لم يتوصل أعضاء الدول الرئيسية في الجمعية العامة للأمم المتحدة حتى الآن الى صيغة نهائية للبيان الختامي للاجتماع العام الرفيع المستوى للدورة الستين للجمعية العامة الذي يبدأ غداً، على رغم مطالبات الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان الدول الأعضاء بالمزيد من المرونة وابداء قلقه من تفويت الموعد المحدد. وتتصدر مسائل مثل شكل الهيئة الجديدة للجنة حقوق الانسان، ومواضيع الاصلاح وصلاحيات الأمين العام والبيئة ومكافحة الارهاب جدول الخلافات على الطاولة. وكثفت المجموعة لقاءاتها آخر الأسبوع لساعات متأخرة من الليل في محاولة لفض الخلافات بين"دول الجنوب"و"دول الغرب"، في وقت بدأت الوفود الرئاسية بالتدفق الى نيويورك أكثر من 170 رئيساً بينها الوفد السعودي برئاسة نائب ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، لحضور قمة افتتاح أعمال الدورة الستين للجمعية العامة في الأممالمتحدة غداً، ويليها أعمال الدورة التي ستتابع قرارات القمة. وينتظر أن تبحث القمة في قضايا الفقر وحقوق الانسان والارهاب، وأن يصدر عنها بيان ختامي يحدد مواقف الدول وتعهداتها بشأن القضايا المطروحة. كما سيتم التوقيع على نحو 32 اتفاق أهمها اتفاق لمحاربة الارهاب النووي الذي يتداخل فيه مباشرة الموضوع الايراني. وتكتسب القمة أهميتها من خلال الشخصيات التي ستحضر والمواضيع المطروحة كونها أكبر تجمع تاريخي لرؤساء دول، وستعطي فرصة لهؤلاء القيادات بالاجتماع وجهاً لوجه والبحث في قضايا ساخنة على هامش القمة، مثل التحقيق الدولي في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري وموضوع ايران وحيازتها الطاقة النووية بالاضافة الى موضوعي العراق وفلسطين. ومن المتوقع وصول الرئيس الأميركي جورج بوش اليوم الى نيويورك وسيلتقي الأمين العام للمنظمة كوفي أنان ورئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون ونظيره البريطاني توني بلير والرئيس الصيني هيو جنتاو. وينتظر أن تتوصل القمة العالمية خلال الاجتماع العام الرفيع المستوى في اليومين المقبلين الى مسودة نهائية على قضايا خلافية شتى. ولفت مصدر رسمي في بعثة الولاياتالمتحدة لدى المنظمة وجود"فجوات رئيسية"حول العدد المطلوب للتصويت للجنة حقوق الانسان وأخرى حول الصلاحية المعطاة للأمين العام التي تطالب الولاياتالمتحدة بتوسيعها. وأكد المصدر أن روسيا والصين ومصر وباكستان هي الدول التي تعيق التوصل الى اتفاق على هذه القضايا. كما يجري البحث حول قضايا مكافحة الارهاب واللغة المعتمدة في المسودة النهائية مع طرح سفير الولاياتالمتحدة نحو 500 اقتراح تعديل لمسودة البيان وموقف روسيا والصين ودول مجموعة ال77. وتشمل الخلافات أيضا أهداف الألفية للتنمية التي أقرها رؤساء الدول في مطلع 2000 ضمن اتفاق"اعلان الألفية"، الذي تعهد بمحاربة الفقر وخفض مستواه بنسبة 50 في المئة في السنوات العشر المقبلة. كما دخل الشق العسكري دائرة الخلاف بعد اقتراحات لتفعيل دور الأممالمتحدة وانشاء قوة احتياط عسكرية لدعم قوات حفظ السلام. وأرجئ البت في موضوع اصلاح مجلس الأمن بسبب الحساسية السياسية لهذا الموضوع والحاجة الى تعديل ميثاق الأممالمتحدة وموافقة ثلثي أعضاء الجمعية العمومية على ذلك.