نجحت"القمة الدستورية"لزعماء الاحزاب والطوائف العراقية المختلفة، التي عُقدت في منزل رئيس الجمهورية جلال طالباني، بحل الكثير من الأمور العالقة في شأن مسودة الدستور المقترحة، و"تمت معالجة نسبة 70 في المئة منها والتوافق عليها وبصيغ ترضي الجميع". وتم الاتفاق مبدئياً على صيغة لتمرير تأسيسي فيديراليتين عربية وكردية وطرح المبدأ على استفتاء شعبي في كل اقليم. وقال بهاء الأعرجي، عضو لجنة صوغ الدستور والمشارك في الاجتماع ممثلاً عن كتلة"الائتلاف العراقي الموحد"، ل"الحياة"ان"موضوع الفيديرالية، أكثر المواضيع اثارة للجدل، قد تم التوافق حوله، وأوضح ان الاتفاق الذي تم التوصل إليه يقضي بأن يكون"نظام الحكم فيديرالياً، مع احتفاظ كل محافظة من المحافظات عدا الكردية، بحقها في الاختيار بين النظام الفيديرالي ونظام اللامركزية الادارية، على أن ينظم هذا الحق، بموجب استفتاء شعبي يقوم به أهالي المحافظة". المحافظة والاقليم ولفت إلى ان من حق كل محافظة، بموجب الاتفاق التمتع بصلاحيات الاقليم، وان الاقليم يتألف من محافظتين في الأقل، وشدد على ان العلاقة بين الأقاليم والحكومة المركزية تُنظم بموجب قانون تصدره الجمعية الوطنية الدستورية، ما يعني ان عملية تشكيل أقاليم منفصلة، قد رُحلت للمرحلة المقبلة. وأكد المفرجي، ان أكثر من سبع نقاط خلافية، ترتبط بنقطة الخلاف الأولى الفيديرالية، حُلت تلقائياً، بحل نقطة الخلاف الأولى، وذكر، ان الكتل السياسية اتفقت على تشكيل لجنة مؤلفة من 4 أعضاء من رؤساء الكتل، لدرس موضوع توزيع الثروات، على أن تُقدم اللجنة نتائج دراستها اليوم. الدين وزاد ان الكتل اتفقت كذلك على حسم موضوع علاقة الدين بالدولة، حيث اعتبرت الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدر أساسي من مصادر التشريع، على ان لا يثبت في الدستور أو يُشرع أي قانون يتعارض والتشريعات الاسلامية. المرأة وعن المرأة قال الاعرجي ان هذا الموضوع"لم يُناقش بعد"ولفت إلى ان"الأكراد أبدوا تعاوناً وشفافية كبيرين"، وان السنة العرب، قدموا مطالب مشروعة، سيتم التوافق عليها والخروج بصيغة ترضي جميع الأطراف. الثروة وأكد صالح المطلك عضو مجلس الحوار الوطني المشارك في الاجتماع، ممثلاً عن القوى السنية التي قاطعت الانتخابات، ل"الحياة"ان"توافقاً تم حول موضوع توزيع الثروات"، وأوضح ان الاتفاق يقضي بابقاء صلاحية توزيع الثروات الطبيعية بيد السلطة المركزية الاتحادية، على أن تمنح نسبة لا تقل عن 5 في المئة من الواردات للمحافظة التي تتركز فيها، لمعالجة الضرر الناتج عن التلوث بسبب استخراج هذه الثروة أو تلك. ولفت إلى ان عدداً من التفاصيل أُلحقت بهذا الاتفاق، الذي يقضي بتوزيع الثروات على الأقاليم بالتساوي مع استقطاع نسبة معينة للعاملين في قطاع استخراجها. وذكر راسم العوادي، عضو لجنة صوغ الدستور ممثلاً كتلة"العراقية"بزعامة اياد علاوي ان الاجتماع الأول، حقق تقارباً في وجهات النظر حول غالبية نقاط الخلاف المطروحة، وأوضح ل"الحياة"ان قضية المرأة واحدة من القضايا التي لم تحسم بعد، وأكد، ان الكتل السياسية المشاركة في الاجتماع طرحت أكثر من مقترح، إلا ان"العراقية"تسعى لتثبيت"الكوتة"التي حصلت عليها بموجب قانون ادارة الدولة، والقاضية بمنحها حصة لا تقل عن 25 في المئة من مقاعد السلطات التشريعية والتنفيذية والقضاء. ويظهر أعضاء الكتل السياسية المشاركة في الاجتماع تفاؤلاً كبيراً لنجاحهم في التوصل إلى حسم أبرز النقاط العالقة ويؤكد المشاركون، ان الاثنين 15 آب اغسطس الجاري، سيشهد تقديم مسودة الدستور وعرضها على الجمعية الوطنية للتصويت عليها، وطرحها للاستفتاء الشعبي. من جهة ثانية اتهم"الائتلاف العراقي الموحد"انصار حزب البعث المنحل بالتشويش على اجتماعات القمة من خلال شن حملة من الشائعات والدعايات بشأن خلافات ومناوشات تجري بين ابرز القادة العراقيين. ونقل عن مكتب عبد العزيز الحكيم، رئيس الائتلاف"ان حرباً نفسية تشن على زعماء القوى السياسية للتأثير في مجريات المفاوضات الجارية لحسم النقاط الخلافية والتوصل الى مسودة نهائية للدستور الدائم". الفيديراليتان! وفي تطورات النقاش الدستوري، قال كمال محيي الدين، مسؤول العلاقات الخارجية في الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يتزعمه الرئيس طالباني ل"الحياة"ان الفيديرالية التي ستُثبت في الدستور العراقي الدائم تشمل فيديراليتين عربية وكردية في اطار الجمهورية العراقية الاتحادية. واضاف:"هناك قبول شيعي ان يطبق نظام الفيديرالية الادارية على المحافظات الجنوبية ذات الغالبية ضمن الفيديرالية القومية العربية". الى ذلك، علمت"الحياة"ان رئيس اقليم كردستان مسعود بارازاني عقد جولة لقاءات مكثفة مع قيادات كتلة التحالف الكردستاني ثاني اكبر كتلة داخل البرلمان العراقي في ضوء ما اشيع في بغداد ان خلافات كردية - كردية ربما برزت في شأن طريقة حل النقاط الخلافية مع كتلة الائتلاف في ظل موقف مرن من طالباني وموقف متشدد من بارزاني. وقال محللون عراقيون في بغداد ان التشدد الذي يظهره بارزاني في موضوع تثبيت الحقوق الكردية في مسودة الدستور العراقي الدائم مرده الى رغبة هذا الاخير في الظهور بصورة البطل القومي للأكراد أسوة بوالده ملاّ مصطفى بارازاني الذي قاد الحرب الكردية ضد نظم الحكم السابقة خصوصاً ضد نظام صدام حسين. وعلم ان الاكراد طلبوا منحهم مهلة زمنية انتقالية لدمج قوات البيشمركة في القوات العراقية الاتحادية التابعة للحكومة المركزية في مؤشر الى ان القيادات الكردية تريد اختبار النيات قبل ان تحل البيشمركة تماماً وتنخرط في القوات المسلحة التابعة للحكومة في بغداد، كما ان عملية نشر قوات عراقية اتحادية تضم عناصر عسكرية غير الاكراد على الحدود بين كردستان وبين ايران وتركيا وداخل الأقليم الكردي ستكون مرهونة بهذه المهلة الانتقالية.