القطاع. وحدد عباس في خطاب ألقاه في معهد «بروكينغز» الأميركي أمس، الاطار العريض للموقف الفلسطيني ازاء التحديات الراهنة وأفق عملية السلام. وقال انه يتمنى أن تنتهي مناقشة ملفي «الأمن والحدود» خلال الشهور الأربعة المخصصة للمفاوضات غير المباشرة التي يرعاها المبعوث الاميركي جورج ميتشل «ثم بعد ذلك (ننتقل الى) قضايا المرحلة النهاية»، مشترطاً الوصول الى حل منبثق من تفاهمات مؤتمر أنابوليس العام 2008 للانتقال الى مرحلة المفاوضات المباشرة. وأوضح: «الآن نريد أن نصل الى حلّين في شأن بندي الحدود والأمن، فإذا وافق السيد (رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين) نتانياهو على أن هذه هي الأرضية التي تم الاتفاق عليها، يمكن أن ننتقل الى المفاوضات المباشرة». ورفض الاتفاقات الموقتة في ما يتعلق بالحدود والأمن، وقال: «لا اتفاق حتى نتفق على كل شيء. القدسالشرقية جزء من الأراضي المحتلة. لا أسأل اعادة تقسيم القدس... الكل يعرف حدوده». أما بالنسبة الى الأمن، فقال عباس أن «الاتفاق (الذي انبثق عن أنابوليس) هو أننا لا نمانع في أن يكون هناك طرف ثالث على الأراضي الفلسطينية لغايات معينة، لتدريب قوة الشرطة الفلسطينية الوارد نصها في اتفاق أوسلو وبشكل يعطي الطمأنينة للطرف الاسرائيلي». واشار الى أنه تم اقتراح مشاركة لقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو)، و«لا اعتراض لدينا على ناتو أو تشكيله كما يحصل في جنوب لبنان... تم الاتفاق الكامل، بحثنا الموضوع مع الأردن ومصر لأنهما الدولتان اللتان يمكن أن تتأثرا سلباً أو ايجاباً، والملف الأمني أقفل» مع اولمرت. ولفت عباس الى النجاحات الاقتصادية والأمنية للسلطة وحكومة سلام فياض في السنوات الثلاثة الأخيرة في الضفة، لكنه حذر من أن «الوضع صعب جداً، والأمل بدولة فلسطينية قابلة للحياة تعيش بسلام... بدأ يتآكل... بدأت تخرج الى العلن دعوات الى اقامة دولة واحدة». وكرر تمسكه بالمبادرة العربية للسلام»، معتبرا أنها «الدعوة الوحيدة للسلام. أما الخيار الآخر فهو الحرب، ونحن لا نريد الحرب، على الأقل ليس الدول العربية». وقال انه يريد مؤشرات الى «جدية» نتانياهو في عملية السلام و«ليس شعارات وخطابات» منه. واوضح انه بحث ملف غزة مع الرئيس باراك أوباما، وأكد له ضرورة تشكيل لجنة دولية للتحقيق في الهجوم الاسرائيلي على «أسطول الحرية» لأنه «لا يمكن لاسرائيل أن تحقق مع نفسها»، مشيرا الى ان البند الآخر تناول رفع حصار غزة والسماح بمرور البضائع. وتحدث عن آلية دولية لتحقيق ذلك، مشيرا في الوقت نفسه الى أن «حكومتنا تمثل الفلسطينيين في الضفة وغزة، وأي اقتراح دولي، يجب أن يأتي عبر حكومتنا». وأضاف: «في ما يخص المعابر في رفح، يجب أن نعود الى اتفاق العام 2005 بين الجميع، والحرس الرئاسي يعود الى رفح». الا أنه اضاف ان هذه العودة تتم «بعد المصالحة» التي تتوسط فيها مصر و«ليس أي دولة عربية أو اسلامية أخرى». وقال: «ننتظر من حماس توقيع ورقة المصالحة، وبعدها نذهب الى الانتخابات الرئاسية والتشريعية». وأكد أنه على اتصال مع قيادات «حماس»، وان «مستقبلنا في المصالحة»، مشيرا الى أن «البعض في حماس تغيّر لأنه يعرف الظروف القاهرة ويريد الخروج. أما آخرون في الخارج، فلا يحسون بالحياة نفسها مثل سكان غزة». وأبدى أملا في قدرة أوباما على التوسط في حل النزاع، مشيرا الى أنه يريد لأطفال فلسطين أن يعيشوا «حياة طبيعية لم نعشها نحن. لم يكن لدي جواز سفر حتى اتفاق أوسلو».