وصلت المفاوضات بشأن تعديل مسودة الدستور العراقي إلى طريق مسدود، رغم ابداء الاكراد استعداداً لتعديل البنود المتعلقة باجتثاث البعث والهوية وتأجيل النقاط الخاصة بالجنسية والفيديرالية إلى الجمعية الوطنية المقبلة بشرط موافقة كتلة الائتلاف الشيعية، لكن هذه الاخيرة أكدت ان مسائل مثل اجتثاث البعث والفيديرالية وكلمة"البعث الصدامي"خطوط حمر لا يمكن التفاوض عليها. وقال محمود عثمان، من"كتلة التحالف الكردستاني"وعضو وفد المفاوضات مع العرب السنة في أربيل، ل"الحياة"ان"اصرار كتلة الائتلاف العراقي الموحد على رفض اجراء تعديلات على مسودة الدستور، لا يترك خياراً أمام الجميع غير انتظار رأي الجانبين الأميركي والبريطاني، اضافة إلى الأممالمتحدة". وأوضح ان هذه الأطراف كانت مهتمة بزيارة وفد السنة العرب إلى اقليم كردستان"ولا أحد يعرف ان كانت ستضغط على الائتلاف باتجاه اجراء تغييرات أو لا". ولفت عثمان إلى ان وفد العرب السنة"طرح العديد من نقاط الخلاف التي تفهم الجانب الكردي بعضاً منها، مثل رفع قانون اجتثاث البعث من مسودة الدستور وازالة كلمة البعث الصدامي ومسألة هوية العراق، وان بعض هذه النقاط تم التوافق عليها، إلا ان نقاط أخرى، كالجنسية والفيديرالية لم يتم الاتفاق حولها، وأحيلت إلى الجمعية الوطنية المقبلة"، مشيراً إلى ان"السنة العرب يطالبون بتأجيل اقرار الفيديرالية كمبدأ الى حين تشكيل الجمعية الوطنية المقبلة، فيما يرى الائتلاف الموحد ان الفيديرالية كمبدأ يجب أن تُقر في الدستور، إلا ان آليات تطبيقها هي التي ترحل إلى الجمعية الوطنية المقبلة". إلى ذلك شدد عضو قائمة الائتلاف الشيعية سامي العسكري على ان"موضوعي الفيديرالية واجتثاث البعث خطوط حمر لا يمكن التفاوض عليهما"، واكد ل"الحياة"ان"الاتفاق مع الكتلة الكردية لا قيمة له من دون موافقة كتلة الائتلاف، وان الجانبين الاميركي والبريطاني يفهمان جيداً ان هناك قضايا لا يمكن التفاوض عليها"، مشيراً الى ان كتلة الائتلاف"طالبت بان تقر الفيديرالية لعموم العراق او لا تقر، ومن دون استثناءات، كما انها تعتبر حزب البعث منظمة ارهابية لا مكان لها في العراق الجديد". واكد العسكري ان السنة العرب"لن يتمكنوا من اسقاط الدستور لانهم لا يمثلون مجتمعين سوى 20 في المئة من مجموع الشعب العراقي، ولن ينجحوا في حشد ثلث الناخبين في ثلاث محافظات". من جانبه، أكد الشيخ خلف العليان رئيس"مجلس الحوار الوطني"وعضو وفد العرب السنة المفاوض ل"الحياة"ان"هذه النتائج ليست نهائية وان المسودة لن تقدم من دون الرد على مطالبنا"، وأوضح ان اجتماع اربيل كان بطلب من رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني لبحث نقاط الخلاف مع المغيبين عن الانتخابات. ولفت علاء مكي الامين العام المساعد للحزب الاسلامي العراقي سني الى ان المجال ما زال مفتوحاً لاجراء مزيد من المفاوضات، وقال ل"الحياة"ان وفد السنة العرب قدم مجموعة من الاقتراحات لحلحة الوضع وان"الجميع بانتظار رد كتلة الائتلاف العراقي الموحد". واشار الى انه من السابق لأوانه الحديث عن مسودة نهائية للدستور.